خبير إيراني: تهديدات خامنئي بمعاودة تخصيب اليورانيوم ضجيج بلا طحين
خبير سياسي إيراني يصف تهديدات خامنئي بالزعيق كون النظام الإيراني لا يمتلك القدرة على دفع الرواتب، دعك من تكلفة تخصيب اليورانيوم.
انتقد خبير ومحلل سياسي إيراني بارز، تصريحات أدلى بها مؤخرا علي خامنئي مرشد نظام الملالي تتعلق بمعاودة بلاده الانخراط في عمليات تخصيب اليورانيوم؛ فيما هدد باستخدام القوة حال تعرض الأراضي الإيرانية لهجوم خارجي.
واعتبر رضا تقي زاده، الخبير السياسي بالشؤون الشرق أوسطية في جامعة "اجلاسكو" البريطانية، في مقال تحت عنوان "السياسة النووية الإيرانية.. هل تصب الزيت على نار الحرب؟"، المنشور عبر موقع راديو فردا، أن خامنئي يسعى من خلال التهديد بخصوص استئناف وإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي النووية إلى تأجيج الأوضاع الراهنة، مشيرا إلى أنها بمثابة زيادة في وتيرة الآلة الدعائية في مواجهة الضغوط الخارجية، على حد قوله.
وقلل زاده من قدرات طهران على تنفيذ مشروعات نووية ذات مستوى أعلى، في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تحاصر نظام الملالي وصلت إلى صعوبة تدبير الرواتب للموظفين الحكوميين، وذلك في مستهل رده على تهديدات إيران المبطنة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على لسان بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، المتعلقة بتدشين نحو 190 ألف وحدة لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وإنتاج سادس ورابع فلوريد اليورانيوم، والتجهيز لإنتاج أجهزة الطرد المركزي.
وأشار الخبير الإيراني إلى أن تلك التهديدات لا تعدو كونها "ضجيجا بلا طحين"، مشددا على أن تلك التهديدات تأتي في سياق سياسي سيكون له عواقب وخيمة قد تصل إلى توجيه ضربة عسكرية؛ ففي الوقت الذي يطلق خامنئي التهديدات بإطلاق "10 صواريخ مقابل صاروخ"، تتزايد الأزمات الاقتصادية، وتتضاءل القوة العسكرية، وفق قوله.
وأكد زاده المختص بشؤون الشرق الأوسط أن إيران في أضعف مراحلها على المستويين الداخلي والإقليمي، مستنكرا إعلانها العمل على تخصيب اليورانيوم وتهديد المجتمع الدولي والدول الأوروبية، لافتا إلى أن المشاريع النووية الإيرانية ذات كلفة اقتصادية باهظة دون وجود ثمة مبررات لهذا الأمر، في ظل وجود كميات هائلة من الغاز الطبيعي لدى إيران قد تكون البديل الجاهز لها لإنتاج الكهرباء مثلا، دون الحاجة إلى تدشين مفاعلات نووية تتطلب مليارات الدولارات.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس الأربعاء، إن تصريح إيران بأنها قد تزيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم إذا انهار الاتفاق النووي يقترب من "الخط الأحمر".
وأضاف لودريان لراديو "أوروبا 1" دائما ما يكون التلاعب بالخط الأحمر خطيرا، مشيرا إلى أن خطط إنقاذ الاتفاق النووي ما زالت كما هي.
وعاد التوتر بين إيران والغرب منذ أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع بين طهران والقوى العالمية عام 2015 قائلا إنه "معيب بشدة".