القيروان بالموصل تتهاوى أمام "ممر إيران"
ميليشيا الحشد الشعبي في العراق والمدعومة من إيران تعلن أنها تقترب من استكمال السيطرة على القيروان كخطوة أساسية لفتح الطريق إلى سوريا
أعلنت ميليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران، الخميس، اقترابها من الحدود السورية بسيطرتها على عدد من القرى والمناطق في بلدة القيروان، شمال غرب الموصل العراقية، بشكل سريع وطرد تنظيم داعش الإرهابي منها.
ففي بيانات متلاحقة منشورة على موقع الحشد الإلكتروني جاء فيها أن ميليشيا الحشد عزلت وطوقت قرى تل بنات وتل قصب وباقي القرى الأيزيدية شمال ناحية القيروان القريبة من الحدود السورية تمهيدًا لاقتحامها.
ويأتي هذا ضمن عملية أسمتها ميليشيا الحشد بـ"عملية محمد رسول الله الثانية" والتي أطلقتها منذ أسبوع، وخصصتها للسيطرة على القيروان القريبة من تلعفر الاستراتيجية والتي تستهدف منها فتح الطريق للحدود السورية.
كما قال إعلام الحشد الشعبي إن قواته "حررت" قرية خمس تلول جنوب ناحية القيروان، فيما اقتربت من اقتحام مطار أثري.
وكذلك أعلن أن قوات اللواء الـ 14 في الحشد وفي نفس اليوم "حرر" قرية أدحيلة جنوب القيروان ورفع العلم العراقي فوقها، كما دمر طيران الجيش العراقي مقر قيادة داعش في قرية تل قصب شمال القيروان.
ويأتي هذا في إطار خطة لميليشا الحشد الشعبي المدعومة من إيران للسيطرة على كافة المدن والقرى الممتدة ناحية الحدود السورية، وذلك لفتح جبهة أو منطقة مفتوحة بين العراق وسوريا تسهل حركة تلك الميليشيات ومن ورائها إيران.
ومن أهم هذه المناطق بلدة الحضر (سيطر عليها الحشد بالفعل) وتلعفر (جاري تطويقها والسيطرة على القرى المحيطة) والقيروان (التي يجري الآن السيطرة عليها).
وفي ذلك قال الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، الأربعاء، في حوار مع قناة الميادين اللبنانية إنه "تم وضع خطط استراتيجية لتحرير المناطق مع الحدود السورية".
كما أشار إلى أن هذه الخطط بالتنسيق بين الجيش السوري والقوات العراقية، وأن تحرك الجانبين صوب الحدود من الناحيتين سيكون بتخطيط مسبق.
وطالب بـ"زيادة تفعيل غرفة بغداد خصوصاً مع تقدّم الجيش السوري باتجاه الحدود وكذلك تقدم القوات العراقية والحشد".
ونوه الأسدي بأن "أيام قليلة تفصلنا عن إعلان تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإجرامي".
وتتماشى هذه التصريحات مع تصريحات نائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، أواخر إبريل/نيسان الماضي، قال فيها صراحة، إن "الحدود السورية متاحة للحشد قد يذهب إليها اليوم أو غداً وفقاً لمجريات المعركة".
كما توضح هذه التصريحات أن اقتحام ميليشيا الحشد الشعبي لمعركة الموصل لم يكن الهدف منه تنظيم داعش الإرهابي بحد ذاته، ولكنه محطة من محطات فتح الطريق أمام الميليشيات المدعومة من إيران للتوسع في شمال العراق وفرض وجودها، والزحف نحو الحدود السورية.
ويعني هذا فتح جبهة مفتوحة بين العراق وسوريا تحت سيطرة إيران، تسهل حركة القوات الإيرانية أو المليشيات العراقية المدعومة منها، وهو ما يؤكد خطة "الممر الإيراني الاستراتيجي" بين البلدين الذي كشفته تقارير إعلامية واستخباراتية عدة في الأشهر القليلة الماضية.
وهذا الممر يمتد من بعقوبة في شرق العراق (على الحدود مع إيران) مروراً بالموصل ونينوى شمال العراق وعلى الحدود مع سوريا، وصولاً إلى اللاذقية في غرب سوريا.
ويعيد كل ذلك علامات استفهام كبرى ظهرت حين راقب العالم السهولة والسرعة التي اقتحم بها تنظيم داعش الموصل ومدنا أخرى بشمال العراق في 2014، والعلاقة بين هذا وبين الإعلان عن تشكيل الحشد الشعبي بحجة مساعدة الجيش العراقي ضد داعش.
ومن اللافت كذلك أن ميليشيات الحشد الشعبي قليلا ما تنشر صورا أو فيديو يخص وجود عناصر لداعش خلال معاركها التي تعلن عنها في الموصل وتلعفر وغيرها، في حين تنتشر صور احتفالات عناصر تلك الميليشيات في المناطق بالسيطرة عليها.
وهذه الصور القليلة لعدد قتلى داعش تتناقض مع سرعة سيطرة داعش على مدن كبرى في العراق مثل الموصل، وتمكنها من السيطرة عليها لأكثر من عامين رغم وجود قوات عراقية ودولية حولها، ما كان يوحي بأن أعدادهم لابد وأن تكون ضخمة.