تركيا وإيران .. صراع في عفرين على جسد سوريا
الغزو التركي على عفرين يزيد تعقيد الحرب السورية المتشابكة المستعرة منذ 7 سنوات، فأمريكا وإيران حليفتان بالوكالة، وإيران وتركيا خصمان.
يدخل النزاع السوري المعقد مرحلة أكثر تعقيدا مع تطور المعركة في مدينة عفرين، شمال البلاد، التي تحاصرها القوات التركية، بعد غزوها الذي بدأ الشهر الماضي، وهو ما شكّل جبهة جديدة تتصارع فيها تركيا وإيران الحليفتين المزعومتين.
وتحركت مليشيات تابعة للنظام السوري إلى عفرين لدعم الأكراد، الذين يسيطرون على أجزاء من شمال سوريا، للدفاع عن الحدود السورية ضد الغزو التركي الذي خلّف اندلاعا أوسع للنزاع.
وتعتبر تركيا مليشيات الأكراد المسلحة الرئيسية في شمال سوريا "وحدات حماية الشعب" أنها وكيل مباشر لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والمصنف على قائمة الإرهاب من قبل أنقرة وواشنطن.
لكن الولايات المتحدة تدعم وحدات حماية الشعب الكردية؛ للاعتماد عليها في القتال ضد إرهابيي "داعش"، إلا أن دور أمريكا المعقد في الحرب السورية وقرارها بتجنب التدخل في معارك عفرين دفع الأكراد للتوجه إلى الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة.
- مستشفى عفرين لـ"العين الإخبارية": تركيا استخدمت غازات سامة
- الجيش التركي يواصل قصف عفرين بعد وصول قوات الأسد
ويطرح وصول القوات الموالية للنظام السوري إلى عفرين منعطفا جديدا في الحرب التي تزداد تعقيدا، نظرا لأن المليشيات الموالية الأسد التي ستدعم الأكراد لديها عدة تحالفات أخرى، حسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الباحثة الأمريكية في الشأن السوري لويزا لوفلاك إن المقاتلين الذين يصلون إلى عفرين يبدو أنهم منتمون لشبكة من الوحدات المدعومة من إيران المكلفة بتعزيز صفوف جيش النظام السوري.
وفي هذه الحالة، فإن تركيا وحلفاءها من المعارضة السورية المسلحة يتعاركون مع مليشيات داعمة للأسد على علاقة بإيران يعملون لدعم الوحدات الكردية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي تعارض أصلا حكومة الأسد، ووجود إيران في سوريا.
وتعد عفرين جزءا من التشابك المحير الذي يميز النزاع السوري المستمر المدمر من 7 سنوات، وهو انخراط كوكبة من الأطراف المتنازعة ومصالحهم المتشابكة.
وقال جونال تول، الباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن تركيا أملت بأن يتجاهل حليفتاها: روسيا وإيران غزوها لعفرين، لكن التطورات الأخيرة على الأرض تشير إلى أن مسار تركيا داخل سوريا لن يكون سهلا، كما أن شراكتها مع إيران وروسيا ربما ليست بالقوة التي كانت تتخيلها أنقرة.
ورأى الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إجناتيوس أن الخطاب المتنامي في واشنطن حول التوقف عن محاولة استيعاب أجندة تركيا، نابع من عدم رغبة الأمريكيين في خوض خلاف عنيف مع أنقرة.
لكن بعد 7 أعوام من الحرب السورية الكارثية ينبغي على المراقبين الاعتراف ببعض الحقائق الراسخة، فالأتراك سمحوا لآلاف من الإرهابيين الأجانب بالتدفق إلى سوريا واتخاذ قواعد هناك مكنتهم من تهديد أوروبا والولايات المتحدة، وهؤلاء الإرهابيون كانوا ليظلوا في عاصمتهم المزعومة الرقة، لولا شراكة أمريكا مع مليشيات الأكراد التي تكرههم تركيا.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA=
جزيرة ام اند امز