مليشيا الحشد الشعبي الإرهابية تسعى لابتلاع عقل العراق بعد أرضه
عمار الحكيم دعا إلى تعميم تجربة مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران في مختلف المجالات وليس العسكرية فقط
دعا رئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم، الإثنين، إلى تعميم تجربة مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران في مختلف المجالات الخدمية والعلمية والاقتصادية والإنسانية بالعراق.
وتعد هذه خطوة تالية لفرض سيطرة مليشيا الحشد الشعبي الإرهابية على جميع شؤون العراق، بعد أن تمكن من فرض سيطرته العسكرية على الأرض والحدود في الكثير من أنحاء العراق، في طريقه لضم العراق إلى التبعية الكاملة لإيران.
ودعا الحكيم، خلال خطبة صلاة عيد الفطر، إلى "تعميم تجربة الحشد الشعبي من حشد عسكري للتحرير إلى حشد إنساني وصحي وخدمي اقتصادي وعلمي"، مشيدا بما حققه مما وصفها بـ"انتصارات كبيرة" في الميدان.
ومن ناحية أخرى دعا الحكيم القيادات الأمنية إلى "الاهتمام بالجانب الاستخباري بشكل نوعي، والابتعاد عن سياسة إنهاك القوات المسلحة بالوجود في المدن وتغيير الأسلوب النمطي في نقاط السيطرة والتفتيش".
ويأتي هذا في إطار تعظيم دور مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق، وفرض سيطرتها على كل المجالات؛ لامتلاك وجدان وفكر وثقافة العراق بعد امتلاك أرضه؛ وذلك لضمان الوصول إلى حكم العراق على الطريقة الإيرانية.
ولمعرفة كيف ستسيطر مليشيا الحشد على المجالات الثقافية والإنسانية والعلمية، يمكن النظر إلى كيف تكونت حتى فرضت سيطرتها المسلحة على الأرض.
جاءت فكرة الحشد الشعبي (حشد المدنيين لحمل السلاح وليكونوا قوة عسكرية موازية للقوات الحكومية) من فكرة الباسيج في إيران التي أسسها مرشد ثورة إيران السابق الخميني.
ويضم الباسيج متطوعين من الذكور والإناث لنصرة ما يصفونه بالمستضعفين، وتقوم بتعبئة المدنيين للانضمام إليها عبر أنشطة دينية واجتماعية لإثارة حماستهم، وذلك تحت إشراف وتدريب مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وفي العراق تشكلت هذه المليشيات "التطوعية" من المدنيين بعيدا عن سلطة الجيش عند سقوط العراق في يد الاحتلال الأمريكي 2003، حيث رفعت مكونات عراقية سنية وشيعية شعارات محاربة الاحتلال كحجة لتشكيل المليشيات، ومن وقتها ظهرت وتفشت ظاهرة التفجيرات في أسواق ومساجد وأحياء العراق.
وعند اجتياح داعش للعراق يونيو/حزيران 2014 وسيطرته على ثلثه في قت قياسي مثير للتساؤل، ومع انسحاب سريع وغامض للقوات العراقية من شمال ووسط العراق وقت اجتياح داعش له، ظهرت دعوات لحشد الناس لحمل السلاح تحت ستارة محاربة داعش.
وبالفعل أصدر المرجع الشيعي علي السيستاني في الشهر نفسه 13 يونيو/حزيران 2014 ما سمي بفتوى "الجهاد الكفائي" التي تدعو كل العراقيين القادرين على حمل السلاح (دون التقيد بعمر) إلى محاربة داعش.
وعلى حس هذه الفتوى أخذت المليشيات القديمة "شرعية" لوجودها، كما تشكلت مليشيات أخرى، بحجة محاربة داعش في سوريا والعراق.
ويؤلف الحشد الشعبي حاليا من نحو 67 فصيلا موزعا بين العراق وسوريا وفق تقارير إعلامية، والكثير منها أعلن ولاءه التام لمرشد ثورة إيران علي خامنئي ومشروعه الاحتلالي في المنطقة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016 نجح الحشد بالتعاون مع مسؤولين عراقيين في تمرير قانون في البرلمان يعتبر مليشيا الحشد جزءا من الجيش العراقي، ولكن لها صفة "مستقلة" ولا تتقيد بعدد من لوائح الجيش العراقي خاصة فيما يتعلق بالعمر والمؤهلات العلمية.
سارعت إيران رسميا بإعلان تأييدها لمليشيات الحشد الشعبي، وأرسلت قيادين ومقاتلين إيرانيين، على رأسهم قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري، وهو الفيلق المسؤول عن عمليات الحرس في الخارج، لتدريب مليشيات الحشد الشعبي بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
وفي 2016 أعرب مرشد إيران علي خامنئي عن سعادته بتشكيل الحشد الشعبي، واصفا إياه بأنه "ثروة عظيمة".
كذلك ارتبط اسم تلك المليشيا بالحديث عن الممر البري الاستراتيجي الإيراني المفتوح الذي يمر من طهران وحتى غرب سوريا مرورا بالعراق، مصحوبا بحديث قيادات في مليشيا الحشد، مثل قيس خزعلي قائد فصيل "عصائب أهل الحق" عن قرب اكتمال ما وصفوه بالبدر الشيعي.
وحققت هذه المليشيا نتائج كبيرة وسريعة في السيطرة على أراضي وأملاك وتاريخ وآثار العراق في العام الأخير تحت ستار محاربة داعش ومعركة تحرير الموصل التي بدأت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016.
وفي 14 يونيو/حزيران الجاري أعلنت مليشيا الحشد حجم ما سيطرت عليه من أرض العراق خلال هذه الفترة.
وقال أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للمليشيا، إن الحشد "حرر" 983 قرية و16 ناحية، و8 أقضية، و7 مطارات، و7 قواعد ومعسكرات، فضلا عن مدن مهمة مثل الحضر الأثرية".
كما تحدث عن سيطرة مليشيا الحشد على الحدود بين العراق وسوريا، قائلا إن الحشد موجود في خطوط تمتد لـ1500 كم طولي، وإنه "حرر" ما لا يقل عن 25 ألف كم مربع.
واحتفلت مليشيا الحشد بوصولها قبل أيام بوصولها إلى معبر الوليد (الشهير باسم التنف من الناحية السورية) عند زاوية الحدود السورية.
ولضمان استمرار السيطرة على الأرض، وكسب المزيد منها في المستقبل، تسعى مليشيا الحشد لأخذ دور الجيش العراقي؛ حيث أعلنت أنها شكلت مديرية طيران خاصة بها، وإنشاء كليات عسكرية وكليات قادة أركان، كما أنها أسست بالفعل مصانع سلاح خاصة بها في البصرة على الحدود مع إيران.
وكان من اللافت أن مليشيا الحشد الشعبي تتبع سياسة تدمير المدن والقرى التي تسيطر عليها، مثل الفلوجة والبعاج والقيروان وغيرها.
وبرر أبو مهدي المهندس ذلك بقوله لصحيفة "الجارديان البريطانية"، الشهر الجاري: "هزمت القاعدة لكنها ما لبثت أن عادت باسم داعش، وإن لم ندمر كل هذه المنطقة لعاد التنظيم مجددا باسم جديد".
ولكن هذا المبرر هو غطاء لتغيير التركيبة السكانية الذي يجري في المناطق التي يسيطر عليها الحشد لصالح المكون الشيعي عبر تدمير المنازل وتخريب المدن لنشر اليأس في نفوس السكان الأصليين في إمكانية عودة قريبة إليها؛ ولتكون تلك المناطق تحت سيطرة الموالين لإيران فلا يشكلون تهديدا للطريق البري الذي تمده من طهران إلى غرب سوريا ولبنان.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA=
جزيرة ام اند امز