أنظار المتابعين والمهتمين بصناعة الدفاع والأمن في العالم تتجه إلى أبوظبي هذه الأيام خلال استضافتها فعاليات معرض "أيدكس 2019"
تتجه أنظار المتابعين والمهتمين بصناعة الدفاع والأمن في العالم إلى أبوظبي هذه الأيام خلال استضافتها فعاليات الدورة الرابعة عشرة من معرض ومؤتمر الدفاع الدولي "أيدكس 2019" التي انطلقت أمس برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والقائد الأعلى لقواتها المسلحة، وتستمر فعالياتها حتى الحادي والعشرين من فبراير الجاري، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمشاركة ودعم من القوات المسلحة الإماراتية.
الإنجاز الأكبر تمثل في تطور حجم المشاركة الإماراتية في هذا المعرض الدولي، والذي وصل في الدورة الحالية إلى 170 شركة إماراتية متخصصة في الصناعات الدفاعية والقطاعات المساندة، الأمر الذي يؤكد ما أسهم به المعرض منذ انطلاقته في دفع عجلة التقدم والتطور في قطاع الصناعات الدفاعية الإماراتية
ومنذ انطلاق دورته الأولى في عام 1993 حقق المعرض إنجازات كبرى ونجاحات متواصلة، سواء من حيث الزيادة المطردة في حجم المساحة المخصصة للعروض، أو عدد الدول المشاركة، وعدد الشركات العالمية العارضة لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في صناعة الأسلحة البرية والبحرية الحديثة، الأمر الذي أهّله ليصبح أهم وأضخم المعارض المعنية بالصناعات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن أهمها وأبرزها على مستوى العالم، لعرضه آخر صيحات التكنولوجيا في مجالات الدفاع البري والبحري والجوي، وعرْض أحدث ما وصل إليه العلم العسكري في مجال الإنتاج والتصنيع من قدرات دفاعية متطورة، كما صار المعرض يمثل ملتقى دوليا لتبادل الخبرات التكنولوجية بين المشاركين من الدول والشركات والهيئات المعنية بالأنظمة الخاصة بالتسليح والصناعات الدفاعية من مختلف أنحاء العالم، كما أضحى منصة قوية لإقامة وتقوية العلاقات مع الإدارات الحكومية والشركات والقوات المسلحة على مستوى المنطقة والعالم. كما تتميز معارض "أيدكس" بتنظيم المؤتمر الدولي المصاحب للمعرض والذي يشارك فيه دوريا نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في نظم الدفاع وتكنولوجيا الأسلحة، ويعد منتدى عسكريا واستراتيجيا عالميا يتم فيه مناقشة أهم القضايا والتحديات في العالم من منظور استراتيجي شامل، ويتم فيه التطرق إلى آفاق تطور الصناعات العسكرية وتحدياتها.
وبمقارنة الدورة الأولى من المعرض بدورته الحالية يتبين حجم الإنجاز وقدر النجاح ومدى التطور الذي حققه المعرض والذي أكسبه المكانة الدولية المرموقة التي يحظى بها حاليا بين المعارض الدفاعية المماثلة، ففي الدورة الأولى التي عقدت في فبراير 1993 لم يتجاوز عدد الدول المشاركة في المعرض 34 دولة مثلتها نحو 250 شركة عالمية معنية بالصناعات الدفاعية، واستقطب المعرض وقتها نحو 35 ألف زائر من بينهم وزراء دفاع وقادة عسكريون ومتخصصون في شؤون الاستراتيجيات العسكرية وصناع القرار، هذه الأرقام المتعلقة بعدد الدول المشاركة أو الشركات العارضة أو عدد الزائرين أو مساحة العروض زادت تدريجيا عبر الدورات الثلاثة عشرة اللاحقة لتصل في الدورة الحالية إلى أكثر من 1300 شركة من جميع قارات العالم، إلى جانب ارتفاع المساحة الكلية للعروض لتصل إلى 168 ألف متر مربع مقارنة بـ133 ألف متر مربع في الدورة السابقة، مما يجعلها النسخة الأكبر من المعرض منذ انطلاقته
الإنجاز الأكبر تمثل في تطور حجم المشاركة الإماراتية في هذا المعرض الدولي، والذي وصل في الدورة الحالية إلى 170 شركة إماراتية متخصصة في الصناعات الدفاعية والقطاعات المساندة، الأمر الذي يؤكد ما أسهم به المعرض منذ انطلاقته في دفع عجلة التقدم والتطور في قطاع الصناعات الدفاعية الإماراتية، والذي يعد أحد أبرز القطاعات التي ركزت عليها خطة مئوية الإمارات 2071، حيث مثل المعرض منصة تسويقية مهمة بالنسبة للشركات الإماراتية الطامحة إلى الاستحواذ على حصة أوسع من سوق الصناعات الدفاعية العالمي، وعقد الشراكات مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة، بالإضافة إلى دوره في نقل وتوطين المعرفة والتقنية الحديثة، وهو الأمر الذي انعكس في مدى التقدم الذي وصلت إليه الصناعة الدفاعية والعسكرية الإماراتية التي تنمو وفق خطط مدروسة بعناية، وكلي قناعة أن الإمارات ستصبح في المستقبل القريب موقعا مهما لتصدير الأنظمة العسكرية على مستوى منطقة الشرق الأوسط بفضل جودة منتجها وتنافسية أسعارها وما تقدمه الشركات الإماراتية من خدمات ما بعد البيع، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في معرض "أيدكس 2018" الذي استضافته القاهرة في ديسمبر الماضي، والذي شهد إقبالا ملحوظا على المركبات العسكرية والمدرعات الحربية من إنتاج إماراتي، بعد أن شاركت في هذا المعرض نحو 63 شركة إماراتية في مختلف قطاعات الصناعات الدفاعية، وهنا يصبح من نافلة القول إن أهمية الصناعات الدفاعية والعسكرية لا تقتصر فقط على كونها أحد مظاهر التقدم الاقتصادي والتقني للدول، بل تعد هذه الصناعات أيضا، ومن خلال توفيرها لمتطلبات واحتياجات القوات المسلحة، ركيزة حيوية للسيادة الوطنية، ودعامة أساسية لاستقلالية القرار الوطني.
الخلاصة أن أبوظبي استطاعت عبر ربع قرن من التنظيم المبهر والناجح لمعرض الدفاع الدولي، والذي لم تلجأ فيه إلى أي مساعدة من شركات عالمية، من تثبيت موقعها على خريطة المعارض الدفاعية العالمية بعد أن صار "أيدكس" أحد أضخم وأهم الأحداث العالمية، حيث باتت تنتظره كبريات الشركات الدفاعية وتتبارى من خلاله في عرض وتسويق منتجاتها، وصار واحدا من أهم وأرقى المعارض الدفاعية الدولية المتخصصة، وصار وقت انعقاده كل عامين فرصة مثالية للاطلاع على مدى التطور الذي طرأ على الصناعات الدفاعية واستعراض أحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال.
وكما عكس هذا الحدث أجواء الأمن والاستقرار التي تنعم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، فإنه رسخ أيضا من المكانة المرموقة التي وصلت إليها في مجال "صناعة المعارض" على مستوى العالم، وجسد تفوقها وسعيها المستمر إلى تحقيق الريادة، وأن تصبح مركزا إقليميا ودوليا متميزا في المجالات كافة، بما يعزز من سمعتها ومن دورها ومكانتها على الصعيد الدولي، ويضعها في مكانها الطبيعي الذي تستحق بين الأمم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة