فبعد أن بدأ العالم العربي بالتخلص من شر الإرهاب وبعد أن بدأت المنطقة تستعيد قوتها، أتى التعاون السعودي الإماراتي ليزيدها قوة فوق قوتها.
شهدت أمس مدينة جدة عروس البحر الأحمر الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي شهد الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، هذا المجلس الذي تم إنشاؤه ضمن اتفاقية بين البلدين في 2016، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
بعد أن بدأ العالم العربي بالتخلص من شر الإرهاب وبعد أن بدأت المنطقة تستعيد قوتها، أتى التعاون السعودي الإماراتي ليزيدها قوة فوق قوتها، وليرسل رسائل إيجابية إلى وطننا العربي الذي هو أحوج ما يكون لها، وصفعة قوية في وجه الأعداء سنحصد ثماره عاجلا في الداخل والخارج وفي عدة جبهات
هذا المجلس الذي رأى النور إنما هو جهد مبارك وامتداد لعدّة روابط لا غرابة فيها، وروابط الجيرة والإسلام والدم، ثم انتقلت إلى التحالف الاستراتيجي وتطورت إلى الشراكة بين البلدين، التي تهدف إلى تكثيف التعاون الثنائي في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومتابعة تنفيذ المشاريع والبرامج المرصودة، وصولاً إلى تحقيق رؤية المجلس في إبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري، وتحقيق الرفاه المجتمعي.
هذا المجلس يقدم النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره، ويدعم في الوقت نفسه العمل ضمن المنظومة الخليجية المشتركة، وسيعمل على تنسيق وتنفيذ المبادرات المشتركة، التي لها نتائج ستنعكس بشكل إيجابي على خلق فرص عمل ونمو في الناتج الإجمالي وزيادة نسبة الاستثمار بين البلدين.
هذا المجلس الذي نجد فيه أن السعودية والإمارات ترسمان المستقبل للبلدين والمنطقة بريشة من طموح وألوان من الإنجازات المتلاحقة، والرؤى المتماثلة والتكامل الوثيق الذي سيؤدي إلى استدامة العلاقات والتنمية بين البلدين، بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية.
هذا المجلس هو نتاج ماضٍ متجذر لمستقبل يستدعيه الحاضر ليرسم خطواته، فما نراه اليوم هو ما يجب أن نكون عليه، وما هو إلا إدراك لعمقنا الخليجي وامتداد طبيعي سجله التاريخ وسيذكره المستقبل، لمزيد من الأخوة والقوة، تجلى فيه الكبار، مما يؤكد أن الكبار كبار في كل الأوقات مهما حاول الصغار .
هذا المجلس هو جزء من اللقاءات المشتركة والمصلحة الواحدة التي تسعى لبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي يتميز بها كل من الدولتين، لإعداد أجيال مواطنة ذات كفاءة عالية، وتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين في المجال السياسي والأمني والعسكري، بما يعزز أمن ومكانة الدولتين السيادية الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى ضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بين البلدين، وذلك عبر آلية واضحة تقوم على منهجية متكاملة لقياس الأداء بما يكفل استدامة الخطط.
هذا المجلس يؤكد أن التقارب السعودي الإماراتي، أكبر دولتين عربيتين اقتصاديا، خطوة على طريق الاتحاد في ظل قيادتين معاصرتين واعيتين تبنيان ولا تهدمان، بعدما تم التوقيع على "٢٠" اتفاقية، و"٤٤" مشروعاً، ووضعت 60 شهرا لتنفيذ استراتيجية العزم الهادفة لترسيخ التكامل السعودي الإمارتي، التي تمثل ثمرة عمل 350 مسؤولا خلال 12 شهرا .
هذا المجلس يؤكد أن عصر المحمدين بدأ وانطلق لبناء جسر من الأمل والشراكة الصادقة المخلصة التي تزيل كل العوائق وتفتح الآفاق، وتكرّس الإيجابية والتفاؤل والإنجاز في ظل التطورات الإقليمية والدولية، التي تجعل الرهان على التعاون الاستراتيجي السعودي الإماراتي حقيقياً وقوياً، من أجل حماية المنطقة والدفاع عنها، وتعزيز الاستقرار والأمان والسلام فيها، وأن السعودية والإمارات داعمتان قويتان ورئيسيتان لمحاربة التطرف والإرهاب، ولم تدخرا جهدا في سبيل تعزيز التعاون في هذا المضمار ودعم سياساته والتشجيع على السلام والحوار بين الحضارات واحترام التنوع والانفتاح على العالم.
فبعد أن بدأ العالم العربي بالتخلص من شر الإرهاب وبعد أن بدأت المنطقة تستعيد قوتها، أتى التعاون السعودي الإماراتي ليزيدها قوة فوق قوتها، وليرسل رسائل إيجابية إلى عالمنا العربي الذي هو أحوج ما يكون لها، وصفعة قوية في وجه الأعداء سنحصد ثماره عاجلا في الداخل والخارج وفي عدة جبهات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة