سلام إثيوبيا وإريتريا.. إنجاز تاريخي بصبغة سعودية إماراتية
جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أسهمت في توقيع اتفاق السلام التاريخي بين أديس أبابا وأسمرا.
عشرون عاما من الخلافات والقطيعة بين إثيوبيا وإريتريا، أنهتها جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتين رعيتا السلام بين أديس أبابا وأسمرا، سيما مع بوادر الإصلاح السياسي التي أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي الشاب آبي أحمد، والتفهم الإريتري لمساعي السلام والوئام لجارتها الأفريقية.
اتفاق السلام بين الجارتين برعاية الرياض وأبوظبي يأتي تتمة لجهود ومساعٍ انطلقت في أبريل/نيسان الماضي، وتكللت بخطوات عملية فاعلة على طريق السلام عندما تعهد رئيس وزراء إثيوبيا بمراعاة كل شروط اتفاق السلام الحدودي المبرم عام 2000.
الرئيس الإريتري أعقب مبادرة آبي أحمد بإرسال وفد إلى أديس أبابا في يونيو/حزيران الماضي؛ لإجراء محادثات سلام حول تنفيذ اتفاق الجزائر المتعلق بترسيم الحدود مع إثيوبيا، وهي الخطوات التي رحبت بها الأمم المتحدة على لسان أمينها أنطونيو جوتيريس، الذي تعهد بتقديم كل الدعم لحل الخلافات بينهما.
كانت أديس أبابا وأسمرا على موعد في الثامن من يوليو/تموز مع قمة تاريخية جمعت آبي أحمد، وأسياس أفورقي، أذنت ببدء تطبيع العلاقات بين البلدين بعد فترة طويلة من الخصومة، حيث وقّع الزعيمان في التاسع من الشهر نفسه "إعلان سلام وصداقة مشترك".
ونص الإعلان على إنهاء الحرب بين البلدين، والتبشير بعهد جديد من السلام والتعاون، وأن تعمل الدولتان على تعزيز التعاون الوثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، بالإضافة إلى استئناف رحلات النقل والتجارة والاتصالات والعلاقات الدبلوماسية، وتنفيذ قرار ترسيم الحدود، وضمان السلام والتنمية والتعاون الإقليمي.
الدور السعودي الإماراتي الداعم للسلام بين البلدين، لم يكن خافيا على أحد، خاصة كونه يتسق مع مبادئ السياسة الخارجية لكلا البلدين، القائمة على نشر السلام والتعاون بين الدول.
وبعد توقيعهما اتفاقية السلام والمصالحة، زار زعيما إثيوبيا وإريتريا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وأشادا في بيان مشترك صدر في 24 يوليو/تموز الماضي بالدور السعودي والإماراتي في إنهاء الخلاف بين بلديهما، وإيلائهما اهتماما خاصا لأمن البحر الأحمر والموانئ على الضفة الأخرى للبحر الأحمر، وإسهام ذلك في جلب الاستقرار في الإقليم.
كما عقد أفورقي وآبي أحمد قمة ثلاثية تاريخية في أبوظبي، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد أيام قلائل من توقيع اتفاقية المصالحة بينهما.
ومثلت قمة أبوظبي الثلاثية التي جمع فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي، حدثاً مفصلياً يؤرخ لنجاح الدبلوماسية الإماراتية في التوصل للمصالحة التاريخية بين البلدين، بعد قطيعة استمرت عقدين من الزمان.
طوت الجهود السعودية والإماراتية صفحة سوداء بين إريتريا وإثيوبيا، تخللها نزاع دامٍ، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، لتشكل جهود الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، انتصارا لدبلوماسية السلام التي تقودها الإمارات والسعودية.
وفي هذا السياق، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن "الإمارات والسعودية داعمتان أساسيتان لكل جهد أو تحرك يستهدف حل النزاعات وتحقيق السلام والأمن والاستقرار، بما يَصُب في مصلحة شعوب المنطقة، وتعزيز منظومة الأمن الإقليمي والدولي".
كما نوه بجهود العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزير، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي كان لها الأثر الطيب في استكمال المصالحة بين البلدين.
وجاء الاجتماع الثلاثي في أبوظبي، لتشدد الإمارات، في ختامه، على دعمها "اتفاقية السلام بين البلدين من منطلق الحرص على علاقات دولية صحيحة، في إطار حسن الجوار واحترام القوانين والمواثيق الدولية".
ويؤكد نجاح الإمارات، الذي بات دورها محط تقدير عالمي، على قدرتها في تقديم المزيد للعالم، والتأثير الإيجابي وإرساء الاستقرار والسلام في المحيطين الإقليمي والدولي.
وتكريما لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما، منح رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على هامش الزيارة، أفورقي، وآبي أحمد، "وسام زايد"، الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول.
وأشادت الإمارات باتفاق السلام التاريخي بين دولة إريتريا وإثيوبيا، الذي يمهد "لعلاقات إيجابية بين الطرفين، ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلدين، بشكل خاص والقرن الأفريقي والمنطقة بشكل عام".
وأكد البيان الثلاثي العلاقات المتميزة والراسخة التي تربط دولة الإمارات مع كل من إريتريا وإثيوبيا، والمصالح المشتركة التي تجمع بينها، والتي ستعزز مع آفاق السلام والتنمية التي يمهد لها هذا الاتفاق الذي يمثل أساسا راسخا لعلاقات سوية ومتينة في المنطقة.
وثمن أفورقي وآبي أحمد حكمة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في رعاية اتفاق السلام، والدفع به ليكون واجهة لعلاقات إيجابية ستعود بالنفع على الطرفين بشكل مباشر، وعلى أفريقيا بشكل عام.
وشكر الزعيمان السعودية والإمارات على مساهمتهما في الجهود المبذولة؛ لإنهاء الخلاف بين البلدين الجارتين، حيث لم تألوَا جهدا في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة، واحترام حسن الجوار.
واستكمالا لتعزيز المصالحة والسلام بين أديس أبابا وأسمرا تستضيف مدينة جدة السعودية، الأحد، قمة تجمع زعيمي إثيوبيا وإريتريا، يتم خلالها توقيع اتفاق يعزز العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، الذي أنهى حالة الحرب بينهما التي استمرت أكثر من 20 عاما.
السعودية والإمارات أسهمتا عبر دبلوماسيتهما، في إبرام هذا الاتفاق التاريخي، الذي يعزز العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، والأحد، تضع الرياض اللمسات الأخيرة، ليأخذ اتفاق السلام الصبغة الدولية، حيث دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، لحضور مراسم التوقيع، التي من المقرر أن يحضرها أيضا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، حسب مصادر الأمم المتحدة.
ووصل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، إلى السعودية، في وقت سابق السبت، حيث سيقيم خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء بالمناسبة.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أعلن أن العاهل السعودي سيستضيف توقيع اتفاق يعزز العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا في جدة، بحضور جوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد.
وأعادت إثيوبيا وإريتريا، الثلاثاء الماضي، فتح الحدود البرية للمرة الأولى منذ 20 عاما، بعد أن خاضتا حربا حدودية في الفترة 1998 - 2000، أسفرت عن مقتل نحو 80 ألف شخص، لكنهما استأنفتا عهدا جديدا من العلاقات، بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قبول بلاده اتفاقية الجزائر للسلام (اتفاق حدودي ينهي الحرب رفضته إثيوبيا سابقا)، التي أنهت الحرب الدموية بين الجيشين الجارين.
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA== جزيرة ام اند امز