الغوطة.. عدسة مصور سوري تفاجئه بعائلته تحت الأنقاض
عدسة المصور فاجأته بوجوه يحفظ تفاصيلها ظهرا عن قلب، حيث عثر تحت الركام على أفراد عائلته وهم يستغيثون طلبا للنجاة.
لحظات ألم لا توصف عاشها مصور سوري كان يلتقط صورا وفيديوهات في الغوطة الشرقية المحاصرة، عقب إحدى المجازر التي استهدفتها من قبل النظام.
فظائع يَندى لها الجبين كان يوثقها أملا في أن تدفع العالم لنجدة منطقته، لتواجه عدسته فجأة وجوها يحفظ تفاصيلها ظهرا عن قلب.. فلقد عثر تحت الأنقاض والركام على أفراد عائلته وهم يستغيثون طلبا للنجاة.
مشهد تتوقف عنده عقارب التوقيت البشري، وتتجمد فيه جميع ردود الفعل الإنسانية، ليخرج عن التأريخ البشري، تماما كما حصل للمصور الذي اصطدمت عدساته بعائلته وهي تواجه الموت.
لقطات الفيديو المصور أظهرته وهو يحاول إنقاذ جدته وإحدى قريباته الحامل، وأربعة من أولاد أعمامه أو أخواله، من أسفل حطام عمارة سكنية في الغوطة الشرقية، وفق صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وأثناء إزالته للحطام، يظهر وجه امرأة مغطى بالدماء وهي تبكي من الألم، كما يمكن رؤية وجه صبي وقد أصيب بشكل بليغ.
ثم يظهر الفيديو - الذي قدمته الجمعية الطبية الأمريكية السورية – المصور وهو يركض باتجاه مستشفى، حاملًا طفلًا بين ذراعيه، ولا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن عما إن كانت عائلته قد تمكنت من النجاة أم لا.
لكن الأطباء الذين كانوا يعملون في تلك الليلة قالوا إنهم عاجزون عن مواكبة العدد الهائل من الإصابات، وسط حملة قصف شرسة من قوات الحكومة السورية تستهدف المستشفيات والمباني السكنية ومواقع المدنيين الأخرى.
وقُتل ما لا يقل عن 310، وأصيب المئات في الأيام الأخيرة بالغوطة الشرقية، كما أجبر القصف العديد من سكان المنطقة البالغ عددهم نحو 400 ألف، على النوم في السراديب والملاجىء البدائية.
وقضى عمال الإنقاذ أياما في التنقيب على الناجين من حطام المباني التي تعرضت للقصف، والآن يواجه سكان الغوطة الشرقية، بينهم عدد كبير من الأطفال، خطر الدفن أحياء أو الموت بشكل بطيء وصامت، تحت الأنقاض.