من عفرين إلى منبج .. أردوغان يعادي الجميع في سوريا
قبل أن يرسل أردوغان قواته إلى عفرين، كان يتفاخر بأنها ستكون حملة سريعة وناجزة، لكن بعد 30 يوما فإن مدفعيته أبعد ما تكون عن وعده.
بعد مرور شهر على الحملة التركية ضد عفرين، لم تكن النتيجة تحجيم أنقرة لخصومها الأكراد المسيطرين على المنطقة، بل معاداتها لغالبية الأطراف المحلية والأجنبية في سوريا.
قبل أن يرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قواته إلى عفرين، كان يتفاخر بأنها ستكون حملة سريعة وناجزة، لكن بعد 30 يوما فإن مدفعيته، بحسب مطلعين على الوضع الميداني، أبعد ما تكون عن وعده.
- تركيا وإيران .. صراع في عفرين على جسد سوريا
- مستشفى عفرين لـ"العين الإخبارية": تركيا استخدمت غازات سامة
ووسط خسائر تعد بالعشرات في صفوف القوات التركية، تغيّرت موازين القوى، الثلاثاء، عندما أرسل نظام بشار الأسد مليشيات متحالفة معه للقتال بجانب الأكراد.
وكان الأكراد قد طلبوا علنا من حكومة الأسد نشر قوات من جيشه للدفاع عن المنطقة، غير أن تقارير أفادت بأنه أحجم عن الخطوة بضغط من موسكو، أبرز داعميه في الحرب التي دخلت عامها الثامن.
وعوضا عن ذلك، سمح الأسد بإرسال مليشيات متحالفة معه إلى عفرين، لمساندة الأكراد الذين طالما تبادلوا معه الرغبة في عدم الاشتباك المباشر، طيلة سنوات الحرب، بأطرافها المتعددة وتحالفاتها المتقلبة.. إلا أن المفارقة أن هذه القوات لا تضع أردوغان في مواجهة الأسد بقدر ما تضعه في مواجهة إيران، الداعم الإقليمي الرئيس للنظام السوري.
فهذه المليشيات من مكون شيعي، بحسب ما أفاد أردوغان الذي تعهد بسحقها، وزعم أن مدفعيته أجبرت هذه المليشيات على التراجع قبل دخول عفرين، بينما جزم الأكراد بأنها تمكنت من الدخول.
وفي مسعى لتحييد طهران، قال أردوغان إن القوات الموالية للأسد تحركت بشكل مستقل، إلا أن مطلعين على الشأن السوري يستبعدون أن يكون هذا التدخل بدون موافقة صريحة من الممول الرئيس، إيران.
وما يعزز ذلك، أن قوة مماثلة وصلت عفرين في اليوم التالي، وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء السورية الرسمية، وسط حفاوة من الأكراد، واستمرار التنديد الإيراني بالحملة التركية.
ومن شأن التوتر المحتمل بين أنقرة وطهران، أن يقوض التقارب الذي ظهر بينهما مؤخرا، بفعل خطة إيرانية، يقول مراقبون إنها تستهدف توثيق الصلات مع تركيا، لتحجيم ما تراه أطماعا روسية تقوض مصالحها.
وبالنسبة للروس، الذين قال أردوغان إنه حصل مسبقا على تأييدهم لعمليته العسكرية، يستبعد أكثرية المعلقين السياسيين التزامهم الحياد، في حال تأزم الموقف أكثر وأكثر بين تركيا من جهة والأسد وإيران من جهة.
وبهذه المعطيات، سيكون أردوغان قد حشد قائمة أعدائه بأكثر من طاقته، لو نفذ وعيده بمد حملته إلى منبج، الخاضعة كما عفرين للأكراد، لكنها تحتضن قوة أمريكية ستكون بالضرورة في مرمى النيران.
وإن كانت واشنطن قد تساهلت مع حملة أنقرة المتزمتة من الدعم الأمريكي للأكراد، فليس راجحا أن تتحلى بذات المرونة في حال امتدت العمليات العسكرية إلى منبج.
والحال كذلك، يجدر التساؤل، هل بوسع أردوغان معاداة الجميع في سوريا في وقت استعصت عليه عفرين بتحصيناتها الفقيرة؟
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز