أسباب تضع زيارة الملك سلمان لروسيا على الرادار الأمريكي
من بين جميع دول العالم التي تتابع زيارة الملك سلمان إلى روسيا، تأتي الولايات المتحدة في المقدمة لعدة اعتبارات
بدأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث أعد له المسؤولون في روسيا استقبالا باهرا ولائقا.
- الملك سلمان يصل روسيا في زيارة تاريخية تستمر 4 أيام
- محللون غربيون: الملك سلمان يسعى لتعزيز الشراكة مع موسكو
الزيارة التي تتزامن مع إطلاق "أسبوع الثقافة السعودية" في موسكو، تكتسب أهميتها لدى البلدين لكونها الأولى لعاهل سعودي إلى روسيا.
وتتخذ الزيارة أهمية أخرى نظرا لثقل الدولتين عالميا وإقليميا في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يوجه أنظار العالم إليها لمتابعة نتائجها.
وتتابع الولايات المتحدة الأمريكية الزيارة التاريخية عن كثب؛ لعدة اعتبارات أبرزتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جاء على رأسها الإشارة إلى العلاقة الوطيدة التي تجمع الإدارتين في الرياض وواشنطن، والتي يزيد عمرها عن 70 عاما.
وفي المقابل، كانت العلاقات السعودية الروسية شبه متجمدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، واستغرقت عملية عودة العلاقات طبيعية بين البلدين مدة من الوقت لتعود مرة أخرى إلى المستوى نفسه من الدفء.
وجاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض عام 2007 ثمرة سنوات من العمل على استعادة مستوى العلاقات بين البلدين.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قد زار روسيا مرتين في الفترة الأخيرة، ما يلفت الانتباه إلى مشروع توطيد العلاقات السعودية الروسية الذي كان يجري تحت أعين الأمريكيين، حسب تعبير الصحيفة.
وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن العلاقات بين روسيا والسعودية تأخذ مسارها في التقارب، نظرا لدور البلدين المهم في اقتصاد النفط العالمي.
وتعد السعودية وروسيا أكبر بلدين مصدّريْن للنفط في العالم، لذلك قد تكون أحد أبرز المحاور التي تقوم عليها الزيارة هو توقيع استثمارات وشراكات اقتصادية في هذا المجال بين البلدين، تقدر بمليار دولار.
أهمية السياق الاقتصادي لن يكون المحور الوحيد، خاصة بعد الدور الملحوظ للسياسات الروسية في الشرق الأوسط والأزمة السورية، حيث أصبحت موسكو لاعبا رئيسيا يحقق انتصارات على أرض المعركة في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن الخبير السياسي ومستشار السفارة السعودية في واشنطن فهد ناظر قوله: "لا شك في أن المملكة العربية السعودية تقدر علاقاتها مع روسيا بشكل كبير، وتعتبرها ذات طبيعة متعددة الأبعاد".
وألمحت الصحيفة إلى أن الزيارة تأتي في توقيت حرج بين موسكو وواشنطن، إذ يمران ببعض التوترات في موقفها من بعض القضايا العالمية، وتحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأوضحت أن العاهل السعودي أجرى زيارة تاريخية إلى روسيا توازي الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، حيث جعلها المحطة الأولى لأول زيارة خارجية له في منصب الرئيس.
وأرجعت ذلك إلى أنه يأتي بسبب عدم تأكد الرياض من سياسات واشنطن في المنطقة، كذلك إلى تشكك الإدارة السعودية من موقف البيت الأبيض بشأن الأزمة القطرية.
واختتمت "واشطن بوست" بقول فهد ناظر: إنه "بصفة عامة، هناك دعم واسع في المملكة العربية السعودية لتعزيز وتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع روسيا".
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز