قائمة قطر للإرهاب.. ثمرة زيارة محمد بن سلمان لواشنطن
ترامب خرج بتصريحات عقب لقاء محمد بن سلمان تؤكد أنه يعمل بكل قوة مع السعودية في العديد من الملفات وبالأخص ملف محاربة الإرهاب.
حمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على عاتقه العديد من قضايا أمته العربية والإسلامية خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء فريقه، ولعل من أبرز القضايا التي حملها ولي العهد السعودي هي قضية محاربة الإرهاب والتطرف.
وعقب لقاء الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، خرج الرئيس ترامب بتصريحات لتؤتي ثمار اللقاء، حيث أكد أنه يعمل بكل قوة مع السعودية في العديد من الملفات الخاصة بالشرق الأوسط، وبالأخص في ملف محاربة الإرهاب، مشددا على أن قمة الرياض (القمة الإسلامية - الأمريكية) كانت مثالا حقيقيا لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، كما أكد ترامب، خلال اللقاء، على عدم التسامح مع الممولين للإرهاب وداعميه، وتابع قائلا: "المملكة عملت بكل جهد لمحاربة سبل تمويل الإرهاب".
واجتمع ولي العهد السعودي، خلال الزيارة، مع العضو البارز بالحزب الديمقراطي السياسي الأمريكي ماك شرقاوي، والذي قال إن الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب، تنظر إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كمجدد طموح، وتدعم برنامجه للإصلاح، مشيرا إلى أن الإرهاب من أهم الملفات على جدول أعمال الزيارة، في ظل ما تمتلكه السعودية من الأدلة التي تثبت تورط الدوحة في دعم ومساندة هذه الظاهرة في المنطقة.
الزيارة شهدت أيضا اجتماع الأمير محمد بن سلمان مع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، دان سوليفان، وتوم كوتون، وجو مانتشن، وليندزي جراهام.. وتطرق الاجتماع إلى مناقشة الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف.
ولعل ما قاله اللواء شامي الظاهري، قائد كلية القادة والأركان السعودية سابقا، إن المملكة من خلال ولي العهد، ليست ذاهبة إلى أمريكا حاملة مصالحها فقط، ولكن اختارت الملفات الحساسة الخاصة بالصراعات في المنطقة وأبرز هذه الملفات دعم وتمويل قطر للإرهاب. وأكد الظاهري في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "السعودية وأمريكا مقتنعتان أن قطر هي مصدر الإرهاب في الفترة الأخيرة، بعد أن كان التفرد بذلك لإيران، التي كانت تزعزع استقرار المنطقة لتنضم لنفس المحور".
كما أشار إلى رؤى ينقلها الأمير محمد بن سلمان لتعزيز الشراكة الاستراتيجية، وأهمها مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، سواء الصادر من إيران، أو من أيدي أذنابها في المنطقة، مع التأكيد على تمسك الرباعية العربية، بالمطالب الـ13 حتى يتم التفاهم في إنهاء مقاطعة قطر.
ولفت الظاهري إلى أن إجراءات الرباعية العربية تستهدف حماية الشعوب من الإرهاب، بعد أن وقفت حكومات السعودية والإمارات ومصر والبحرين على دور قطر في إسالة دماء أبناء هذه الشعوب عبر الإرهاب.
وتأتي زيارة ولي العهد السعودي في وقت شهدت فيه الإدارة الأمريكية تحولا جوهريا بتسمية وزير جديد للخارجية، وهو ما عده الظاهري بمثابة انطلاقة جديدة في الحرب على الإرهاب، مبررا ذلك بموقف الوزير المقال ريكس تيلرسون الذي اتسمت مواقفه بمحاباة الدوحة على خلاف الوزير الجديد الذي يقف أيضا ضد تدخلات إيران، وضد الأيدي الممولة لجماعات الإرهاب، سواء حزب الله، أو الحوثيين أو الإخوان، مشددا على أن أمريكا متأثرة بإرهاب إيران وقطر، ولذلك يبدو التفاهم بين العاصمتين لصالح الدولتين والمنطقة العربية وأوروبا.
وفي خطوة تترجم نجاح الدبلوماسية التي انتهجتها دول التحالف الرباعي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) إلى جانب الزيارة المهمة والحساسة لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة، منذ اتخاذ قرار مقاطعة قطر، رضخت الأخيرة في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، بإصدارها قائمة لشخصيات وكيانات على قائمة الإرهاب.
الشخصيات الـ19 والكيانات الثمانية المصنفة على تلك القائمة، التي من بينها جمعية الإحسان الخيرية اليمنية، وتنظيم داعش، أعلنتها وزارة الداخلية القطرية، فجر اليوم الخميس.
ضمت القائمة أيضا، كيانات تجارية هي "الأنصار للهواتف وتأجير السيارات والعقارات، وتفتناز للتجارة والمقاولات، وجبل عمر للتجارة والمقاولات، وخبرات للتجارة والمقاولات، والذهبية للمظلات والخيام، والاهتداء للمفروشات والديكور".. والشخصيات الـ19، هم 11 قطرياً وسعوديان وأردنيان و4 مصريين.
وتعد القائمة التي أعلنتها ما تسمى لجنة مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية، الأولى التي تصدرها الدوحة، بموجب قانون أقره أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني، في يوليو/تموز 2017.