أهالي الغوطة الشرقية.. يصارعون ثلاثي الموت والجوع والخوف
بيوت الغوطة الشرقية تحولت إلى قبور أو مشروعات قبور ..كيف يعيش أهلها الأحياء؟
تعيش الغوطة الشرقية تحت الحصار منذ عام 2013، وتقول وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إن عملية عسكرية كبيرة ربما تبدأ قريباً لتطهير المدينة من مسلحين، وذلك فيما تشهد المدينة الواقعة قرب العاصمة دمشق عمليات قصف منذ أربعة أيام أسفرت عن مقتل أكثر من 300 مدني، وفقاً لشبكة "بي بي سي" البريطانية.
وتسببت الغارات الجوية والمدفعية المتواصلة في نشر الفزع بين المدنيين خاصة النساء والأطفال، مما أجبرهم على البحث عن ملاجئ تحت الأرض، حيث يعانون الحرمان من الطعام وعدم وجود أنظمة صرف صحي.
"خائفة لدرجة سقوط شعرها"
"نعيش في قبو، أسفل منزل نصفه مدمر"، هكذا قالت آسيا "28 عاماً" طالبة وأم لثلاثة أطفال، زوجها قتل أثناء توجهه إلى العمل.
وأضافت: "ابنتي مريضة، وشعرها يتساقط لأنها خائفة للغاية".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حكومة النظام وحلفاءها شنوا أكثر من 1290 غارة جوية على الغوطة الشرقية، وأطلقوا 6190 صاروخاً وقذيفة على المنطقة منذ منتصف نوفمبر، مع تصاعد أعمال العنف بين الحكومة والمسلحين.
وأفادت تقارير بوقوع 420 غارة جوية من الأحد للأربعاء فقط، وأسقطت المروحيات 140 برميلاً متفجراً، وفقاً لما ذكرته شبكة "بي بي سي" البريطانية.
ويحقق خبراء جرائم الحرب بالأمم المتحدة في عدة تقارير حول إطلاق صواريخ تحتوي على غاز الكلور على الغوطة الشرقية هذا العام.
وتعني الزيادة الأخيرة في عدد الضحايا أن أكثر من 1070 مدنياً بينهم مئات الأطفال والنساء قتلوا وأصيب 3900 خلال الثلاثة أشهر الماضية، طبقاً للمرصد السوري.
مؤيد "29 عاماً" خريج ولديه طفلان، قال لشبكة "بي بي سي": "لا يمكنك تخيل مدى صعوبة الأمر".
وأضاف: "بالنسبة لهؤلاء الأطفال كي يعيشوا طفولتهم في أمان عليك أن تبقيهم في القبو. لا يمكنهم المغادرة أو اللعب في الحديقة أو أي شيء آخر".
غذاء قليل وأسعار مرتفعة
تمكن البعض من الحصول على المواد الغذائية الأساسية عبر شبكة أنفاق غير رسمية تصل بين الغوطة الشرقية ودمشق، إضافة إلى التجار الذين يتمكنون من ترتيب أمورهم مع القوات.
وقال مؤيد إن هناك بعض التجار الذين يمدون الغوطة بالدقيق والأرز والسكر، لكنهم ممنوعون الآن من الدخول أو الوجود بالغوطة.
وأوضح أنه يصنع الخبز من أجله ابنه ذي الثلاثة أعوام، أما عن ابنته فيقول: "أبحث عن بقرة من أجل إحضار الحليب لها"، متابعاً: "أنا شخص متعلم، يمكنني أن أحصل على نقود من أجل أطفالي، لكن أشخاص آخرين وعائلات أخرى لا يمكنهم القيام بذلك".
أما آسيا فليس لديها وظيفة ولا يمكنها تحمل تكلفة شراء الطعام، ووالدها وشقيقها متوفيان.
وقالت: "أتلقى أموالاً من المنظمات التي تساعد الأيتام من أجل أطفالي، لكن للأسف ليس لدي ما يكفي".