إيران تعترف بـ"الضربة الاقتصادية" جراء انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي
مسؤولون إيرانيون يعترفون بخسائر بلادهم في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
تتوالى الخسائر على نظام الملالي في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم بين طهران وقوى عالمية منذ نحو 3 سنوات، الأمر الذي زاد من أوجاع اقتصاد البلاد المتهاوي بفعل الفساد، وتدهور قيمة العملة المحلية، الأمر الذي دفع مسؤولا إيرانيا بارزا إلى الاعتراف بخسائر بلاد مؤخرا.
علاء الدين بروجردي، المقرب من النظام، المضطلع بمنصب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أكد أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي ألقى بظلال سلبية على الاقتصاد المحلي، إضافة إلى سوق العملات الأجنبية، بعد تجاوز الدولار الأمريكي حاجز الـ7000 تومان إيراني، وسط عجز حكومي إزاء حل تلك الأزمة.
واعتبر بروجري، في سياق حديثه بمقابلة تلفزيونية رسمية بثت قبل ساعات، أن الولايات المتحدة تسعى لتوجيه ضربة اقتصادية لبلاده، تستهدف من خلالها تغيير سياسات إيران بالمنطقة، زاعما أن أمريكا لن تحقق أهدافها من خلال تلك الإجراءات، مؤكدا أن احتمال إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي يصل إلى صفر، على حد قوله.
وتحاول إيران منذ اتخاذ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 8 مايو/أيار الماضي، قرارها الانسحاب من الاتفاق النووي المثير للجدل، وتبني استراتيجية جديدة ضد العدائيات الإيرانية بالمنطقة، التقليل من أهمية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي والترويج لادعاءات بعدم تأثر اقتصاد البلاد من هذا الإجراء، في الوقت الذي سارعت فيه كبرى الشركات الأوروبية، ومن بينها توتال الفرنسية، بالإضافة إلى المؤسسات والبنوك المالية، إلى وقف تعاملاتها التجارية مع طهران خشية التعرض لعقوبات أمريكية.
وفي السياق ذاته، توالت الاعترافات الإيرانية بالخسائر في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لا سيما داخل قطاع الطيران المدني المتهالك، على لسان فرزانه بافي المدير التنفيذي بمنظمة الطيران المدني الإيراني، التي أشارت إلى مدى ضعف حالة النقل الجوي في بلادها، مؤكدة أن الأزمات ستتزايد حال توقيع عقوبات أمريكية جديدة.
وأشارت بافي، بحسب وكالات إخبارية رسمية، خلال جلسة مع مكتب الادعاء العام في طهران، إلى أن أوضاع الطيران الإيراني في حالة يرثى لها، معتبرة أن كلا من الدولتين الجارتين العراق وأفغانستان تتمتعان بمستوى أفضل من بلادها في صناعة الطيران، قبل أن تعزو أسباب تأخر الرحلات الجوية الداخلية والخارجية في البلاد إلى صعوبة توفير قطع غيار ومعدات جديدة.
وألمحت المسؤولة الإيرانية إلى أن خطوط الطيران الإيرانية مقبلة على أزمة كبرى، بسبب احتمالية توقف إمدادات الوقود في الرحلات الخارجية، بسبب العقوبات الأمريكية، الأمر الذي سيتعين معه صرف الكثير من الأموال لتوفير الوقود وسط تفاقم أزمة سوق النقد الأجنبي في البلاد.
وفي السياق ذاته، خصص موقع راديو فردا، المحسوب على المعارضة الإيرانية، تقريرا إخباريا مطولا مؤخرا، لتسليط الضوء على أزمة خطوط الطيران الإيرانية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن قطاع الطيران المدني في طهران بات يواجه خروجا محتملا من الخدمة بالتزامن مع إلغاء التصاريح الممنوحة لشركة بوينج الأمريكية لبيع طائرات للشركات الإيرانية.
وأشار راديو فردا الإيراني، الناطق بلسان المعارضة، إلى قرار وزارة الخزانة الأمريكية، بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، إلغاء أذون بيع طائرات إلى طهران، كانت ممنوحة لكل من شركتى إيرباص وبوينج، لافتا إلى أن الشركات الأمريكية تصنع على الأقل نحو 10% من أجزاء كل طائرة، وينبغي الحصول على تصريح من وزارة الخزانة الأمريكية، أو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية المعروف اختصارا باسم "أوفاك"، لغرض البيع إلى إيران.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز