بعد إحكام مليشيا الحشد الشعبي سيطرتها على مناطق عراقية بحجة طرد داعش بدأت استكمال خطة طهران لنشر الثقافة الإيرانية عبر المدارس.
وضعت مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران بالعراق قدمها في محافظة نينوى بحجة طرد داعش، فغرست مدارس لتخريج موالين جدد لطهران.
- مليشيا الحشد الشعبي الإرهابية تسعى لابتلاع عقل العراق بعد أرضه
- طهران تتوغل ثقافيا في جسد العراق بجامعة إيرانية
فقد شهدت بداية العام الدراسي هذا الأسبوع في مدينة "برطلة" بمحافظة نينوى شرق الموصل افتتاح مدرسة تحمل اسم مرشد إيران السابق الخميني.
وحضر الافتتاح القنصل الإيراني في العراق، إضافة للمسؤول الأمني في الموصل محمد إبراهيم البياتي.
وتضم المدرسة الابتدائية 10 صفوف وتمتد على مساحة 3500 متر مربع، وفق ما نشره موقع فضائية "الكوثر" القريبة من إيران.
وتحتوي المدرسة على أكثر الوسائل التعليمية تطورا؛ ما يشي بحجم الأموال المنفقة عليها لجذب الطلاب إليها.
وعن مصدر الأموال، قال موقع "السومرية نيوز" العراقي إنها من منظمة الخلاني الإيرانية، كما أن مدرسة ثانية قيد التنفيذ في ناحية برطلة لم يفصح عن موقعها.
ولم يتضح بعد رد فعل من الحكومة العراقية إزاء هذه المعلومات.
والمدرسة بالتحديد تقع في قرية "خزنة تبة" التابعة لبرطلة، وهي قرية ذات كثافة شيعية، فيما يجاورها مناطق ذات كثافة مسيحية، خاصة من طائفة السريان الكاثوليك والأرثوذكس الذين أثارت المدرسة لديهم مخاوف من أن تسعى إيران وأتباعها في المستقبل لإجبارهم على الالتزام بما تلزم به الشيعة.
وتساءل بعضهم في المنتديات قائلين: "هل سيتحول العراق إلى محافظة إيرانية، ويجبر المسيحيون على ارتداء الحجاب مثل مسيحيي إيران"؟
وأوردوا في ذلك صورا للفرق بين أوضاع المدارس في إيران قبل حكم ثورة الخميني وأوضاعها بعده.
وليست هذه المرة الأولى التي تسعى إيران لإنشاء مدارس تحمل فكرها في محافظات ذات أغلبية سنية مثل نينوى، فسبق وأن أوقف مدير ناحية برطلة في 2014 مشروع بناء مدرسة إيرانية في قرية خزنة، خاصة أنها لم تحصل على موافقة رسمية حينها.
ويأتي هذا بعد شهر من الإعلان عن وضع طهران حجر الأساس لأول جامعة إيرانية في العراق، ضمن خطتها لفرض الهيمنة الثقافية على البلد الجريح.
ووفق ما نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية فإن ممثل مرشد إيران في العراق وضع حجر الأساس للجامعة التي تحمل اسم "المصطفى الأمين"، وستضم 5 كليات للعلوم التجريبية والإنسانية والإسلامية، ومن المقرر أن تشمل المرحلة الأولى للمشروع بناء كليات الآداب، الفقه والقانون.
ويرى متابعون للشأن العراقي أن هذا التوغل الإيراني الثقافي في جسد العراق أشد خطورة من التوغل العسكري؛ لأنه سيخلق أجيالا تنسى عداء إيران التاريخي للعراق، وموالية بشكل كامل للفكر الخميني الاحتلالي.
وتشكل الحشد الشعبي 2014 من مليشيا موالية لإيران بحجة طرد تنظيم داعش الذي اجتاح نينوى ومحافظات أخرى في ذات العام بسهولة وسرعة مثيرين للتساؤل عمن أفسح له الطريق.
وبحجة طرد داعش استطاعت تلك المليشيا التوغل وفرض السيطرة على عدة مدن في أنحاء العراق، خاصة تلك التي لها أهمية استراتيجية لإيران، ومن ضمنها نينوى ذات الحدود مع سوريا والعراق.