مليشيا الحشد الشعبي تكشف أوراق "معركة الحدود"
قيادي بمليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران يتحدث عن أهمية سيطرة المليشيا على الحدود مع سوريا وأنها معركة مصير لهم
كشفت تصريحات للقيادي في مليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران، عن أن وصول هذه المليشيا إلى الحدود العراقية-السورية في إطار معركة الموصل شمال البلاد هي معركة مصير بالنسبة لهم.
وروى القيادي في مليشيا الحشد، هادي العامري، في حوار مع موقع "السومرية نيوز" العراقي نشره مساء الخميس ما وصفها بـ"معركة الحدود" ضد تنظيم داعش.
وقال إن "ضمان أمن العراق" بانتهاء هذه المعركة التي وصفها بـ"المعقدة".
وتبدو عبارة "ضمان أمن العراق" أضيق من المساحة الأوسع التي تتحرك فيها مليشيا الحشد المدعومة من إيران والخاضعة لتدريبات وتوجيهات من مليشيا الحرس الثوري الإيرانية والقيادي بها قاسم سليماني، وتستهدف السيطرة على مناطق واسعة من شمال العراق لخدمة التوسع الإيراني.
وعن سبب تسميتها بـ"معركة الحدود" قال: "لأننا نعتقد أنه بالسيطرة على الحدود ممكن أن نضمن أمن العراق"، وأنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين "وتتكرر مأساة ما حصل في 9 يونيو/حزيران 2014"، في إشارة إلى اجتياح تنظيم داعش للحدود والدخول إلى الموصل.
ووصفها بأنها "معركة معقدة"؛ لأنه لا توجد طرق وإنما مناطق ترابية.
كذلك أرجع "التعقيد" إلى "أننا نواجه العدو المسلح بأنواع الأسلحة وخصوصا تلك التي جاءت له عبر سوريا (...) القتال هنا كأنه قتال في سوريا، والإمكانات الموجودة نفسها التي توجد في سوريا، وهذه الأسلحة تم إيصالها إلى الجيش الحر في بداية الأمر، ووقعت الآن بالكامل بيد تنظيم داعش".
ومن بين تلك الأسلحة "انتشار السلاح الحراري الذي يستهدف الجهد الهندسي (...) المنطقة وعرة وبدون الجهد الهندسي لا يمكن أن نتقدم، ولذلك فقد شل عملنا في بداية المعركة".
وعن الهدف الأخير من هذه العمليات قال: "هدفنا غلق الحدود بشكل نهائي"، مضيفا: "أننا تمكنا من إكمال المرحلة الأولى، فيما ستنتهي بإذن الله المرحلتان الثانية والثالثة وصولا إلى الحدود مع سوريا".
ويأتي هذا في إطار خطة لمليشا الحشد الشعبي المدعومة من إيران للسيطرة على جميع المدن والقرى الممتدة ناحية الحدود السورية، وذلك لفتح جبهة أو منطقة مفتوحة بين العراق وسوريا تسهل حركة تلك المليشيات ومن ورائها إيران.
ومن أهم هذه المناطق بلدة الحضر (سيطر عليها الحشد بالفعل) وتلعفر (يجري تطويقها والسيطرة على القرى المحيطة) والقيروان (التي يجري الآن السيطرة عليها).
ومن اللافت للنظر أنه على الرغم من الحديث عن كثرة هذه المعارك وصعوبتها وسيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة، إلا أن عدد الصور التي تكشف عن وجود عناصر لداعش في تلك المناطق قليلة.
كما أن أعداد القتلى الذين يقال إنهم من عناصر داعش وتظهر في بعض الصور (بشكل نادر) لا تتناسب مع الأعداد المفترضة لتنظيم داعش.
وتتماشى تصريحات العامري مع تصريحات نائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي، أبومهدي المهندس، أواخر إبريل/نيسان الماضي، قال فيها صراحة، إن "الحدود السورية متاحة للحشد قد يذهب إليها اليوم أو غدا وفقا لمجريات المعركة".
كما توضح هذه التصريحات أن اقتحام مليشيا الحشد الشعبي لمعركة الموصل لم يكن الهدف منه تنظيم داعش الإرهابي بحد ذاته، ولكنه محطة من محطات فتح الطريق أمام المليشيات المدعومة من إيران للتوسع في شمال العراق وفرض وجودها، والزحف نحو الحدود السورية.
ويعني هذا فتح جبهة مفتوحة بين العراق وسوريا تحت سيطرة إيران، تسهل حركة القوات الإيرانية أو المليشيات العراقية المدعومة منها، وهو ما يؤكد خطة "الممر الإيراني الاستراتيجي" بين البلدين الذي كشفت عنه تقارير إعلامية واستخباراتية عدة في الأشهر القليلة الماضية.
وهذا الممر يمتد من بعقوبة في شرق العراق (على الحدود مع إيران) مرورا بالموصل ونينوى شمال العراق وعلى الحدود مع سوريا، وصولا إلى اللاذقية في غرب سوريا.
وكان الحشد الشعبي قد أعلن انطلاق عملية سماها "محمد رسول الله" في 28 إبريل/نيسان الماضي سيطر خلالها على قضاء الحضر والمدينة الأثرية فيه والمناطق والقرى المحيطة به، وفي 12 مايو/أيار الجاري أطلق عملية "محمد رسول الله الثانية" وهدفها السيطرة على القيروان والقرى المحيطة بها غرب مدينة تلعفر في محافظة نينوى.
وبعد استكمال هدفه في السيطرة على تلعفر الاستراتيجية القريبة من الحدود السورية، سيطلق عمليات أخرى وصولا إلى الحدود السورية، وربما ما بعدها.
كذلك من المتوقع أن تتوسع مليشيات الحشد الشعبي في السيطرة على مناطق شرق الموصل تجاه إقليم كردستان.
فقد صرح هادي العامري، بأن مقاتليه سيحررون جميع الأراضي التي احتلها تنظيم داعش "بغض النظر عن سكانها".
وفي إشارة إلى أن المقصود من هذا الكلام هو المناطق الكردية القريبة من الموصل، أضاف العامري أنه تحدث مع القيادات السياسية في إقليم كردستان للعمل باستعدادنا للعمل المشترك لتحرير هذه المنطقة، ولم نحصل على جواب.
وهذا الأسبوع طالب المسؤولون الكرد الحشد الشعبي بضرورة احترام حدود إقليم كردستان أثناء تقدم قواته في بلدة القيروان القريبة من الحدود السورية والواقعة إلى الجنوب من سنجار ذات الغالبية الأيزيدية.
وأثار تقدم الحشد الشعبي في تلك المنطقة مخاوف لدى الكرد من أن الفصائل الشيعية تريد أن تكسب موطئ قدم لها في مناطقهم؛ الأمر الذي قد يتسبب بمواجهة مباشرة.
ويعيد كل ذلك علامات استفهام كبرى ظهرت حين راقب العالم السهولة والسرعة التي اقتحم بها تنظيم داعش الموصل ومدنا أخرى بشمال العراق في 2014، والعلاقة بين هذا وبين الإعلان عن تشكيل الحشد الشعبي بحجة مساعدة الجيش العراقي ضد داعش.