محللون غربيون: الملك سلمان يسعى لتعزيز الشراكة مع موسكو
الملك سلمان يصل إلى روسيا في أول زيارة رسمية توقع خبراء غربيون أنها تهدف إلى تعزيز الشراكة بين الحليفين الاقتصاديين
يصل الملك سلمان بن عبد العزيز، غدا الخميس، إلى موسكو في أول زيارة رسمية يقوم بها ملك سعودي إلى روسيا، وصفها خبراء غربيون بأنها "حدث مهم"، وسط توقعات بأنها تهدف إلى تعزيز الشراكة بين حليفين اقتصاديين وأكبر منتجين للنفط في العالم.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني بعنوان "العاهل السعودي يقوم بأول رحلة رسمية إلى روسيا"، قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية: إن المحادثات تركز في أول زيارة ملكية يجريها ملك سعودي إلى البلاد على أسعار النفط والحروب في سوريا واليمن.
- الملك سلمان يغادر الرياض في زيارة "تاريخية" لروسيا
- خبراء روس لـ"بوابة العين": زيارة الملك سلمان حجر أساس لحل أزمات المنطقة
ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن يوري أوشاكوف، مساعد الشؤون الخارجية للرئيس فلاديمير بوتين، قوله: "إننا ننتظر زيارة الملك يوم الخميس"، بينما وصفت الحكومة السعودية، بدورها، الزيارة التي ستتم بين 4 و7 أكتوبر/تشرين الأول، بأنها "تاريخية".
وسبق أن زار الرئيس بوتين العاصمة السعودية الرياض مرة واحدة في عام 2007، وتعد حتى الآن هذه الزيارة الروسية، هي الوحيدة الرسمية التي يقوم بها بوتين إلى السعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة الملك سلمان تأتي قبل قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي ستعقد في العاصمة النمساوية فيينا، وتعد الرياض وموسكو أكثر أعضائها قوة، حيث من المتوقع أن تركز المحادثات على تمديد التزام الكتلة الذي تعهدت به في يناير/كانون الثاني 2017 بخفض إنتاج النفط الخام الذي ساعد على دعم أسعار النفط أثناء وفرة الإمدادات في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، قال كريس ويفر، وهو شريك بارز في شركة ماكرو للاستشارات في بيان إن "الملك سلمان لا يقوم بزيارات مجاملة حتى إنه يمكن الافتراض على نحو منطقي أن زيارته الرسمية الأولى إلى العاصمة الروسية حدث مهم".
وأضاف: "ليس من أمد بعيد، كان إجراء مثل هذه الزيارة سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا، واليوم تغير الأمر 180 درجة، وكلا البلدين يشهد الآن مزايا سياسية واقتصادية من علاقة أوثق، وإن كانت عملية".
بينما قالت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية إن أكبر منتجين للنفط في العالم، المملكة السعودية وروسيا أعلنتا عن تأسيس صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مشاريع الطاقة، وهو ما يمثل فصلا آخر سيسهم في تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية المزدهرة بين البلدين في مجالات النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة.
وأشارت إلى إن أكبر منتجين للنفط في العالم، روسيا والمملكة العربية السعودية، كشفتا عن صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مشاريع الطاقة، وهو ما يمثل فصلا آخر في الشراكة الاقتصادية والسياسية المزدهرة بين البلدين.
وفي تصريحات للشبكة الأمريكية، قالت هيليما كروفت، الرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع في شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس"، إن الاتفاق الذي تبلغ قيمته مليار دولار هو "مجرد قمة جبل الجليد"، وتوقعت المزيد من التعاون والمشاريع المشتركة في مجالات النفط والطاقة والبنية التحتية ومشاريع الاستثمار العام، معتبرة أن الزيارة "تدل على مدى تزايد أهمية الشراكة الاستراتيجية لكلا الجانبين".
ورأى ميسوين ماهيش، المحلل النفطي في شركة "إنرجي آسبكتس"، أن عمالقة النفط يمكن أن يكونوا أكثر حذرا من حيث الإعلان عن تمديد إضافي لتخفيض إنتاج النفط.
وقال: إن "(السعودية وروسيا) كان لهما دور أساسي في التوصل إلى اتفاق إنتاج النفط العالمي، والآن هذا يفتح مجالا جديدا للتعاون في قطاع الطاقة بين البلدين، في طيف الطاقة الأوسع نطاقا (خدمات حقول النفط، التعاون في إنتاج الغاز ومشاريع الطاقة المتجددة وغيرها)".
وأضاف: "ولكنهما (السعودية وروسيا) من المرجح أن يستمرا في رصد حالة أساسيات السوق قبل الإعلان عن مزيد من التمديدات".
ويتوجه زعماء صناعة النفط ووزراء الطاقة إلى روسيا هذا الأسبوع لعقد اجتماع بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في "أوبك" حيث تتجه الأنظار إليه لمعرفة ما إذا كان سيتم تمديد اتفاق يقيد صادرات النفط، وفي إشارة إلى أهمية الاجتماع، من المقرر أن يحضره الملك سلمان خلال أول زيارة ملكية رسمية سعودية إلى روسيا.