العلاقات السعودية الإماراتية تشهد أوج قوتها وتماسكها وتطورها في هذا العهد الزاهر في البلدين والقيادتين السياسيتين
العلاقات السعودية الإماراتية تشهد أوج قوتها وتماسكها وتطورها في هذا العهد الزاهر في البلدين والقيادتين السياسيتين، والتحالف القائم بين البلدين يمثل قيادةً واعيةً بكل مشكلات المنطقة وأزماتها، ورؤيةً مشتركةً للقيادة وأهدافاً وغاياتٍ يقوم هذا التحالف على تحقيقها. ما يجعل التحالف السعودي الإماراتي مختلفاً هو أنه ليس تحالفاً سياسياً فحسب، بل هو تحالف يسنده التاريخ الطويل من العلاقات المتميزة بين البلدين، وتعضده الثقافة المشتركة بين الشعبين وأواصر القربى وتعززه العادات والتقاليد الواحدة، فهو تحالف بوعي القيادة بالمصالح العميقة المشتركة وبوعي الشعب بعمق المشترك الثقافي والاجتماعي، وكما قال الشيخ زايد رحمه الله فإن «المصير واحد».
لقد قام هذا التحالف بإنقاذ الدولة المصرية من العواقب الوخيمة للربيع الأصولي ما بعد 2011، وذلك بمساندةٍ كاملةٍ من التحالف السعودي الإماراتي لاستعادة الشعب المصري وجيشه للدولة من فك الجماعة الأصولية، كما قاد إنقاذ البحرين من التدخلات الخارجية وخلايا التجسس والإرهاب، وكان داعماً على الدوام للاستقرار في كل دول المنطقة، رافضاً لأي تدخلاتٍ أجنبيةٍ في الشؤون الداخلية للدول العربية.
ما يجعل التحالف السعودي الإماراتي مختلفاً هو أنه ليس تحالفاً سياسياً فحسب، بل هو تحالف يسنده التاريخ الطويل من العلاقات المتميزة بين البلدين، وتعضده الثقافة المشتركة بين الشعبين وأواصر القربى، وتعززه العادات والتقاليد الواحدة، فهو تحالف بوعي القيادة بالمصالح العميقة المشتركة وبوعي الشعب بعمق المشترك الثقافي والاجتماعي
وحين حكمت الضرورة، وحانت ساعة الصفر، وقررت السعودية مواجهة التغلغل الإيراني في اليمن بقوة السلاح والجيوش والقوات المسلحة، كانت الإمارات على الموعد، وكان قرار المشاركة الكاملة في هذه الحرب الضرورية حماية للأوطان والمواطنين، ودعماً للشرعية اليمنية والشعب اليمني، وتم تصعيد التحالف لمستويات غير مسبوقة من قبل في تاريخ البلدين، واختلطت على تراب اليمن الدماء الزكية للشهداء الأبرار والأبطال الأشاوس من جنود البلدين الذين قاتلوا بكل عزة وشرف، يداً بيدٍ، وكتفاً بكتفٍ، تحت شعار الدم الدم والهدم الهدم.
منذ بدأ هذا التحالف المظفر يؤتي ثماره الأولى، وتتوثق عراه مع كل حدث، وتتعزز مكانته مع كل نجاح، وخصوم هذا التحالف يسعون بقضهم وقضيضهم لإفشاله، ولم يتركوا مناسبة ولا حدثاً ظنوا أنهم يستطيعون به ضرب هذا التحالف إلا وخبوا فيه وأوضعوا بخيلهم ورجلهم لضرب إسفين بين طرفي التحالف المظفر بكل طريقةٍ ممكنةٍ وبكل أسلوبٍ، ولكن الوعي العميق لدى قيادة وشعبي البلدين كان جبلاً صلباً تتكسّر عليه كل محاولات الإرجاف مرةً بعد مرةٍ.
قاد خصوم هذا التحالف المظفر حملات إرجافٍ منظمةٍ منذ سنواتٍ ضده، واستخدموا كل المحرمات في سبيل تحقيق شرخٍ في العلاقات بين البلدين، من الكذب والخداع والتزوير والمكر والحيل، كما استخدموا الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ومؤسسات بلا زمامٍ ولا خطامٍ تدعي العناية بالحقوق وبالإنسان، وهي مجرد جندي في معركة الخصوم ضد هذا التحالف الناجح.
ولكن من هم خصوم هذا التحالف؟ من يقود حملات الإرجاف التي لا تكاد تنقطع ضده؟ ببساطة، هو تحالفٌ لثالوث الشر في المنطقة، الذي تقوده إيران ونظام ولاية الفقيه من جهةٍ، وإحدى الدول الإقليمية ودولة قطر من جهةٍ ثانيةٍ، وجماعة "الإخوان" الإرهابية وكل جماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف الديني كـ"القاعدة" و"داعش"، أو "الحشد الشعبي" أو مليشيا "الحوثي" من جهةٍ ثالثةٍ، هؤلاء هم خصوم هذا التحالف الواسع ضد السعودية والإمارات، ولكن الرد كان قاسياً على الدوام بتعزيز التحالف والذهاب به لآفاقٍ أرحب كلما حاول الخصوم ضربه أو خلخلته.
أخيراً، فأوضح الأمثلة على حملات الإرجاف التي تستهدف هذا التحالف جاءت مع أحداث عدن الأسبوع الماضي، حين قام بعض الجنوبيين باستهداف مواقع تابعةٍ للشرعية في عدن وحدث اقتتالٌ بين الطرفين، فقامت سوق الإرجاف على نطاقٍ واسعٍ، وتم تدارك الأمر من قبل قيادة التحالف وإعادة الأمور إلى نصابها على الأرض، وخرجت التصريحات السياسية أوضح من الشمس في رابعة النهار، ورجع المرجفون بخفي حنين.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة