5 أعوام على حكم الملك سلمان.. إنجازات تنموية وإصلاحات تاريخية
السعوديون يحتفون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير، وهم يلامسون ويشهدون الإنجازات التنموية والإصلاحات التاريخية.
يوافق، السبت، مرور 5 أعوام (هجرية) على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، ومبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية يوم (3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015 م).
ويحتفي السعوديون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير، وهم يلامسون ويشهدون الإنجازات التنموية والإصلاحات التاريخية والنجاحات الدولية والوطنية، التي تشهدها بلادهم على مختلف الأصعدة.
وتحل الذكرى الخامسة لتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، التي تم إطلاقها في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
تحل الذكرى الخامسة للبيعة، فيما تتواصل الإنجازات في مختلف المجالات؛ فقبل أيام تسلمت المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020، كما دشن الملك سلمان "بوابة الدرعية" في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، التي يتضمن مشروعات بقيمة 64 مليار ريال تحول الدرعية التاريخية إلى وجهة سياحية عالمية تركّز على الثقافة والتراث.
أيضاً تم قبل أسبوعين، طرح جزء من أسهم (أرامكو) أضخم شركات تصدير الزيت الخام في العالم، في أكبر اكتتاب تاريخي تشهده الأسواق المالية العالمية، الأمر الذي سيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية، لتكون في مصاف الأسواق العالمية.. ويعد هذا الإدراج الركيزة الأساسية لرؤية 2030 لإحداث تغيير شامل في الاقتصاد السعودي بتنويع منابعه بعيداً عن النفط.
على صعيد السياسة الخارجية، تكللت المساعي السعودية بالنجاح بتوقيع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على اتفاق الرياض التاريخي، وذلك بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
أيضاً تمضي العلاقات بين الإمارات والسعودية في طريقها لتحقيق نموذج تكامل عربي استثنائي.. ويتزامن حلول الذكرى الخامسة للبيعة مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للإمارات؛ حيث ترأس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الأربعاء، في قصر الوطن بأبوظبي، الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تأسس في مايو/أيار 2016، بعد نحو عام من تولي الملك سلمان الحكم.
على الصعيد الخارجي أيضاً، واصلت السعودية التصدي لدور إيران التخريبي، وفي هذا الصدد استضافت المملكة قمم مكة (قمتين خليجية وعربية طارئتين ثم قمة إسلامية عادية نهاية مايو/أيار الماضي)، وتضمنت البيانات في بنودها خارطة طريق للتعامل مع جرائم إيران وأذرعها وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
كما حققت السعودية إنجازات بارزة في حربها ضد الإرهاب داخلياً وخارجياً، توجت بنجاح القوات السعودية الخاصة بإلقاء القبض على قائد تنظيم "داعش" في اليمن 3 يوينو/حزيران 2019، في عملية نوعية، إضافة إلى إحباط العديد من العمليات الإرهابية داخل المملكة واعتقال مدبريها.
وعلى صعيد تمكين المرأة، حققت المملك إنجازات تاريخية تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان من بينها إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في العام الأول من حكمه، والسماح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة في تاريخ المملكة في العام الرابع، وحصول المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل جرت في 2 أغسطس/آب 2019، منحت المرأة المزيد من الحقوق على أكثر من صعيد، وأتاحت لها استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر.
وعد فأوفى.. مشاريع الخير
في 10 مارس/آذار 2015، وفي أول كلمة متلفزة منذ توليه السلطة، وجّه الملك سلمان عدة رسائل لمواطني بلاده منها: "لا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى"، مشيراً إلى أن "أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات".
وشهدت الأيام تباعاً تنفيذ ما وعد به العاهل السعودي، فلم يفوت الملك سلمان فرصة، إلا وأكد فيها أهمية الوحدة الوطنية والمساواة بين المواطنين، والعدالة بين المناطق في المشاريع التنموية.
وقام العاهل السعودي بالعديد من الجولات في مختلف مناطق المملكة، من أبرزها جولة في مدن المنطقة الشرقية استمرت نحو أسبوع نهاية نوفمبر ومطلع ديسمبر/كانون الأول 2016، قام فيها بتدشين مشروعات سكنية وتعليمية وصحية وصناعية ومشروعات طاقة بعشرات المليارات من الدولارات.
كما دشن الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الجولة عدداً من المشروعات الصناعية، شرقي المملكة، بقيمة استثمارات إجمالية تفوق 216 مليار ريال (57.6 مليار دولار).
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018 زار العاهل السعودي خمس مناطق هي: القصيم وحائل وتبوك والجوف والحدود الشمالية، في جولتين متتاليتين، دشن وافتتح خلالهما عدداً من المشروعات التنموية والتعدينية والصناعية، بلغت نحو 1318 مشروعاً، بقيمة تجاوزت 141 مليار ريال، ومن أبرز هذه المشروعات مشروع "وعد الشمال"، الذي تقدر تكلفته الإجمالية بـ86 مليار ريال.
وفي 13 فبراير 2019، دشن خادم الحرمين الشريفين، بحضور الأمير محمد بن سلمان، 2830 مشروعاً تنموياً في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاستثمارية والتنموية والرياضية، بقيمة 338 مليار ريال.
وفي 19 مارس 2019، أطلق الملك سلمان بن عبدالعزيز أربعة مشروعات نوعية كبرى في مدينة الرياض، تبلغ تكلفتها الإجمالية 86 مليار ريال، تشمل: "مشروع حديقة الملك سلمان" و"مشروع الرياض الخضراء" و"مشروع المسار الرياضي" و"مشروع الرياض آرت".
كما وضع خادم الحرمين الشريفين يوم 20 نوفمبر الجاري، حجر الأساس لمشروع «بوابة الدرعية»، وذلك في حفل أقيم بهذه المناسبة؛ حيث تسلم حجر الأساس من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.
ويهدف مشروع "بوابة الدرعية " إلى ترميم المنطقة التاريخية كمشروع تراثي ثقافي، وإعادتها إلى ماضيها العريق في القرن الثامن عشر، ولتصبح وجهة سياحية محلية وعالمية، نظراً لما تضمه من جغرافيا وتاريخ عتيق، ويتضمن مشروعات بقيمة 64 مليار ريال.
أيضاً في إطار خطة الحكومة لتحسين جودة الحياة، ارتفعت نسب تملك المواطنين للمساكن بمقدار 2% مع منتصف عام 2019 بزيادة بلغت أكثر من (165) ألف مسكن مملوك.
مكاسب تاريخية للمرأة
المرأة السعودية حققت مكاسب تاريخية في عهد الملك سلمان؛ ففي العام الأول لحكمه تم إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد توجت بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.. وترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، تولت المرأة عدداً من الوظائف كانت حكراً سابقاً على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص.
وفي هذا الصدد، تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة في 23 فبراير 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
تعيين الأميرة السعودية جاء بأمر ملكي أصدره الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نائب ملك المملكة العربية السعودية ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
أيضاً في العام الخامس من حكم الملك سلمان، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل، جرت في 2 أغسطس/آب 2019، منحت المرأة المزيد من الحقوق على أكثر من صعيد، وأتاحت لها استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر.
وبموجب التعديلات الجديدة، أصبح للمرأة الحقوق ذاتها التي يكفلها القانون للرجل؛ حيث كفل النظام حصولها على جواز سفر بنفسها أسوة بالرجل، ويحق لها السفر بعد بلوغ 21 عاماً دون شرط موافقة ولي الأمر.. كذلك تم الموافقة علـى تعديل نظام العمل، لمنح المزيد من الحقوق للمرأة ووضعها على قدم المساواة مع الرجل.
وفي إطار جهود تمكين المرأة السعودية، نجحت المملكة في رفع نسب المشاركة الاقتصادية للمرأة من 4ر19% بنهاية عام 2017 م إلى 2ر23% بنهاية النصف الثاني من عام 2019 م.
رؤية 2030
وعلى الصعيد الاقتصادي، تمضي السعودية بخطى ثابتة وواثقة لخفض اعتمادها على النفط وتنويع مصادر الدخل، في إطار رؤية 2030، التي أطلقتها في 25 أبريل/نيسان 2016.
وفي إطار تلك الرؤية، تم إطلاق عدد من المشروعات الضخمة من أبرزها مشروع "نيوم" أعلنه ولي العهد السعودي في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017، ويقام على أراضٍ من السعودية والأردن ومصر، باستثمارات إجمالية تقدر بـ500 مليار دولار.
كما أطلق ولي العهد السعودي نهاية يوليو 2017 مشروع البحر الأحمر، وجهة سياحية عالمية، ضمن "رؤية المملكة 2030".. ويتضمن المشروع إقامة منتجعات سياحية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، والممتدة على ساحل يتجاوز طوله 200 كيلومتر في البحر الأحمر.
كما دشن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في ديسمبر الماضي، مدينة الملك سلمان للطاقة "سبارك"، باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال)، في إطار سعي المملكة أن تكون مركزاً عالمياً رائداً للطاقة والصناعة والتقنية ومنصة عالمية للخدمات اللوجستية.
وتجسيداً لحرص المملكة على تمكين الصناعات الوطنية العسكرية ضمن أهداف رؤية 2030، تم التوسع في برنامج توطين الصناعات العسكرية وتقنياتها، كما تم تدشين عدد من المشاريع الهادفة لرفع مستوى المحتوى المحلي.
على صعيد تنويع مصادر الدخل أيضاً، أطلقت السعودية بنهاية سبتمبر/أيلول الماضي تأشيرات سياحية للمرة الأولى، لزوارها من 49 دولة معظمها أوروبية، تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030 ، كأحد محفزات النمو الاقتصادي لجذب وتنويع الاستثمارات في هذا القطاع.
وفي 17 نوفمبر الجاري، بدأ اكتتاب شركة أرمكو، الأمر الذي سيتيح للمستثمرين داخل المملكة وخارجها المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، مما يؤدي إلى جلب الاستثمارات وخلق آلاف الوظائف، كما سيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية، لتكون في مصاف الأسواق العالمية.
ومن المقرر أن توجه عائدات البيع الناتجة عن الطرح لصندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة داخل المملكة وخارجها.. ويعد هذا الإدراج الركيزة الأساسية لرؤية 2030، لإحداث تغيير شامل في الاقتصاد السعودي بتنويع منابعه بعيداً عن النفط.
بلغة الأرقام، أظهرت البيانات ارتفاع معدلات الإيرادات غير النفطية بنحو 15%، كما بلغ معدل النمو للناتج المحلي غير النفطي خلال الربع الثاني من هذا العام 3% مقارنة بمعدل نمو 5ر2% في الربع الثاني من عام 2018 مع ارتفاع إنتاجية العامل في القطاع الخاص غير النفطي بحوالي 3ر3% في الربع الثاني من 2019 على أساس سنوي تزامناً مع الإصلاحات الاقتصادية ضمن رؤية 2030.
كما صنفت المملكة مؤخراً من أكثر الدول تقدماً والأولى إصلاحاً من بين (190) دولة حول العالم، وتأتي هذه القفزة النوعية التي حققتها المملكة بتقدمها (30) مرتبة في مجال سهولة ممارسة الأعمال، كإحدى ثمار العمل القائم لتحقيق رؤية 2030.
خدمة الحرمين الشريفين
ومن منطلق اضطلاع المملكة بخدمة الحجاج والمعتمرين، فقد جاء برنامج "خدمة ضيوف الرحمن" على رأس أولويات رؤية 2030 لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين، لأداء مناسك الحج والعمرة، وقد أثمر هذا البرنامج المبارك نجاح المملكة في استضافة أعداد أكبر من الحجاج والمعتمرين عاماً بعد عام.
ويوم 28 مايو/أيار 2019، دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية المملكة 2030.
كما تواصلت مشاريع توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة في مشاريع تعتبر الأضخم في التاريخ، ومن أجل التيسير على ضيوف الرحمن وتقديم المزيد من الخدمات والتسهيلات لملايين الحجاج والمعتمرين، فقد تمت إعادة هيكلة تأشيرات الزيارة والحج وإلغاء رسوم تكرار العمرة.
الحرب على الإرهاب
وعلى صعيد الحرب على الإرهاب، حققت المملكة إنجازات بارزة في حربها ضد الإرهاب داخلياً وخارجياً، كان أبرزها إلقاء القبض على قائد تنظيم "داعش" في اليمن الملقب بـ"أبوأسامة المهاجر" من قبل القوات الخاصة السعودية 3 يونيو/حزيران 2019.
وفي الثلث الأول من العام الجاري، نجحت قوات الأمن السعودية في إحباط أربع عمليات إرهابية متتالية، وقتل وتوقيف الإرهابيين المهاجمين، وإفشال مخططاتهم.. ويوم 26 يناير 2019، بدأت المملكة العربية السعودية، خطوة نوعية جديدة لمحاصرة الإرهاب وشبكات تمويله، بدخول اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله حيز التنفيذ فعلياً.
أيضاً تكللت جهود المملكة الحثيثة لمكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بتصويت مجموعة العمل المالي (فاتف) بالإجماع لصالح يوم 21 يونيو/حزيران 2019 انضمام المملكة بعضوية كاملة للمجموعة كأول دولة عربية تحظى بهذا التأييد تجسيداً لجهود المملكة الكبيرة في هذا الجانب.
ويعزز انضمام المملكة للمجموعة دورها في المحافل الدولية ويسهم في إبراز جهودها بشكل أكبر في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، وإيجاد مزيد من التوازن الجغرافي للدول الأعضاء في مجموعة العمل المالي، باعتبارها دولةً لها ثقلها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أيضاً تم إحباط هجمات إرهابية خلال السنوات الأولى من حكم الملك سلمان، كان تنفيذ إحداها كفيلاً بإحداث كارثة، ومن أبرزها إحباط هجوم انتحاري، في 4 يوليو/تموز 2016، كان يستهدف المسجد النبوي.
وكما أحبطت السلطات السعودية مخططاً لتفجير ملعب "الجوهرة" (غرب)، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وإحباط "محاولة انتحارية" كانت تستهدف السفارة الأمريكية بالرياض، في مارس/آذار 2015، فضلاً عن إحباط هجمات كانت تستهدف رجال أمن ومنشآت حيوية، وتفكيك خلايا وتنظيمات إرهابية، بجانب إحباط "هجمات إلكترونية منظمة على جهات حكومية ومنشآت حيوية".
وأعلنت المملكة في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2015، تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 41 دولة، بقيادتها، لمحاربة الإرهاب.. واستطاعت السعودية أيضاً أن توحد الصفوف العربية والإسلامية لمواجهة المد الإيراني في المنطقة، ودورها في دعم الإرهاب.
السياسة الخارجية.. قمم مكة
على صعيد السياسة الخارجية، وضع العاهل السعودي عقب توليه الحكم، نصب عينيه لتحقيق عدد من الأهداف والإنجازات ضمن الدوائر الأربع التي تمثل أولويات سياسة المملكة الخارجية، وهي الدائرة الخليجية ثم العربية ثم الإسلامية ثم الدولية.
ونشطت السياسة الخارجية للمملكة، ضمن تلك الدوائر، لتعزيز العلاقات مع دول الخليج، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، بما يخدم المصالح المشتركة ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإسلامية والدولية.
وركز الملك على تدعيم أواصر البيت الخليجي كأولوية، فقد أعلن قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التي استضافتها الرياض يوم 10 ديسمبر 2015، تبني رؤية شاملة تقدم بها الملك سلمان للتكامل الخليجي.
ومع ختام العام الرابع لتوليه الحكم في ديسمبر 2018، استضافت المملكة القمة الخليجية الـ39، وأبدى قادة دول الخليج في البيان الختامي ارتياحهم لما تم إحرازه من تقدم في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـ36 في ديسمبر 2015.
وشدد البيان الختامي على حرص قادة دول الخليج "على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه".
ويومي 30 و31 ماير/أيار 2019، استضافت المملكة 3 قمم، منها قمتان خليجية وعربية طارئتان صدر في ختامهما بيان ختامي، ثم قمة إسلامية عادية صدر في ختامها بيان ختامي مطول من 102 بند، إضافة إلى قرار بشأن فلسطين، وإعلان حمل اسم "إعلان مكة".
البيانات الختامية الصادرة عن القمم الثلاث أدانت الأعمال التي قامت بها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، من العبور بالطائرات المسيرة على محطتي ضخ نفط داخل المملكة العربية السعودية يوم 14 مايو/أيار الماضي، وما قامت به من أعمال تخريبية طالت 4 سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة بعدها بيومين.
وأكدوا التضامن الخليجي والعربي والإسلامي مع السعودية والإمارات، وتأييدها ودعمها جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذانها لحماية أمنهما واستقرارهما وسلامة أراضيهما.
وتضمنت البيانات في بنودها خارطة طريق للتعامل مع جرائم إيران وأذرعها وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، إضافة إلى آليات شاملة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
وتصدرت القضية الفلسطينية كلمات وبنود بيانات القمة الإسلامية، إضافة إلى صدور قرار خاص بشأنها يدعم صمود الشعب الفلسطيني، ويؤكد مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، ويعيد التأكيد على ضرورة اتخاذ تدابير عملية ضد الدول التي تمس بالوضع التاريخي والقانوني والديني القائم لمدينة القدس الشريف، أو تسهم في ترسيخ الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي للمدينة.
الأزمتان اليمنية والسورية
وفي الشأن اليمني، تواصل المملكة بالتعاون مع الإمارات جهودها في نصرة الشعب اليمني.. وتكللت تلك الجهود بالنجاح بتوقيع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على اتفاق الرياض، يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وذلك بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
ويتوقع أن يسهم اتفاق الرياض فتح الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية، للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وفقاً للمرجعيات الثلاث.
وبعد التعاون بين السعودية والإمارات لحل الأزمة اليمنية نموذجاً في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.
يذكر أنه عندما تولى الملك سلمان الحكم، كان اليمن (الجارة الجنوبية للمملكة) يعيش في حالة فراغ بعد سيطرة الحوثيين (المدعومين من إيران) على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وتمددهم في البلاد.
وفي بداية الأسبوع السابع من توليه الحكم، أعطى الملك سلمان في 26 مارس/آذار 2015 إشارة البدء لانطلاق “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً عبر تحالف بمشاركة الإمارات لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات" في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات صالح على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على صنعاء.
وتلت عاصفة الحزم عملية "إعادة الأمل" التي لا تزال مستمرة في دعم "المقاومة الشعبية" و"الجيش الوطني"؛ الأمر الذي تكلل بتحرير مناطق واسعة من قبضة الحوثيين.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، أعاد الملك سلمان خلال خطابه أمام مجلس الشورى 20 نوفمبر الجاري، التأكيد على موقف المملكة من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد، للحفاظ على سوريا وطناً أمناً وموحداً لجميع السوريين، وأن ذلك لن يتحقق إلا بإخراج كل القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها من الأراضي السورية.
كما أعاد التأكيد على موقف السعودية الرافض للتدخل التركي العسكري في شمال شرق سوريا، باعتباره تعدياً سافراً على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية، مؤكداً أن المملكة ستواصل مد يد العون والمساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
العلاقات السعودية الإماراتية.. نقلة نوعية
ويتزامن حلول الذكرى الخامسة للبيعة مع زيارة الأمير محمد بن سلمان للإمارات، التي تعد محطة جديدة مهمة على طريق التكامل والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين، بعد أن أضحى "التنسيق السعودي الإماراتي" نموذجاً استثنائياً في بناء الشراكات الاستراتيجية بين الدول.
وترأس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، في قصر الوطن، في أبوظبي، الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تأسس في مايو/أيار 2016، بعد نحو عام من تولي الملك سلمان الحكم.
كما جرى تبادل عدد من الاتفاقيات الثنائية بين حكومتي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تبادل مذكرة تعاون في مجال الصحة وثانية في المجال الثقافي.. وتم أيضاً تبادل مذكرة تعاون في مجال الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية، ومذكرة تعاون في مجال الأمن الغذائي.
وعقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي في جدة يوم 6 يونيو/حزيران 2018 برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمير محمد بن سلمان.
وشهد الاجتماع الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس الذي ضم في عضويته 16 وزيراً من القطاعات ذات الأولوية في كلا البلدين، كما تم تشكيل لجنة تنفيذية للمجلس، وذلك لتكثيف التعاون الثنائي في الموضوعات ذات الأولوية، والوقوف على سير العمل في المبادرات والمشاريع المشتركة.
وتوج الاجتماع بالإعلان عن "استراتيجية العزم" التي تضمنت رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، حيث وضع قادة البلدين مدة 60 شهراً لتنفيذ هذه المشاريع الاستراتيجية.
وتمضي العلاقات بين الإمارات والسعودية في طريقها لتحقيق نموذج تكامل عربي استثنائي، محوره التعاون والتكاتف على جميع الصعد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، مستنداً إلى الإرث الحضاري والتاريخي ومقومات القوة المشتركة، ومدعوماً برؤى وطموحات قيادات البلدين، وسط إدراك مشترك أن الدولتين يجمعهما مصير واحد ورؤية متكاملة مشتركة، وأن التعاون بينهما يصب في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والرفاهية لشعبيهما.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز