السعودية والهند.. 70 عاما من العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة
تتصف العلاقات بين البلدين بأنها "متعددة الأوجه"، حيث تتنوع بين مرتكزات اقتصادية واستثمارية واجتماعية وثقافية وأمنية.
تمتد العلاقات بين السعودية والهند لأكثر من 70 عاما منذ تأسيس الدبلوماسية بين البلدين التي تعتمد على "المصالح المشتركة" وتعزيز التعاون والوصول به إلى حد التحالفات الاستراتيجية.
وتتصف العلاقات بين البلدين بأنها "متعددة الأوجه"، حيث تتنوع بين مرتكزات اقتصادية واستثمارية واجتماعية وثقافية وأمنية.
- محمد بن سلمان إلى نيودلهي.. زيارة تاريخية تعزز العلاقات الاستراتيجية
- في جولة آسيوية.. محمد بن سلمان يعزز أهداف رؤية "السعودية 2030"
وشهدت الهند زيارة تاريخية للملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (ولي العهد آنذاك)، عام 1955، تبعتها زيارة جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال إلى الرياض عام 1956.
وفي عام 1982 حلت رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي ضيفة على المملكة، كما زار نيودلهي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في 2006، تلتها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الهند في 2014 (ولي العهد آنذاك).
بينما كانت الزيارة الأحدث لرئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي إلى الرياض في 2016.
مصالح مشتركة
ويرتكز عمق العلاقات بين البلدين على نقاط عدة، تعتمد على "المصالح المشتركة" بين الجانبين، فضلا عن الرغبة الصادقة من قيادة البلدين في ترسيخ هذه العلاقات، وتنميتها عاما بعد آخر، والوصول بها إلى حد التحالفات الاستراتيجية طويلة المدى.
وتستفيد المملكة من بناء شراكة قوية مع الهند لما عند الأخيرة من قوة علمية وقاعدة صناعية وقوة استهلاكية ضخمة، ستستفيد منها الشركات السعودية، في ظل العديد من الشراكات القائمة والتعاون الاقتصادي المثمر.
ويلعب التنسيق والتعاون الهندي- السعودي دورا مهما في دعم الاستقرار والتبادل التجاري في المحيط الهندي، لما يمثله من أهمية كبيرة في الإطار الاستراتيجي العالمي، نظرا لاتصاله بقارات آسيا وأفريقيا التي تمثل ثقلا سكانيا كبيرا.
كما يربط المحيط المناطق الغنية بالمواد الخام؛ مثل: النفط والغاز والمعادن في منطقتي الخليج العربي وشرق أفريقيا بمناطق التصنيع في شرق آسيا.
وفي عام 2008، تم إنشاء اتحاد الدول المطلة على المحيط الهندي "IORA"، بغية منع أي صراعات محتملة قد تنشأ في المحيط الهندي، وتبادل المعلومات مع الشركاء، وعلى رأسهم السعودية، وبناء قدرات الدول الأقل قوة.
علاقات اقتصادية
وتعد المملكة رابع أكبر شريك تجاري للهند بعد "الصين والولايات المتحدة والإمارات"، وهي مصدر رئيسي للطاقة؛ حيث تستورد الهند نحو 19% من الزيت الخام من المملكة.
كما أن المملكة هي ثامن أكبر سوق في العالم للصادرات الهندية، ومن حيث الواردات من السعودية، تحتل الهند المرتبة السابعة.
وتحتضن السعودية نحو 500 شركة هندية مسجلة في الهيئة العامة للاستثمار السعودية؛ حيث إن الشركات الهندية لديها مليارات الريالات من المشاريع في البنى التحتية والمترو والغاز مع "أرامكو"، في حين أن هناك عدداً من الشركات الكبيرة والمتوسطة الهندية تعمل في السوق السعودية.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 39 مليار دولار، وتعيش في السعودية أكبر جالية هندية تقدر بأكثر من 3 ملايين شخص.
وكان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، في آخر زيارة له للرياض (أبريل/نيسان 2016)، قد أكد أن بلاده تخطط لإنشاء 170 جيجاوات من محطات توليد الطاقة، وأنها تحتاج لبناء 50 مليون وحدة إسكانية، داعياً رجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار فيها، مشيراً إلى أن بلاده على استعداد لتمليك أي مستثمر أي مصنع أو مؤسسة بنسبة 100%.
وتتطلع نيودلهي للاستثمار السعودي في تنقيب البترول والغاز والطاقة المتجددة والسكة الحديد والصناعات التكنولوجية، بجانب عدة مجالات؛ منها الأسمدة والنقل، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والأمن والتعدين والإسكان، ومجالات التصنيع الغذائي والرعاية الصحية وقطاع التأمين وغيرها من المجالات.
زيارة تاريخية
واليوم، توجه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى نيودلهي في زيارة تاريخية في ثاني محطات جولته الآسيوية.
وبدأ ولي العهد السعودي، الأحد، جولة آسيوية من باكستان تشمل الصين أيضا، وتهدف إلى تعزيز أهداف رؤية "السعودية 2030" في مجالات الطاقة الشمسية والسياحة والبنية التحتية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، في بيان، إن الأمير محمد بن سلمان سيبدأ زيارة رسمية، الثلاثاء، على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزراء وعددًا من كبار المسؤولين ورجال الأعمال في الزيارة التي تستمر يومين.
ويلتقي ولي العهد السعودي، خلال زيارته التي تستغرق يومين، كلا من الرئيس الهندي رام ناث كوفيند، ونائب الرئيس فينكايا نايدو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماعات بحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الاستثمارات الثنائية والدفاع والأمن، والطاقة المتجددة، وفق وزارة الشؤون الخارجية الهندية.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز