ذكرى الخميني تكشف خريطة التخريب الإيرانية
الحرس الثوري يعترف بتدخلاته العسكرية بالمنطقة في سياق بيان يتزامن مع ذكرى رحيل الخميني.
أصدرت مليشيات الحرس الثوري الإيراني، الأحد، بيانا يتزامن مع الذكرى الـ29 لرحيل الخميني، مؤسس نظام الملالي، بعد سيطرة رجال الدين المتشددين على سدة الحكم عقب الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، مؤكدة في سياقه التدخلات الإيرانية العسكرية بالمنطقة، لتنفيذ أجندتها التخريبية وتصدير الفوضى.
وكالة أنباء "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري، نقلت عن قسم العلاقات العامة بالمليشيات الإيرانية بيانها الذي أوردت فيه أن "أفكار الخميني تجاوزت الحدود الجغرافية لإيران وصولا إلى منطقة غرب آسيا، حتى صارت اليوم أمرا واقعا".
ولفت الحرس الثوري إلى ما وصفه بـ"النظام الفكري" الذي أرسى قواعده المرشد الإيراني الأول قد ساهم في الحفاظ على هوية البلاد، في إشارة إلى نظام ولاية الفقيه.
واعترف البيان بأدوار الحرس الثوري التخريبية خارج الحدود باعتباره منفذا أصيلا للبروباجندا الإيرانية، مدعيا أن "أفكار الخميني صارت نموذجا للمقاومة في شتى بقاع العالم"، وأن "كفة موازين القوى الإقليمية قد مالت ناحية طهران في العقود الأخيرة"، على حد زعمه.
وفي ظل تصاعد حدة التذمر الشعبي داخل البلاد بسبب انشغال ملالي طهران في المغامرات العسكرية بدول عدة من بينها سوريا، والعراق، واليمن، حاول بيان الحرس الثوري في ختامه تشتيت الانتباه عن الأوضاع الداخلية المزرية، داعيا الإيرانيين للتوحد تحت مظلة ولاية الفقيه ضد من وصفهم بـ "الأعداء"، معتبرا أن الثورة الإيرانية تدخل عامها الأربعين في ظل "ظروف خطيرة"، على حد وصف البيان.
وتوفي المرشد الإيراني الأول الخميني، في يونيو/ حزيران عام 1989، في الوقت الذي تشير دراسات غربية أن مليشيات الحرس الثوري صارت أدارة تدميرية ضد دول المنطقة، بعد قرابة 39 عاما على تشكيلها بواسطة الخميني، الأمر الذي جعل من الحرس الثوري اليد العليا داخل إيران، ومنحها صلاحيات تفوق الجيش والشرطة مجتمعين.
وتخضع مليشيات الحرس الثوري لأوامر مباشرة من المرشد الإيراني، وهو في الوقت الراهن علي خامنئي خليفة الخميني، في الوقت الذي تتراوح التقديرات بشأن أعداد الأفراد المنضوين تحت لواء هذه المليشيات، لكنها تتفق على أنها تقارب نحو 100 ألف عنصر، حيث جرى تشكيلها مع ظهور النظام الإيراني الجديد المتمثل بالولي الفقيه الذي كان يخشي من ولاء غير مضمون للجيش، وتحولت مع السنوات للمنظمة الأكثر تخريبا في المنطقة.
تقارير عدة تؤكد أن ميليشيات الحرس الثوري، باتت المهرب الأول للأسلحة والمتفجرات إلى نحو 14 دولة في المنطقة، إلى جانب وجودها المباشر في نحو 8 دول بالمنطقة، في حين شملت أنشطتها الإرهابية 13 بلدا، ووزعت مراكز تدريب مرتزقتهم من مليشيات فاطميون وغيرها على 14 مركزا حسب الجنسيات ونوع التدريب، بينما بلغ عدد عملائها عام 2007، 32 ألف عميل في العراق وحده، حيث أسسوا ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية.
وقتل من مليشيات الحرس الثوري أكثر من 10 آلاف شخص ضمن عمليات قتال بدول عدة في السنوات الماضية، بينهم 1500 شخص سقطوا في سوريا وحدها التي أصبحت بمثابة إحدي المحافظات الإيرانية.
وتتسق أفكار الحرس الثوري مع منظومة عمل مؤسسات رسمية داخل إيران، حيث دافعت وزارة الخارجية الإيرانية، في مايو/ آيار الماضي، عن وجود تلك المليشيات بالداخل السوري وانخراط المليشيات الموالية لها في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد.
ولفتت الوزارة إلى أن الوجود الإيراني سيظل قائما في الأراضي السورية بناءا على طلب دمشق، ما يكشف مدى تدخل طهران في هذا الملف.
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، نقلت عن بهرام قاسمي، المتحدث باسم الوزارة، زعمه خلال مؤتمر صحفي عقده، أن بلاده ستبقى في سوريا، واصفا هذا الحضور بـ"الشرعي"، حسب زعمه.
وردا على سؤال حول خروج القوات الأجنبية من سوريا بناء على طلب روسيا، دعا قاسمي إلى خروج كافة القوى العسكرية الأجنبية التي وصف وجودها بـ"غير الشرعي".
وأضاف الدبلوماسي الإيراني، في نبرة تشبه إلى حد كبير دعاية المليشيات الإيرانية: "لا أحد يستطيع إجبارنا على الخروج من سوريا، فوجودنا شرعي، هم من يجب أن يخرجوا من سوريا، هؤلاء الذين دخلوا دون إذن من الحكومة السورية، سنبقى في سوريا وسنواصل دعمنا لها".