إيران تؤسس جامعة في سوريا لترسيخ مشروع الخميني
الجامعة الجديدة مقررة في رجب المقبل، وستؤسس تحت لافتة "تقريب المذاهب"، فيما تسعى لفرض ثورة الخميني على الأجيال المقبلة
أعلنت إيران وسوريا تأسيس كلية إيرانية للمذاهب الإسلامية في دمشق في إطار نشر وترسيخ فكر ثورة الخميني في صدور الأجيال السورية الجديدة.
- طهران تتوغل ثقافيا في جسد العراق بجامعة إيرانية
- إيران والإخوان في لندن .. إرهاب خلف لافتة تقريب المذاهب
ووفق ما أعلنه وزير الأوقاف السوري محمد عبدالستار السيد فإن الكلية ستقام في 27 رجب المقبل بالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وهو مؤسسة إيرانية.
وجاء هذا عقب لقاء الوزير مع رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، أمس الأربعاء، مبديا استعداد بلاده الكامل للتعاون مع العلماء السوريين في هذا الأمر، بسحب ما نشرته وكالة تسنيم الإيرانية.
واعتبر خرازي أن هذه الكلية ستساعد في ترويج ما وصفها بالثقافة الإسلامية الأصيلة لتعزيز العلاقات بين علماء السنة والشيعة، وملء الفراغ الموجود في المنطقة.
وأعرب وزير الأوقاف السوري محمد عبدالستار السيد عن شكره لإيران لتقديمها هذا الدعم لمواجهة من وصفهم بالتكفيريين وإفشال المؤامرات ضد سوريا.
وتأتي هذه الكلية في إطار سعي إيران لإحكام سيطرتها الدينية والثقافية والإعلامية والاقتصادية على سوريا، بعد أن أحكمت سيطرتها على بعض مناطقها الجغرافية تحت ذريعة دعم سوريا أمام الإرهاب.
وكان من ثمار هذا التمكن إقامة قاعدة عسكرية دائمة، إضافة إلى تخصيص قناة إيرانية فضائية لسوريا لبث أفكار الثورة الخمينية في صدور الأجيال السورية الجديدة.
والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، الذي يتولى محسن أراكي منصب أمينه العام، يستهدف اختراق المجتمعات الإسلامية تحت لافتة "التقريب بين المذاهب"، وأسسه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في 1990، وله فروع في عدة دول.
ويُتخذ من المجمع ومقراته ستار للترويج لفكرة ثورة الخميني، وللتنسيق بين إيران وبين التنظيمات الأخرى، شيعية كانت أو سنية، لنشر الإرهاب والعمل المسلح والفكر التحريضي، مثلما اجتمع أراكي بعدد من مسؤولي تنظيم الإخوان الإرهابي، وعلى رأسهم إبراهيم منير، نائب مرشد التنظيم، في لندن في مؤتمر تحت لافتة التقريب بين المذاهب، يوليو/تموز الماضي.
والمؤتمر الذي انعقد بعنوان "التعاون العلمي بين الحوزات الشيعية والمذهب السني في مصر" كان يهدف للتنسيق بين إيران وتنظيم الإخوان لمحاربة النظام المصري الحاكم المعادي لهما ولفكرهما الإرهابي التدميري.
وما تسعى إيران لفعله في سوريا هو تكرار لما فعلته في العراق، فبعد إحكام سيطرتها على بعض المدن العراقية عبر مليشيا الحشد الشعبي بذريعة محاربة الإرهاب أيضا، أعلنت في أغسطس/آب الماضي وضع حجر الأساس لأول جامعة إيرانية في العراق، وهي تحمل اسم "المصطفى الأمين".
وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة ومديرها المالي إنها ستضم 5 كليات للعلوم التجريبية، الإنسانية والإسلامية، ومن المقرر أن تشمل المرحلة الأولى للمشروع بناء كليات الآداب، الفقه والقانون.
وفي الشهر التالي له افتتح القنصل الإيراني في العراق مدرسة في مدينة "برطلة" بمحافظة نينوى تحمل اسم مرشد إيران السابق الخميني.
وعن مصدر تمويل المدرسة، قال موقع "السومرية نيوز" العراقي إنها من منظمة الخلاني الإيرانية.
وتقع المدرسة في "خزنة تبة" التابعة لبرطلة، وهي قرية ذات كثافة شيعية، فيما يجاورها مناطق ذات كثافة مسيحية، خاصة من طائفة السريان الكاثوليك والأرثوذكس الذين أثارت المدرسة لديهم مخاوف من أن تسعى إيران وأتباعها في المستقبل لإجبارهم على الالتزام بما تلزم به الشيعة.