مليشيا الحشد تدخل مرحلة تصنيع السلاح.. فماذا تجهز للعراق؟
مليشيا الحشد الشعبي تأخذ لنفسها أدوارا كانت قاصرة على الجيش النظامي؛ ما ينبئ بأنها قد تحل محله في العديد من مناطق العراق
أعلنت "فرقة العباس القتالية"، إحدى فصائل مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران، أن الحشد أنتج راجمة صواريخ في سابقة هي الأولى في العراق.
وتأتي هذه الخطوة الجديدة لتزيد الاحتمالات بأن تلك المليشيا تخطط لأن يعلو دورها فوق دور الجيش العراقي؛ حيث سبق وأعلنت أنها تعتزم فتح أكاديمية عسكرية وكلية أركان لتخريج دفعات من المقاتلين.
ووفق ما نقلته وكالة "الفرات نيوز"، الجمعة، فإن تصنيع تلك الراجمة تم في معامل مدينة البصرة، جنوب العراق، وأطلق على الراجمة "رعد-1"، وتمتاز بميزات قتالية عالية الجودة؛ لتضاف إلى سلسلة منظومتها الدفاعية والهجومية.
كما أشارت إلى أن هذه المنظومة تعد -بعد إجراء التجارب الميدانيّة عليها التي أثبتت نجاحها- من أفضل الأسلحة المصنعة محليا والمنافسة لمنظومات السلاح المستورد.
وبشيء من التفصيل قالت إن صواريخ الراجمة ذات محرّك من عيار "240 ملم"، بخلاف ما هو موجود في تشكيلات الحشد الشعبي التي اعتمدت على محرّكات الصواريخ الروسية عيار "122 ملم"، و"هذا يحدث لأول مرة في العراق"، وفقا للمصدر ذاته.
كما زودت برأس حربي هائل يبلغ 250 كجم، والراجمة تُثَبت على شاحنة إنترناشيونال مدرعة لحماية الطاقم من التعرضات على الطريق ومن شظايا المدفعية والهاونات، وهي من الشاحنات التعبوية التي تمكن الراجمة من حمل 8 صواريخ بالغة الثقف وترمي حمما تبلغ قوتها 2 طن، وتستغرق مدة رشق وإطلاق جميع الصواريخ الثمانية 16 ثانية تقريبا.
من جهةٍ أخرى أشارت المصادر ذاتها إلى أن "العمل على منظومة شهاب -وهي منظومةٌ أخرى- لا يزال مستمرا، وقد وصل إلى مراحله النهائيّة".
ويأتي هذا الإعلان عن تصنيع المليشيا للسلاح وآليات عسكرية بعد أيام من إعلان كريم النوري، القيادي في مليشيا الحشد، بداية مايو/أيار الجاري، أن الحشد يعتزم فتح أكاديمية عسكرية وكلية أركان لتخريج دفعات من المقاتلين.
ومتحججا بتهديدات تنظيم داعش الإرهابي قال إن "الحشد وجود أصيل في المنظومة الأمنية للبلد؛ لأنه ثروة أمنية لمستقبل العراق، ولا يمكن الاستغناء عنه في ظل الهجمة التكفيرية التي تجتاح المنطقة بأسرها".
وتنبئ هذه التحركات بأن مليشيا الحشد تعتزم أن يكون لها دور ثابت ودائم في العراق، ولا يرتبط الأمر فقط بمعركة الموصل أو طرد تنظيم داعش كما تم الإعلان عنه حين تأسيسها عام 2014.
وتأسست مليشيا الحشد الشعبي في 2014 بشكل مفاجئ عقب اجتياح مفاجئ أيضا من تنظيم داعش الإرهابي لعدة مدن كبرى بالعراق، من بينها الموصل، بسهولة وسرعة أثارتا علامات استفهام كبيرة حينها، وما إن كان تنظيم داعش مفتعلا ليكون مبررا لعمليات المليشيات المدعومة إيرانية في شمال البلاد.
ويقوم بتدريب هذه المليشيات المئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس، وذلك بشكل علني.
ورغم الانتهاكات التي وجهت لهذا المليشيات الطائفية بأنها تقوم بتغيير تركيبة السكان في بعض المناطق التي تسيطر عليها لصالح زيادة المكون الشيعي فيها، إلا أن الحكومة العراقية اعترفت رسميا بأن هذه المليشيا جزء من الجيش العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
ويسعى قادة مليشيا الحشد وإيران من ورائهم إلى تحويلها إلى المتحكم الأول في العراق على غرار نموذج مليشيا الحرس الثوري في إيران.