خبراء: السعودية والإمارات حققتا إنجازا بالقرن الأفريقي
برعاية اتفاق السلام الإثيوبي الإريتري
الخبراء يؤكدون أن "قمة جدة"ستفتح آفاقا جديدة لشعوب القرن الأفريقي، التي ظلت تنتظر هذه اللحظة التاريخية.
قال خبراء ومختصون بالشأن الأفريقي إن السعودية والإمارات حققتا أكبر إنجاز في منطقة القرن الأفريقي بتحقيق استقرار هذه المنطقة التي تقع على صفيح ساخن من الصراعات، وذلك بعد رعايتهما لاتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا، الذي ينهى حالة الحرب بينهما التي استمرت أكثر من 20 عاما.
- سلام إثيوبيا وإريتريا.. إنجاز تاريخي بصبغة سعودية إماراتية
- بالصور.. إثيوبيا وإريتريا: شكرا محمد بن زايد
وفي قمة تاريخية استضافها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي،موسى فكي، وقعت إثيوبيا وإريتريا اتفاق سلام تاريخي في جدة.
وتأتي الخطوة في إطار جهود جبارة بذلتها السعودية ودولة الإمارات لإعادة لحمة العلاقات بين الشعب الإثيوبي والإريتري، وتعزيز المصالحة التي انطلقت بين إثيوبيا وإريتريا، عقب إعلان مشترك في يوليو/تموز الماضي، أنهى صراعا حدوديا استمر لنحو عقدين.
وبفضل السياسات الخارجية المرنة القائمة على دعم السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، استطاعت السعودية والإمارات تحقيق أكبر تحول جيوسياسي في منطقة القرن الأفريقي، عبر الدور المحوري الذي لعبتاه في تحقيق المصالحة التاريخية بين الجارتين إريتريا وإثيوبيا.
وقال زكريا إبراهيم، الباحث بشؤون القرن الأفريقي، إن الجهود التي تبذلها كل من السعودية والإمارات ستؤسس نواة لبناء علاقات مستقبلية، قائمة على المصالح المشتركة، وتعزز فكرة التكامل الإقليمي، الذي تسعى إليه دول القرن الأفريقي،
وأوضح، في تصريحات خاصة لـ" العين الإخبارية" أن "قمة جدة" التاريخية جاءت تتويجا لتطورات إيجابية سريعة، تشهدها علاقات إثيوبيا وإريتريا والسعودية والامارات، قال أنها ستفتح آفاقا جديدة لشعوب القرن الأفريقي، التي ظلت تنتظر هذه اللحظة التاريخية،
وأعرب الباحث بشؤون القرن الأفريقي عن تقديره للدور الإيجابي والمتطور الذي تلعبه السعودية والإمارات لتعزيز أمن واستقرار القرن الإفريقي.
وقال إبراهام تولدي، الناشط والمحلل السياسي الإثيوبي، إن عقد قمة ثانية في جدة على غرار القمة التي جمعت رئيس الوزراء الإثيوبي آبي احمد بالرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، في أبوظبي، يوليو/تموز الماضي، تعكس الحرص الكبير من جانب القيادة السعودية والإماراتية في تنسيق الجهود لإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة.
وأضاف: "السعودية والإمارات بإمكاناتهما المالية الضحمة يمكن أن تحولا منطقة القرن إلى سوق اقتصادية".
وامتدح تولدي دور السعودية والإمارات، وتشجيعهما لحكومتي إثيوبيا وإريتريا، على تعويض شعوبهما من خلال التعاون الاقتصادي المرتقب بين البلدين.
من جانبة قال سامي بركات، الباحث المختص بالشأن الإثيوبي الإريتري، إن عملية المصالحة التي قادتها كل من السعودية والإمارات إنجاز غير مسبوق في تاريخ المنطقة.
وأوضح : "لا أحد كان يتوقع أن تتغير الأمور بهذه السرعة في العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا"، مشيرا إلى أن "التدخل الإيجابي، من قبل السعودية والإمارات، غير خارطة المنطقة، وبعث بأمل جديد لشعوب القرن الأفريقي، التي تتطلع إلى السلام والتنمية والتطور، من أجل تغير واقعها الحالي".
على صعيد متصل أكدت منى آدم، الباحثة السياسية في شؤون القرن الأفريقي ، أن الاتفاق التاريخي الذي وقَّع اليوم الأحد بجدة سيكون له تأثيراته الاقتصادية والسياسية على البلدين ومنطقة القرن الأفريقي بصورة عامة،
وأشارت إلى أن منطقة القرن الأفريقي منطقة إستراتيجية هامة للتجارة الدولية والأمن الإقليمي، لافتة إلى أن "الرعاية السعودية والإماراتية مهمة جدا في تنفيذ اتفاق السلام بين البلدين وخاصة ترسيم الحدود".
فيما يرى الصحفي الإريتري عبدالله محمود أن الدور السعودي والإماراتي، كان له تأثير كبير في تقريب وجهات النظر بين الرئيسين ،خاصة بحكم العلاقة القوية التي تربط اسمرا بالرياض وأبوظبي.
وقال: "النقلة الكبيرة في العلاقات بين إريتريا والسعودية والإمارات كانت من خلال وقوف إريتريا مع التحالف العربي في الحرب باليمن، وكذلك وقوفها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والموقف القوي لإريتريا من الأزمة السعودية الكندية".
وأضاف أن الرؤية السعودية والإماراتية للسلام بمنطقة القرن الأفريقي، تأتي ضمن منظومة واحدة، مشيرا إلى تكريم الرئيس الإريتري، اسياس افورقي، ورئيس الوزراء الإثيوبي ،آبي أحمد، في يوليو/تموز الماضي، بدولة الإمارات العربية المتحدة يمثل دليلا على تطابق وجهات النظر السعودية والإماراتية، فيما يتعلق بالسلام والأمن والاستقرار، بمنطقة القرن الأفريقي.
والثلاثاء الماضي، فتحت إثيوبيا وإريتريا، رسميا، الحدود البرية الفاصلة بين البلدين، بعد إغلاقها منذ عقدين من الزمن على خلفية الحرب التي اندلعت بينهما في 1998، لتعلن بذلك أسمرا وأديس أبابا إنهاء واحدة من أطول المواجهات العسكرية في إفريقيا.
وفي التاسع من يوليو/تموز الماضي وقعت إثيوبيا وإريتريا "إعلان المصالحة والصداقة"، تم بموجبه فتح السفارات بين البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران، في بوادر ملموسة على التقارب الذي أنهى عداءً استمر عقدين من الزمان.