مليشيا الحشد تبتلع حدود العراق- سوريا بخندق ضخم
قائد مليشيا الحشد الموالية لإيران فالح فياض، قال إن الحشد هو "أفضل ما أنتجته العملية السياسية في العراق"؛ ما يؤشر لتأهبه لشغل دور أكبر.
بدأت مليشيا الحشد الشعبي الطائفية في العراق، والموالية لإيران، إنشاء خندق ضخم بطول 90 كم بذريعة تأمين الحدود العراقية السورية.
كما ألمحت قيادة المليلشيا عن أنها ستأخذ دورًا أكبر في العراق الفترة المقبلة.
وكانت المليشيا أعلنت في وقت سابق سيطرتها الكاملة على منطقة الحدود حتى معبر الوليد (التنف) في الزاوية الحدودية بين العراق وسوريا والأردن.
ووفق ما نشره الموقع الإلكتروني لمليشيا الحشد، فإن "فرق الهندسة العسكرية باشرت بحفر خندق وساتر ترابي كبير ضمن حدود الرطبة وصولاً إلى معبر الوليد الحدودي وقضاء القائم لتحصينه بالكامل".
كما أشارت إلى أن "فرق الهندسة وصلت وعلى مدى أيام من العمل المستمر إلى آخر نقطة حدودية وهي معبر الوليد".
ومعبر الوليد هو الذي يسمى معبر التنف على الجانب السوري من الحدود مع العراق، ويشهد صراعاً شديداً للسيطرة عليه بين الجيش السوري الحكومي مدعوماً بإيران وروسيا، وبين فصائل المعارضة المسلحة المدعومة بأمريكا.
ولم يتضح بعد الاستخدامات الحقيقية لهذا الخندق الطويل الذي يتكلف جهداً وأموالاً كبيرة.
من ناحية أخرى، وفي إشارة إلى أن مليشيا الحشد الشعبي ستأخذ دوراً في العراق أكبر وأخطر مما كان معلناً وقت تأسيسها، قال رئيس المليشيا، فالح الفياض، الثلاثاء، إن "الحشد هو أفضل ما أنتجته العملية السياسية في البلاد"، "وإن هذه القوات ستكون مستقبلاً في المكان الذي تحدده مصلحة العراق".
وأضاف الفياض، والذي يشغل أيضاً منصب مستشار الأمن الوطني العراقي، في مقابلة مع قناة "الميادين": "نحن على أبواب إعلان النصر النهائي في الموصل، وإن الحشد أصبح على الحدود مع سوريا برغم أصوات معارضة".
ويشير الفياض بكلمة "أصوات معارضة"، على الأرجح، إلى مكونات وهيئات داخل العراق تحذر من عواقب سيطرتها على مناطق في العراق، إضافة إلى الحدود، خاصة مع ولاء هذه المليشيا لإيران ومشروعها التوسعي في المنطقة، وكذلك معارضة تركيا لوجود هذه المليشيا في إطار صراعها مع إيران على النفوذ في العراق.
واضاف الفياض، أن "الحشد الشعبي سيكون مستقبلاً في المكان الذي تريده القيادة السياسة ومصلحة البلاد".
وسبق أن تباهت مليشيا الحشد بأنه أصبح لها مصانع للسلاح في العراق، تنتج أسلحة غير موجودة مع الجيش العراقي الرسمي، كما أعلنت عن تأسيس كليات عسكرية؛ ما يؤشر إلى أنها ستغالب الجيش العراقي في دوره، وربما تتعداه وتكون القوى العسكرية الأولى في البلاد على غرار دور مليشيا الحرس الثوري الإيراني في إيران.
ولطمأنة من يحذر من عواقب تمدد هذه المليشيا في الأراضي العراقية، قال فياض، إن "مشاركة المكون السني وأبناء المناطق المحتلة من داعش في الحرب كانت مهمة جداً".
وتكونت مليشيا الحشد الشعبي يونيو/ حزيران 2014 فور ما تردد عن الاجتياح السريع والسهل لعناصر داعش لمدينة الموصل وشمال العراق، وأعلنت أن هدفها دعم الجيش العراقي في "تحرير" العراق من التنظيم الإرهابي.
وحينها تشكلت تلك المليشيا من ميليشيات قديمة مثل "عصائب أهل الحق" و"فيلق بدر" وانضمت لها مليشيات جديدة تشكلت بعد ظهور داعش، ومعظم المنضمين من الشيعة، وإن كان تم فتح الباب أمام المكونات الأخرى في العراق لإبعاد صفة الطائفية والولاء لإيران عن المليشيا.
غير أن تصريحات قادة الحشد، وخاصة أبو مهدي المهندس، نائب رئيس المليشيا، وقيس الخزعلي قائد "عصائب أهل الحق" بالولاء التام لإيران ومرشد ثورتها علي خامنئي ومشروعهم التوسعي في المنطقة أطاحت بجهودهم في التغطية على الهدف النهائي لهذه المليشيا.
وفي الأسابيع الأخيرة بدأت مليشيا الحشد لا تتحرج في الكشف عن هذا الهدف، وهو دعم التوسع الإيراني عبر فتح الحدود بين سوريا والعراق؛ ما يساعد في تنفيذ مشروع إيران عمل ممر بري يمتد من طهران ويمر بشمال العراق ويشق طريقه داخل سوريا وصولاً إلى اللاذقية ودمشق ثم ينزل جنوبا إلى لبنان، لتكون كل هذه المساحة الجغرافية تحت سيطرة طهران، تحرك فيها إمداداتها الاقتصادية والعسكرية لحلفائها ومليشياتها بحرية، ويضمن لها المشاركة في القرار السياسي لهذه الدول.
والكثير من قادة المليشيا، وخاصة أبو مهدي المهندس والهادي العامري شاركوا في حرب الخليج الأولى بأن وقفوا إلى جانب إيران ضد بلدهم العراق.
ويقود ويدرب مليشيا الحشد الشعبي فعلياً قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس هو المسؤول عن تشكيل وتدريب الميليشيات خارج إيران، لتنفذ عمليات في بلدان المنطقة مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان، كي تُحول الأمور في تلك البلدان لصالح إيران.