مذكرات خدام.. السعودية أنهت "حربا وشيكة" بين سوريا وإسرائيل
دور حاسم لعبته السعودية في حل أزمة الصواريخ بين إسرائيل وسوريا، بعد أن نجح ضغط الرياض على واشنطن وتوحيد العرب، في وقف حرب وشيكة.
هذا الدور عرج عليه نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام الذي يكشف في مذكراته خبايا الدبلوماسية في المنطقة خلال العقود الأخيرة.
تعود الأزمة التي شبهت حينها بـ"أزمة صواريخ كوبا" الشهيرة، إلى صيف 1981، حين أسقطت إسرائيل طائرتي هليكوبتر سوريتين في سهل البقاع بلبنان، وسارعت دمشق بالرد على الخطوة بنشر صواريخ "سام" مضادة للطائرات في المنطقة ذاتها.
على حافة الحرب
رد الفعل الإسرائيلي كان بتهديد رئيس الوزراء وقتها مناحم بيغن لدمشق بإزالة تلك الصواريخ ما لم تسحبها سوريا، ليتفجر الوضع العسكري ويزداد التوتر، وتقف المنطقة على حافة الحرب.
وهنا كان لزاما لعب دولة عربية ذات وزن كبير دورا في تهدئة الوضع قبل وقوع الكارثة؛ يقول خدام في الحلقة التاسعة من مذكراته التي تنشرها صحيفة "الشرق الأوسط"، إن العاهل السعودي الراحل خالد بن عبد العزيز بعث رسائل عدة إلى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، يحذّره فيها من مغبة دعم إسرائيل في اعتداء تشنّه ضد سوريا.
وهدد الملك خالد -حسب خدام- بأن السعودية والعرب جميعاً سيقفون جنباً إلى جنب مع سوريا.
وفي السياق نفسه، ذكرت "الشرق الأوسط" أيضا حديثا صحفيا لولي العهد السعودي حينها الأمير فهد بن عبدالعزيز يقول فيه: "إذا قامت إسرائيل باعتداء على سوريا، فسيقاتل العرب جميعاً مع سوريا وبجانبها".
رسائل الملك خالد والأسد
ويشير خدام إلى أن حديث الملك فهد كان في منتصف مايو/ أيار عام 1981، منوها إلى أن أنشط الدول العربية اتصالاً خلال أزمة الصواريخ كانت السعودية، وأن الملك خالد تبادل رسائل عدة، مع الرئيس حافظ الأسد.
وكشف خدام الذي كان وقتها وزيرا لخارجية سوريا أن إحدى تلك الرسائل كانت في 20 مايو 1981 وحملها العقيد رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد إلى الملك خالد.
وأشار خدام إلى رسالة أخرى من الملك خالد حملها عبد العزيز التويجري إلى حافظ الأسد، في سياق الجهود الدبلوماسية السعودية لحل الأزمة.
وتطرقت الرسالتان إلى محادثات الأسد مع المبعوث الأمريكي فيليب حبيب، ووضع الملك خالد في صورة التطورات أولا بأول، وتقدير جهود السعودية وتصريحات مسؤوليها الداعمة لدمشق.
وتشكو رسالة الأسد من انحياز أمريكي لإسرائيل؛ إذا تضمنت طلبات مبعوث واشنطن الذي زار سوريا لثلاث مرات، سحب الصواريخ وانسحاب قوات الردع من البقاع اللبناني لقاء عدم مهاجمة إسرائيل لدمشق.
دعم سعودي حاسم
وطلب الأسد دعم السعودية، مشيرا إلى أنه "عامل حاسم في تطوير الموقف لصالح حقوق الأمة العربية المقدّسة"، داعيا الملك خالد إلى ضرورة ممارسة الضغط على الولايات المتحدة.
وألقت السعودية بثقلها في توحيد الموقف العربي المؤيد لسوريا في أزمة الصواريخ، فكانت قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الطارئ في تونس، 22 مايو/ أيار 1981، حاسما في الوقوف العربي خلف دمشق.
وأصدر المجلس عدة قرارات حاسمة؛ وشدد أحدها صراحة على دعوة واشنطن إلى وقف جميع أنواع الدعم والمساندة لإسرائيل، لأن هذا الدعم يشكل اعتداءً على الأمة العربية وعلى كرامتها ومستقبلها، وعلى الأمن والسلم في المنطقة، وبالتالي فإن استمرار الدعم سيؤدي إلى مواجهة جدية بين الأمة العربية والولايات المتحدة الأميركية.
ويقول خدام في خاتمة الحديث عن الأزمة ودور السعودية الحاسم في محطاتها، إنه بعد هذا الاجتماع الحاسم، بدأت أزمة الصواريخ التي وضعت المنطقة على حافة الحرب بيننا وبين إسرائيل تتلاشى وتختفي.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA= جزيرة ام اند امز