ماذا يعني تعيين السعودية أول سفير لها غير مقيم في فلسطين؟
في خضم الحديث عن إمكانية إقامة السعودية علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، اتخذت الرياض خطوة مفاجئة، تحمل الكثير من الدلالات.
ففي رسالة وجهتها السعودية إلى الولايات المتحدة، فسرها مراقبون على أنها تؤكد على تمسكها بحق الفلسطينيين في دولة كاملة السيادة، قررت تعين سفير مفوض وفوق العادة غير مقيم لدى فلسطين.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن السفير السعودي لدى الأردن نايف بن بندر السديري، سلم يوم السبت، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً وغير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي.
وبحسب البيان، فإن مراسم تسليم نسخة من أوراق الاعتماد، جرت في مقر سفارة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمّان، بحضور سفير دولة فلسطين لدى المملكة الأردنية الهاشمية عطا الله خيري، مشيرًا إلى أنه عقب ذلك، استعرض الجانبان أوجه العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
وبعد تسليمه أوراق اعتماده، قال السفير السعودي الجديد، في مقطع بثته قناة الإخبارية المحلية، إن قرار تعيينه سفيرا فوق العادة لدى فلسطين، يأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات.
ماذا تعني الخطوة؟
وأوضح الدبلوماسي السعودي، أن قرار تعيينه يعد "خطوة مهمة، ولها دلالات كبيرة على حرص" العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على "تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين".
فيديو | بعد تعيينه سفيرا فوق العادة لدى فلسطين.. نايف السديري: التعيين يأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات#الإخبارية pic.twitter.com/8R5DeIrQij
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 12, 2023
وأشار إلى أن "هذه الخطوة سيكون لها تبعيات ما يفيد الأشقاء في فلسطين وتنظيم العلاقات، وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كافة المجالات، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية"، مضيفًا: "نتطلع إلى مستقبل واعد لهذه العلاقات، لتكون كما كانت وأفضل".
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، قوله إن خطوة تعيين السفير السعودي "مهمة، وستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية القوية والمتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين".
وقال المحلل الفلسطيني طلال عوكل إن تعيين السفير خطوة صغيرة نحو إنشاء مكتب تمثيل سعودي رسمي في الضفة الغربية، مضيفًا: "إنها أيضا رسالة من السعودية تؤكد فيها على تمسكها بحق الفلسطينيين في دولة كاملة السيادة".
وتقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن الخطوة تعد تعزيزًا للجهود السعودية الرامية إلى تكثيف مشاركتها في المنطقة، فيما تنخرط في مفاوضات مع إدارة بايدن حول احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن القرار يمثل "اعترافًا بمطالبات الفلسطينيين بالقدس، حيث تم تقديم أوراق الاعتماد إلى السلطة الفلسطينية وليس وزارة الخارجية الإسرائيلية".
وأشارت إلى أن الخطوة التي اتخذتها السعودية، تشكك في اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخير بأن القضية الفلسطينية ليست جزءًا بارزًا جدًا من المفاوضات، بين تل أبيب والرياض.
توقيت الخطوة
تأتي الخطوة، بعد أسابيع من تقارير أشارت إلى إمكانية توقيع السعودية وإسرائيل اتفاق تطبيع محتمل، قال عنها وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الأسبوع الماضي إن السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس المدعومة من الغرب تأمل في التواصل مع السعودية لمناقشة مخاوفها إزاء التطبيع المحتمل مع إسرائيل.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون وسعوديون إن أي اتفاق من هذا القبيل لا يزال بعيد المنال على الأرجح في ظل وجود قضايا معقدة يتعين حلها، ومنها تصعيد العنف في الضفة الغربية، وإمكانية تطوير السعودية للطاقة النووية لأغراض مدنية.
ويقول مراقبون، إن الفلسطينيين يشعرون بالقلق من أن يُضعف مثل هذا الاتفاق دعم قضيتهم في العالم العربي ويقوض آمالهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ولدى سؤاله عما إذا كان سيفكر في تقديم تنازلات للفلسطينيين في إطار اتفاق مع الرياض، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) هذا الشهر "يجب أن يتمتع الفلسطينيون بكامل السلطة ليحكموا أنفسهم وألا تكون لديهم أي سلطة تجعلهم (مصدر) تهديد لنا".
لكن أعضاء في الائتلاف اليميني المتشدد الذي يرأسه استبعدوا تقديم أي تنازلات.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الرياض لن توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون تأمين إيماءات مهمة للفلسطينيين تروج لحل الدولتين - وهو إطار تعارضه حكومة نتنياهو بشدة.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز