اليوم الوطني 93.. السعودية "تحلم وتحقق" والإنجازات تتحدث
أجواء فرحة عارمة تشهدها المملكة العربية السعودية، احتفاء باليوم الوطني الـ93، الذي يقام هذا العام تحت شعار "نحلم ونحقق".
واستلهم الشعار من نجاح القيادة السعودية في تحويل أحلام السعوديين بالتنمية والرخاء والازدهار إلى حقائق، تتجسد على أرض الواقع في مشاريع النهضة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية التي تشهدها بلادهم تحت مظلة "رؤية 2023".
أيضا تتجسد على أرض الواقع في تعاظم مكانة بلادهم السياسية وتزايد دورها المهم والمحوري والمؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعزيز ريادتها وتواصل جهودها لتعزيز التضامن العربي والخليجي والإسلامي.
أحلام تحولت إلى حقائق لتروي أعظم قصة نجاح شهدها القرن الحادي والعشرين كما وصفها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء في حواره مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية.
الأخضر يكسو المملكة
واحتفالاً بتلك المناسبة، تزينت الطرقات والميادين والشوارع والمباني في مختلف مدن المملكة، بالألوان الخضراء والأعلام الوطنية ابتهاجاً باليوم الوطني الـ93، وتعبيراً عن الفرحة الغامرة بهذه المناسبة الوطنية الغالية.
واكتست مختلف المباني الحكومية باللون الأخضر (لون علم المملكة) المضيء، وسطعت أنوارها فرحاً بهذه المناسبة، وتم بث العديد من الشعارات الوطنية التي تعبر عن الحب والولاء للوطن والقيادة عبر شاشات إلكترونية في عدد من المدن.
بينما توافد المواطنون والمقيمون للمشاركة في فعاليات اليوم الوطني، التي أعلنت عنها الهيئة العامة للترفيه في مختلف مناطق المملكة؛ لتجسد مظاهر الولاء والانتماء للوطن، الذي يتشارك أبناؤه الاحتفاء بماضيهم العريق وتطلعاتهم لمستقبل مزدهر.
على درب الملك عبدالعزيز
ويصادف اليوم الوطني السعودي 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية"، وتحت راية "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932.
وتوج هذا الإعلان جهود وكفاح الملك عبدالعزيز على مدار 3 عقود، نقل فيها المنطقة التي كانت تعاني فراغا سياسيا وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية، إلى مرحلة الوحدة والاستقرار والنماء.
وكللت تلك الجهود بتوحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتم تحديد 23 من شهر سبتمبر/أيلول ليصبح اليوم الوطني للمملكة، التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
واستمر أبناء الملك عبدالعزيز من بعده على نهجه في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية وتعزيز ثقل ومكانة المملكة دوليا وإقليميا، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي يسير على درب الملك عبدالعزيز في تعزيز مكانة بلاده ومواصل نهضتها وتنميتها.
ويستحضر السعوديون هذه المناسبة وهم يعيشون اليوم واقعًا جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة ومشاريع رؤية 2023 التي تقف شاهدًا على تقدم ورقي المملكة أسوة بمصاف الدول المتقدمة وشاهدا على كيان عظيم يتصف بالنمو والأمان والطموح والعزيمة والإصرار على تحويل الأحلام إلى حقائق والتحديات إلى إنجازات.
إنجازات في مختلف المجالات
وتتبوأ المملكة حاليا مكانة إقليمية ودولية مرموقة، وثقة عالمية متينة، وتقود جهودا بناءة لدعم أمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحقق إنجازات في مختلف المجالات، حيث تعد حاليا الأسرع نمواً بين دول مجموعة العشرين على مدار عامي 2022 و2023، وفي المرتبة 17 عالمياً من حيث الناتج المحلي.
على الصعيد السياسي حققت المملكة اختراقات هامة في عدد من الملفات جنبا إلى جنب مع استضافتها قمماً سياسية إقليمية ودولية، تعيد تشكيل خارطة التحالفات بين المملكة والمنطقة بمختلف أقطاب العالم.
واستضافت السعودية يوليو/تموز 2022 قمة أمريكية عربية، قبل أن تستضيف ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، أول قمة عربية-صينية، ثم أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى المعروفة بـC5 (جمهورية كازاخستان، والجمهورية القيرغيزية، وجمهورية طاجيكستان، وتركمانستان، وجمهورية أوزبكستان) في يوليو/تموز الماضي.
وقبل شهر تم الترحيب بالمملكة ودولة الإمارات من بين 6 دول للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، التي تضم حاليا البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني 2024.
وعلى الصعيد الإقليمي، استضافت المملكة القمة الخليجية الـ43 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والقمة العربية الـ 32 مايو/ أيار الماضي، والقمة التشاورية الخليجية الـ 18 يوليو/ تموز الماضي.
على صعيد جهودها لحل أزمات الإقليمية والدولية، استضافت السعودية محادثات بين أطراف الأزمة السودانية أسفرت عن توقيع ممثلي القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالسودان في جدة يوم 11 مايو/أيار الماضي على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لتسهيل العمل الإغاثي وتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين.
كما استضافت أغسطس/آب الماضي محادثات بشأن أوكرانيا بمشاركة 40 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين والهند، في مسعى لإيجاد "حل يفضي إلى سلام دائم".
اختراقات مهمة
ويحل الاحتفال باليوم الوطني السعودي في وقت نجحت فيه المملكة في تحقيق اختراقات هامة في عدد من الملفات، مثل عودة علاقتها الدبلوماسية بإيران بعد قطيعة 7 سنوات، ونجاحها في إعادة سوريا لحاضنتها العربية خلال القمة العربية التي استضافتها مايو/أيار الماضي.
فيما تقوم بجهود بارزة حاليا بحثا على حل مستدام للأزمة اليمنية عبر استضافة المملكة لجولة من المحادثات مع وفد يمني من صنعاء لدعم تلك الجهود، جنبا إلى جنب مع استمرار مفاوضات حول تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، جوهرها الأساسي يرتبط بدعم القضية الفلسطينية.
مشاريع رؤية 2030
أيضا على صعيد مشاريع رؤية 2030 أطلق الأمير محمد بن سلمان، 27 أغسطس/آب الماضي، المخطط العام للمراكز اللوجستية، الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية للقطاع اللوجستي في المملكة وتنويع الاقتصاد المحلي، وتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية رائدة ومركز لوجستي عالمي.
وأكد ولي العهد أن إطلاق المخطط العام للمراكز اللوجستية يرسخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي كونها تمتاز بموقعها الجغرافي الذي يربط ثلاثا من أهم قارات العالم (آسيا، وأوروبا، وأفريقيا).
يأتي هذا فيما يتواصل العمل على قدم وساق في المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة لتحقيق رؤية 2030.
وتضم محفظة المشاريع الكبرى التابعة لصندوق الاستثمارات العامة مشاريع: نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، وروشن، والدرعية.
وتمثل المشاريع الكبرى ركيزة أساسية في استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، من حيث النطاق والطموح، بما تمتلكه من إمكانيات في استحداث منظومات جديدة لتطوير البنية التحتية وإطلاق العديد من القطاعات الواعدة، والتي يمتد أثرها الإيجابي على دعم جهود التنوع والتطور الاقتصادي في المملكة، إلى جانب تعزيز الفرص الاستثمارية في العديد من القطاعات.
وتشهد المشاريع الرئيسية في مدينة نيوم شمال غرب المملكة، مثل "ذا لاين"، و"تروجينا"، و"أوكساچون"، وجزيرة "سندالة"، ومشاريع البنية التحتية القائمة، تطورات سريعة ومتلاحقة.
وقال الأمير محمد بن سلمان في مقابلته مع الشبكة الأمريكية الخميس: "رؤية 2030 طموحة وحققنا مستهدفاتها بشكل أسرع ووضعنا مُستهدفات جديدة بطموح أكبر، وهدفنا الوصول بالمملكة إلى الأفضل دائماً وتحويل التحديات إلى فرص، ووتيرة تقدمنا ستستمر بسرعة أعلى، ولن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد".
وتمضي المملكة العربية السعودية في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
خدمة الحرمين.. عمل مذهل
أيضا يحل اليوم الوطني 93، بعد نحو 3 شهور من موسم حج شهد عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، بعد أن سمحت السعودية بأداء فريضة الحج في الموسم الأخير، دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم، بعد 3 سنوات شهدت تقليص عددهم على خلفية انتشار الفيروس، ليصل العدد إلى مليون و845 ألف حاج.
ومع عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، أطلقت رئاسة شؤون الحرمين أكبر خطة تشغيلية لها خلال موسم الحج للتيسير على ضيوف الرحمن وتهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة في الحرمين الشريفين.
كما طبقت المملكة حزمة إجراءات وتقنيات وتطويرات لأول مرة في موسم حج هذا العام 2023، تستهدف تمكين الحجاج من أداء مناسكهم في يسر وسهولة، وأمن وطمأنينة.
وقال ولي العهد السعودي في حوار مع شبكة "فوكس نيوز" :"الحرمان الشريفان في المملكة هما الحرمان المقدّسان لكلّ المسلمين. في مكة، هناك الكعبة التي يتجه المسلمون إليها 5 مرات في اليوم لأداء الصلاة، ويجب الحج إليها مرة واحدة على الأقل في العمر. ونحن نتحدث عن ما يقارب من ملياري مسلم في العالم. وفي المدينة، يوجد قبر الرسول. وبالتالي فإن واجب أي ملك للمملكة العربية السعودية وواجب كل الشعب السعودي هو خدمة هذين الحرمين وخدمة الحجاج إليهما، وأعتقد أننا قمنا بعمل مذهل في هذا الجانب".
قطاع الفضاء
وعلى الصعيد العلمي، نجحت المملكة مايو/أيار الماضي في إرسال أول رائدة فضاء عربية إلى محطة الفضاء الدولية.
وحققت المملكة إنجازاً علمياً عظيماً تمثل في إرسال رائدي الفضاء، ريانة برناوي وعلي القرني، إلى محطة الفضاء الدولية ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، لإجراء 11 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وهي أبحاث ستسهم نتائجها في تعزيز مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية.
ويحتفل السعوديون باليوم الوطني وهم يستذكرون بفخر وامتنان قادة المملكة المتعاقبين على مر التاريخ وصولا لقائد مسيرة النهضة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي قادت توجيهاته لتعزيز مكانة بلادهم على مختلف الأصعدة سيرا على درب المؤسس.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز