العلاقات السعودية الباكستانية تميزت منذ أكثر من 70 عاما بالتفاهم التام والتعاون المشترك، والتي عبرت عنها الزيارات المتبادلة.
تميزت العلاقات السعودية الباكستانية منذ أكثر من 70 عاما بالتفاهم التام والتعاون المشترك، والتي عبرت عنها الزيارات المتبادلة على المستويات المتعددة لقادة البلدين. ولأن الرياض وإسلام آباد هما قطبا العالم الإسلامي ومصدر قوته وعمقه الاستراتيجي، لذلك فإن هناك إدراكا مشتركا بين البلدين لحجم وضرورة بقاء العلاقات السعودية الباكستانية قوية وراسخة تسير وفقاً لوتيرة محكومة بدقة متناهية، وتتطور على أساس راسخ لا يتأثر بالأزمات مهما كانت.
المملكة العربية السعودية تدرك جيداً تحولات توازنات القوى العالمية، وأهمية باكستان في تلك التحولات، ولا سيما مع الدور الذي تلعبه إسلام آباد مع الصين عبر محور اقتصادي عالمي، وهو ما يجعل المملكة حريصة على الاستفادة من تلك التوجهات الجديدة في السياسة العالمية
تأتي زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لباكستان؛ لتأكيد هذه العلاقة الاستراتيجية بين البلدين في ظل تحولات استراتيجية تشهدها السياسة العالمية وخاصة المحيط الإقليمي لكليهما، والتحديات التي يواجهها الجانبان، فبعد فترة الاسترخاء الاستراتيجي الذي شهدته سياسة المملكة تجاه منطقة جنوب آسيا، يسعى الأمير محمد بن سلمان لإعادة صياغة علاقات المملكة مع حليفها الآسيوي التقليدي في إسلام آباد، والقوة النووية الإسلامية البارزة في العالم.
ولعل ما يدعم تلك التوجهات المشتركة والتقارب الاستراتيجي بين البلدين، مجموعات من المعطيات التي تدفع في تلك الاتجاهات. فالأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الباكستاني، فضلاً عن التحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة جنوب آسيا مع اتجاه الصين نحو تبني المشروع الاقتصادي المسمى "الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني"، كل ذلك يدفع القيادة الباكستانية للتعويل على الدعم السعودي في مواجهة هذه التحديات.
ومن جانب آخر، فإن المملكة العربية السعودية تدرك جيداً تحولات توازنات القوى العالمية، وأهمية باكستان في تلك التحولات، ولا سيما مع الدور الذي تلعبه إسلام آباد مع الصين عبر محور اقتصادي عالمي، وهو ما يجعل المملكة حريصة على الاستفادة من تلك التوجهات الجديدة في السياسة العالمية.
فضلاً عمَّا سبق، باكستان كما السعودية لم تسلم من التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، منذ تمكنت ثورة الخميني من الاستيلاء على الحكم في إيران عام 1979. وكالعادة تضرب إيران على الوتر الطائفي على الرغم من عدم ظهور نغمة السنّة والشيعة في باكستان وتعايش الطائفتين فيما بينهما على مدار التاريخ. ولذلك يمثل السلوك الإيراني الداعم للفوضى وعدم الاستقرار في المحيط الإقليمي لكلا البلدين، سواء بمنقطة الشرق الأوسط، أو المحيط الآسيوي، محفزاً يشجع الجانبين على تعزيز العلاقات السعودية الباكستانية.
أيضاً من القواسم المشتركة بين البلدين أنهما من أكثر دول العالم تضرراً واستهدافاً من الإرهابيين، ولديهما تاريخ طويل ومشرف في مكافحة الإرهاب بشتى صوره وأشكاله، ولذلك يعمل البلدان معا لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي يعتبر عدواً مشتركا لهما عبر تبادل الخبرات؛ لتعزيز سبل هذه المكافحة وفق الأساليب العلمية المدروسة، التي تضمن القضاء على الإرهاب، وملاحقة الإرهابيين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة