هذه الأيام تمر الذكرى العطرة والشامخة حيث اليوم الوطني الـ88 لتأسيس المملكة العربية السعودية منذ أعلنها الملك عبد العزيز آل سعود.
تمر هذه الأيام الذكرى العطرة والشامخة حيث اليوم الوطني الـ88 لتأسيس المملكة العربية السعودية منذ أعلنها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله)، بعد كفاح دؤوب استمر 32 عاما، حتى جمع القبائل المتخالفة والمناطق المتناثرة تحت مظلة واحدة هي مظلة التوحيد والإسلام والعروبة، وأضحت منذ ذلك اليوم ملاذا للعرب والمسلمين في كل أزمة من أزماتها حتى يومنا هذا.
تكمن أهمية اليوم الوطني السعودي لكون المملكة تمثل الأمل الحقيقي للأمة وصمام أمان للعرب والمسلمين، ونصيرة قضاياها العادلة ورأس حربة مواجهة الإرهاب والتطرف، ورؤيتها التي تمثل مستقبلا زاهرا واعدا لتحقيق سلام عالمي ومحبة إنسانية
وفي الوقت الذي نبارك فيه للأمة الإسلامية جمعاء والمملكة العربية السعودية خاصة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين الشجاع رجل العصر والإبداع صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ولشعب وحكومة المملكة بهذه المناسبة الغراء، حيث تمثل المملكة الرأس وتمثل الأمة كلها الجسد التابع لهذا الرأس، فالمملكة حامية الحرمين الشريفين وقيادة رائدة حكيمة رشيدة للمسلمين والعرب في قضاياهم العادلة وصمام أمان لحفظ الأمة من الأخطار والمنزلقات والفتن التي تحيط بنا من كل جانب، مما أدى لسقوط دول كثيرة في منطقتنا تحمل مختلف العناوين، لكن المملكة ظلت شامخة عظيمة كل هذه المدة وتزداد قوة وصلابة ومتانة لأنها تملك عمقا قويا تؤهلها للقيادة والزعامة والبقاء.
ألم تقف السعودية مع العرب والمسلمين دوما في قضاياهم العادلة ولم تقصر يوما من الأيام في مواقفها الشريفة الخالدة؟ بل كانت المؤسسة لجامعة الدول العربية في الأربعينيات والمؤسسة لمنظمة التعاون الإسلامي في الستينيات، ومؤسسات كثيرة مثل رابطة العالم الإسلامي، والراعية للمصالحات وإنهاء الحروب والخلافات بين العرب والمسلمين والرائدة لمؤسسات كثيرة والداعمة لمؤسسات متنوعة حول العالم، ولا ينكر ذلك إلا مجحف أو جاهل.
وهنا لا بد من التأكيد على النقلة النوعية الكبيرة التي وصلت إليها المملكة، لا سيما المرحلة المعاصرة من واقع مبهر ومستقبل مشرق وما يتحقق على يد خادم الحرمين الشريفين ومؤسسات المملكة الضخمة، وكذلك رجل الإصلاح والتغيير الأمير محمد بن سلمان في خطوات متلاحقة من البناء والإصلاح والازدهار والوسطية والاعتدال، كما قال الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان: "لا نحتاج الانتظار 30 سنة أخرى" لمحاربة التطرف والإرهاب "نريد أن نرجع إلى ما كنا عليه قبل 1979"، حيث مجيء التطرف والإرهاب والطائفية مع الثورة الخمينية، ومحاربة الفساد من الرأس، ومنح النساء قيادة السيارات والدخول في مختلف الأنشطة والمجالات، ورؤية 2030 المتكاملة، ومشاريع كثيرة جبارة تشمل مختلف مناحي الحياة نحو أفق زاهر ومستقبل واعد.
إن منهج المملكة منهج واضح صريح في الوسطية والاعتدال "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"، وتقديم المساعدة والخدمات مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وغيره من المؤسسات الإنسانية الأخرى، بالإضافة إلى سعي قيادة المملكة الحثيث نحو تقدم الأمتين العربية والإسلامية ومساعدتها في مواجهة التحديات والأخطار التي تعصف بالمنطقة، وما حققته المملكة بمواقف حازمة تجاه كل ما يمس الأمن العربي والإسلامي بل الدولي أيضا.
فالمملكة بما تملكه من عمق وتاريخ وما تحويه من حماية الحرمين الشريفين وريادة الإسلام والعروبة وثقلها السياسي والاقتصادي والشرعي، تمثل الأمة في مواقفها وقوتها ووسطيتها وحكمتها وتطلعاتها.
يدرك الجميع اليوم أهمية ذلك الموقف الحازم من المملكة وقيادتها تجاه الأخطار المتنوعة التي تستهدف المنطقة والأمتين العربية والإسلامية، لا سيما من قبل التحالف الثلاثي: إيران وقطر والإخوان، وأكبر خطر تواجهه الأمتان العربية والإسلامية هو الخطر الإيراني منذ عام 1979، حيث امتدت هذه التهديدات إلى مختلف دولنا منذ بداية الثورة التي جعلت من تصديرها شعارا وهدفا لها لنشر الفوضى والدمار في مختلف الدول العربية وتأسيس المليشيات كـ"حزب الله" وغيرها، وإرسال الأسلحة والمليشيات ودعم مختلف صنوف الإرهاب والقتل، حتى افتخروا بهيمنتهم على أربع عواصم مزقتها الطائفية والمليشيات والقتل، وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وحاولوا الانقلاب على مملكة البحرين لولا وقوف السعودية ومعها الإمارات ضد مخططاتهم الدنيئة، والتي باتت مكشوفة مفضوحة.
السؤال الذي لا بد أن يتبادر في عقل كل عربي، ألم يكن الشيعة والسنة العرب العراقيون وغيرهم يتزاوجون ويتحابون قبل مجيء الإيرانيين إلى العراق؟ ألم تدخل العشائر في بعضها سنة وشيعة متحابة متراحمة لولا مجيء أتباع ولاية الفقيه وطائفيتهم المقيتة؟ هل عرفت عواصمنا بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء الطائفية إلا من نظام ولاية الفقيه ومليشياته الطائفية؟
لقد عرف الأمير محمد بن سلمان الخطر الإيراني بكل دقة، وشخص أبعاده الخطيرة حتى أطلق لقب هتلر على خامنئي، وهو أصدق تعبير للتشابه والجوامع الكثيرة بينهما كما كتبت سابقا.
لقد سعت المملكة مع الإمارات دوما إلى حل القضايا المستعصية العربية والإسلامية وآخرها المصالحة في جدة قبل أسبوع بين إثيوبيا وإرتيريا برعاية خادم الحرمين الشريفين ومشاركة ولي عهده الأمين محمد بن سلمان، ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والأمين العام للأمم المتحدة ليكون عهد خير وسلام ومحبة. إن التحالف الاستراتيجي المتين الرائع بين السعودية والإمارات يعطى نموذحا رائعا لما ينبغي أن تكون الأمة عليه في حاضرها واستشراف مستقبلها الزاهر.
من هنا تكمن أهمية اليوم الوطني السعودي لكون السعودية تمثل الأمل الحقيقي للأمة لها وصمام أمان للعرب والمسلمين ونصرة قضاياها العادلة، والوقوف أمام الإرهاب والتطرف ورؤيتها في مستقبل زاهر واعد مجيد لتحقيق سلام عالمي ومحبة إنسانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة