ترامب ودون معمعة التقلب والتردد والوهن بالسياسة الخارجية التي اتسم بها أوباما، ذهب مباشرة وأصدر قرار الانسحاب من هذا الاتفاق الكارثي.
تنفست إيران الصعداء في عهد السياسة العشوائية المنظمة بالمنطقة تحت إدارة السيد أوباما سابقاً، فبعد إبرامها الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تمكنت من استعادة كم كبير من المليارات من حساباتها المجمدة خارجياً التي استخدمتها في تمويل أنشطتها العدوانية، وعلى ضوء التخبط وضبابية الموقف الأمريكي بإبرام تلك الاتفاقية كانت النتائج كارثية، ونتج عنها تدخل سافر في سيادة دول الجوار من خلال تمويل جماعات إرهابية متطرفة بالمال والسلاح، ودعم لوجيستي من خلال نسج خلايا تجسسية يتم كشفها بين الحين والآخر في دول الجوار مثل الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وغيرها.. عدا، بالطبع، قطر، لأنها تتشارك عملة الانتفاع من هدم استقرار المنطقة عبر استخدامها تنظيمات دولية إرهابية مثل الإخوان وانبطاحها وعمالتها لإيران، بالأدلة.
السيد ترامب، ودون معمعة التقلب والتردد والوهن بالسياسة الخارجية التي اتسم بها أوباما، ذهب مباشرة وأصدر قرار الانسحاب من هذا الاتفاق الكارثي، بعدها بقليل ظهرت النتائج السريعة ولا تزال
وفي القريب الماضي بعد تولي السيد دونالد ترامب دفة الإدارة الأمريكية كانت مواقفه واضحة وصريحة من بداية حملته الانتخابية.. الاتفاق الإيراني لا يعدو كونه إلا أنه كارثي بكل ما فيه من تمكين إيران الحصول على السيولة النقدية لتمويل خططها الغوغائية والتخريبية بالمنطقة كما أثبتت ذلك، وإتلاف كل ما هو مقبول بالعقل والمنطق بشكل يومي، كان آخرها الصواريخ المعطوبة التي تم إطلاقها من جماعة الحوثي، التي تمت معرفة مصدر صناعتها عبر رأس الأفعى الإيرانية. مجملا، ما فعله السيد ترامب ودون معمعة التقلب والتردد والوهن بالسياسة الخارجية التي اتسم بها أوباما، ذهب مباشرة وأصدر قرار الانسحاب من هذا الاتفاق الكارثي، بعدها بقليل ظهرت النتائج السريعة ولا تزال، اضمحلال حوثي هائل وسريع باليمن من خلال نصائر متوالية وحاسمة للحكومة اليمنية الشرعية المدعومة بدول التحالف، وصراخ نصر الله في الضاحية بأن حربه باليمن ضد دولة مهبط الوحي أعظم من تلك التي ضد إسرائيل. بكائيات إيران، من خلال عميلهم، بتوعدات بإعادة تخصيب اليورانيوم، التي نعلم جميعا بأنها تشكل الصراخ على قدر الألم من انهيار للعملة الإيرانية واقتصاد ناخر فيه الفساد أصلا جملة وتفصيلا.
إن قيادة المملكة العربية السعودية متمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع حلفائها بالمنطقة مثل دولة الإمارات متمثلة في الشيخ محمد بن زايد، بدأت تجني ثمار حزمها وصلبها مع كف كل يد لتمويل الإرهاب والتخريب بالمنطقة، وإنه لا بد من التشفي، ولكن من إيضاح الموضحات كان مبهجا حينما هرعت قطر بالارتماء في أحضان إيران، إلى أن أتت الصفعة بالانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات صارمة على كيانات اعتبارية لها أصول إيرانية أو أشخاص بأصالتهم بحكم نفوذ الحكومة الإيرانية الممتد إليهم. إن الاستقرار والسلم والمستقبل المشرف وإضاءة أوروبا الحديثة كما نادى ولي العهد السعودي ستأتي واقعاً قريباً إن شاء الله بتوجيه خادم الحرمين المستمر لما هو خير لجميع شعوب المنطقة بجميع ألوانها وأطيافها وأديانها بلا استثناء وحمل رسالة المملكة في كل محفل وهو اعتدال.. دون تطرف ولا انحلال، ولا عزاء لإيران.. وذَنَبها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة