الشعب السوري بين أطماع إيران وأنقرة ومصالح موسكو
الصحيفة الفرنسية "لوموند" حاولت فك رموز تلك الحروب المعقدة في الشرق الأوسط وبالأخص بين أطراف النزاع في سوريا.
اقتتال داخلي وحروب بالوكالة، تحول سوريا إلى مسرح لمعارك شديدة الضراوة تديرها قوى إقليمية، منها المعركة التركية-الكردية، والمواجهة الظاهرية بين إسرائيل وإيران.
الصحيفة الفرنسية "لوموند" حاولت فك رموز تلك الحروب المعقدة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تلك الجبهات جميعها بهدف تحالف المصالح بين موسكو وأنقرة وطهران ولكن تحت وصاية روسيا.
وأضافت الصحيفة أنه بعد الحرب يأتي السلام، إلا أن تلم الصراعات الدائرة في سوريا، لم تكن حرباً عادية، حيث إن بقاء نظام الأسد بدعم روسي إيراني بات أمراً مؤكداً، إلا أن المخاوف تحوم حول دخول قوى إقليمية، ما يضعف السيطرة على تلك الأزمة.
فقدان السيطرة
حذرت الصحيفة من خطر فقدان سيطرة روسيا على قواعد اللعبة، كما أطلقت عليها الصحيفة، وذلك بتجاوز قوى محلية أخرى، بدءاً من النظام السوري نفسه الذي لا تبدو موسكو قادرة على السيطرة عليه ولجم تعنته وإجباره على الحل السياسي.
وقالت الصحيفة: "على الرغم من أنه ظاهرياً جميع خيوط اللعبة في أيدي موسكو، إلا أنها عاجزة عن دفع عملية الحوار بين نظام الأسد وجزء من المعارضة السورية"، موضحة أن موسكو أصبحت في موقع الحكم، إلا أنه بدخول قوى إقليمية أخرى بات الأمر أكثر تعقيداً".
كما لفتت الصحيفة إلى أن موسكو تجازف بخسارة كل مكتسباتها وقوتها في سوريا، إلا أنه في الوقت نفسه، على موسكو أن تحسم أمرها إذا لم تكن تريد أن تتخطاها الدول الدخيلة على الحرب السورية، التي فاقمت من الأزمة وهي كل من أنقرة وطهران.
وتابعت الصحيفة أن "ذلك الأمر قد يضطرها إلى الاختيار ما بين أنقرة ودمشق من جهة ومن جهة أخرى المجازفة بخسارة جميع نفوذها ومكتسباتها في سوريا، في حال اندلاع نزاع إيراني إسرائيلي، وعلى الرغم من أن ذلك يعد أمراً مستبعداً لكون إيران ليست عدواً حقيقياً لإسرائيل، إلا أن تلك المواجهات تثير قلق المراقبين.
مواجهات محتملة
ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى تشابك تلك الحرب التي تزيد من مخاطر المواجهات المحتملة بين الأمريكيين والروس سواء كانت هذه المواجهات مقصودة أم لا.
وفي سياق متصل، سلطت الصحيفة الضوء على أن ضحية تلك المواجهات الثلاث واحد وهو الشعب السوري الذي يناضل لرفع الظلم عنه من أكثر من سبع سنوات، والذي يُقتل منه العشرات يومياً، وتلقى جثثهم على الطرقات، وتقصف مستشفياتهم ومدارسهم، فأصبح مصيره معلقاً بين أيدي تلك العواصم الثلاث، أنقرة، طهران، موسكو.