حج 2023.. السعودية تبدع في خدمة ضيوف الرحمن بتقنيات تطبق لأول مرة
حزمة إجراءات وتقنيات وتطويرات جديدة تطبقها السعودية لأول مرة في موسم حج هذا العام 2023.
إجراءات وتطويرات تستهدف تمكين الحجاج من أداء مناسكهم في يسر وسهولة، وأمن وطمأنينة، في أول موسم حج دون قيود كورونا، ترصدها "العين الإخبارية" في هذا التقرير.
شهد موسم الحج هذا العام عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، بعد أن سمحت السعودية بأداء فريضة الحج في العام الجاري، دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم، بعد 3 سنوات شهدت تقليص عدد الحجاج على خلفية انتشار الفيروس، ليصل عدد الحجاج هذا العام مليون و845 ألف حاج.
ومع عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، أطلقت رئاسة شؤون الحرمين أكبر خطة تشغيلية لها خلال موسم حج هذا العام للتيسير على ضيوف الرحمن وتهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة في الحرمين الشريفين.
وشهد حج هذا العام ترجمة خطبة عرفة لعشرين لغة عالمية؛ لتصل إلى أكثر من نصف مليار مستفيد لأول مرة في تاريخ رئاسة شؤون الحرمين.
أيضاً كان لوزارة النقل والخدمات اللوجستية النصيب الأكبر، من التقنيات التي يشهدها موسم الحج هذا العام، من خلال إطلاق تجربة الحافلات الترددية ذاتية القيادة، لخدمة ضيوف الرحمن، و استخدام طلاء لتبريد طرق المشاة بالمشاعر المقدسة، واستخدام طائرات "الدرون" لفحص الطرق في المشاعر المقدسة، وتجربة "النظارات الافتراضية".
أيضا تم خلال حج هذا العام تطبيق مبادرة "طريق مكة" إحدى مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030 في دولتين جديدتين للمرة الأولى هما تركيا وكوت ديفوار.
1.8 مليون حاج.. لأول مرة منذ 3 أعوام
وشهد موسم الحج هذا العام عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا.
وأعلن وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة أن عدد الحجاج في حج هذا العام بلغ مليونا و845 الف حاجاً، قدموا من أكثر من 150 دولة.
وبلغ عدد الحجاج عام 2019 (آخر موسم حج ما قبل كورونا) نحو 2.5 مليون حاج، لكن بعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لـ10 آلاف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة في ذلك العام، قبل رفع العدد في العام التالي 2021 إلى 60 ألفا بشروط صحية صارمة؛ ليتجاوز في العام 2022 نحو 926 ألفًا.
حافلات ذاتية القيادة
على صعيد التقنيات الجديدة، بدأت الهيئة العامة للنقل، لأول مرة في موسم حج هذا العام، تجربة الحافلات الترددية ذاتية القيادة، لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك حرصاً على توفير تقنياتٍ حديثة مبتكرة ضمن مبادراتها في توفير خيارات نقل متعددة، للتسهيل على حجاج بيت الله الحرام.
وتستخدم الحافلات ذاتية القيادة، تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات والحساسات المحيطة بها للقيادة دون تدخل بشري، ضمن مسار محدد، حيث تقوم بجمع المعلومات خلال الحركة وتحليلها لاتحاذ القرارات اللازمة؛ بهدف تحسين تجربة الركاب وضمان السلامة الحيوية، وتتسع الحافلة الواحدة لـ11 مقعداً، وتسير 6 ساعات في الشحنة الواحدة، وتصل سرعتها إلى 30 كم في الساعة.
وتهدف الخدمة إلى تسهيل تنقل ضيوف الرحمن، وقياس مدى جدوى استخدام هذه التقنيات في الحج ووضع الاشتراطات اللازمة لها في الأعوام القادمة لتشغيلها بالشكل التجاري.
ووقف وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل، على انطلاق أول رحلة تنقل ضيوف الرحمن عبر حافلات ذاتية القيادة في المشاعر المقدسة، حيث رافق الحجاج في تجربة الرحلات الأولى للتنقل في المشاعر المقدسة، التي تأتي في سبيل تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية من خلال دعم المبادرات والتقنيات الحديثة بما يسهم في راحة ضيوف الرحمن وتأمين خدمات ميسرة وعالية الجودة.
تبريد الطرق
أيضاً شهد حج هذا العام استخدام تقنية طلاء الأسطح الإسفلتية لطرق ومسالك المشاعر المقدسة بهدف خفض درجة الحرارة على الحجاج؛ وتبريد المناخ للدرجات المعتدلة في طرق المشاة.
وتعمل التقنية الحديثة التي عملت عليها الهيئة العامة للطرق في تحقيق الراحة التامة لضيوف الرحمن علميًا من خلال زيادة مستوى التبريد للمناخ من حولهم، حيث يسهم الطلاء الأبيض في خفض درجة حرارة السطح بحوالي ٣٠ درجة مئوية، باستخدام عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كمية أقل من الأشعة الشمسية.
درون لفحص الطرق
أيضاً شهد حج هذا العام لأول مرة استخدام طائرات "الدرون" لفحص الطرق في المشاعر المقدسة.
وأعلنت الهيئة العامة للطرق عن استخدام طائرات الدرون في فحص وتقييم شبكة الطرق في المشاعر المقدسة، بهدف التأكد من سلامة وجودة الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة، حيث تعمل هذه التقنية بشكل حراري لرصد الملاحظات على شبكة الطرق، بالإضافة إلى دور هذه التقنية في فحص العبارات والجسور بشكل آلي وسريع ودقيق.
نظارات افتراضية
كذلك، دشن وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل المهندس صالح بن ناصر الجاسر خلال موسم حج هذا العام "النظارة الافتراضية" بتقنية الواقع المعزز، التي تُفعل لأول مرة في موسم حج هذا العام 1444 هـ.
وتُستخدم هذه التقنية في متابعة امتثال أنشطة النقل للاشتراطات والأنظمة، حرصاً على توفير تقنيات حديثة مبتكرة لخدمة ضيوف الرحمن، وتسهيل تنقلاتهم؛ حيث يقوم المراقب الميداني بارتداء النظارة الافتراضية لمتابعة امتثال مركبات النقل، والاستعلام عن نظامية المركبة والسائق بشكل سريع، وتوثيق عملية الفحص ورصد المخالفات إن وجدت.
وتسهم هذه التقنية الجديدة في رفع جودة الرصد، والحد من التكدسات في نقاط التفتيش.
مبادرة "طريق مكة".. دول جديدة
أيضا تم خلال حج هذا العام تطبيق مبادرة "طريق مكة" إحدى مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030 في دولتين جديدتين للمرة الأولى هما تركيا وكوت ديفوار.
وطبقت المبادرة أعمالها هذا العام في 7 دول هي: المغرب، إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، بنجلاديش، ولأول مرة في جمهوريتي تركيا وكوت ديفوار.
وشهدت مبادرة "طريق مكة"، التي تنفذها وزارة الداخلية، بالتعاون مع الجهات الشريكة، خدمة 242,272 حاجًا، وبلغ عدد الرحلات في صالات المبادرة، إلى مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة 667 رحلة.
وتهدف المبادرة إلى استقبال ضيوف الرحمن، وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بسهولة ويسر، بدءًا من إصدار التأشيرة إلكترونيًّا وأخذ الخصائص الحيوية، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة، بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى الحافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة؛ في حين تتولى الجهات المختصة إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.
وتنفذ وزارة الداخلية المبادرة بالتعاون مع وزارات "الخارجية والصحة والحج والعمرة"، والهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والمديرية العامة للجوازات.
ترجمة خطبة عرفة لعشرين لغة
كذلك شهد حج هذا العام ترجمة خطبة عرفة لعشرين لغة عالمية؛ لتصل إلى أكثر من نصف مليار مستفيد لأول مرة في تاريخ رئاسة شؤون الحرمين.
وأعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بأن عدد المستفيدين من ترجمة خطبة عرفة بلغ أكثر من نصف مليار مستفيد حول العالم بأكثر من عشرين لغة عالمية، مشيرا إلى أن هذا رقم يحصل لأول مرة في تاريخ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
حرصاً من المملكة العربية السعودية، على إيصال خطبة عرفة إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم، تم زيادة عدد اللغات التي سيتم ترجمة الخطبة إليها من 14 في العام الماضي إلى20 لغة خلال العام الجاري.
وتشمل اللغات التي تم ترجمة خطبة عرفة إليها: الإنجليزية، والفرنسية، والأوردية، والألمانية، والإسبانية، والإندونيسية، والبنغالية، والمالايامية، والأمهرية، والهاوسا، والتركية، والروسية، والصينية، والفارسية، والتاميلية، والفلبينية، والبوسنية، والسواحلية، والهندية، والسويدية.
رئاسة الحرمين.. أكبر خطة تشغيلية
كذلك شهد حج هذا العام، تطبيق خطة رئاسة الحرمين التشغيلية لموسم حج هذا العام 1444 هجرية، والتي تعد أكبر خطة تشغيلية في تاريخ الرئاسة العامة لشؤون المجسد الحرام والمسجد النبوي.
وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لهذا العام تتواكب مع الإعلان عن استقبال أعداد مليونية من الحجاج، بانقشاع جائحة كورونا، لذا حرصت الرئاسة على أن تنفذ خطتها بكامل الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين وساحاتهما ومرافقهما.
وحرصاً على انسيابية الحركة وتسهيلها على حجاج بيت الله الحرام، منذ لحظة وصولهم إلى ساحات المسجد الحرام، تم تهيئة الأبواب والمداخل والمخارج، وفق تنظيم دقيق يضمن سهولة وصول الحاج إلى صحن المطاف وأدواره المتعددة بالرواق السعودي، حيث ستستخدم كامل الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف وتخصيصه بالكامل للطائفين من الحجاج، وكذلك كامل الطاقة الاستيعابية لأدوار الطواف في الرواق السعودي والمسعى.
وبين السديس أن الرئاسة حرصت في خطتها على تنويع المبادرات والبرامج والخدمات لتحقيق أقصى درجات الراحة للقاصد الكريم تيسيراً وتخفيفاً له، مشيرا إلى تطبيق 185 برنامجا ومبادرة نوعية، في موسم حج هذا العام بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، تشمل استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي ورقمنة البرامج.
وبين أن الرئاسة استعدت لحج هذا العام بكادر وظيفي هو الأعلى والأكبر في تاريخها حيث يصل مجموع القوى العاملة في الحرمين الشريفين إلى ١٤ ألف موظف وموظفة، وعامل وعاملة، من المؤهلين تأهيلاً كاملاً.
وفي مجال التطوع والأعمال الإنسانية أفاد السديس أن الرئاسة أتاحت أكثر من 8 آلاف فرصة تطوعية في الحرمين الشريفين في 10 مجالات تطوعية.
وحرصاً على خدمة كبار السن وذوي الإعاقة، بين زيادة عدد العربات لتصل إلى 9 آلاف عربة تعمل على مدار الساعة.
كما حرصت الرئاسة على تزويد الحرمين الشريفين بما يصل إلى300 ألف مصحف موزعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، حتى يتسنى للقاصد الكريم تلاوته وقراءته.
وفيما يتعلق بسقيا ماء زمزم، أشار السديس إلى أن الرئاسة تستهدف توزيع 40 مليون لتر من ماء زمزم المبارك في الحرمين الشريفين، عبر أكثر من 30 ألف نقطة توزيع في الحافظات والصنابير الموزعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وضمن جهود الرقمنة وتعزيز التطبيقات الحديثة وأثرها الملموس في تحسين تجربة ضيوف الرحمن أشار الرئيس العام لشؤون الحرمين إلى أن الرئاسة هيأت أكثر من ١٤ خدمة إلكترونية، منها تطبيق تنقل، وتطبيق لوامع الأذكار، والمصحف الشريف، وغيرها من التطبيقات والروبوتات الذكية التي تعمل على تهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة لضيوف الرحمن.