ميليشيا عراقية تكشف هدف إيران من معركة الموصل
ميليشيا عصائب أهل الحق إحدى مكونات الحشد الشعبي التي كشفت تصريحات قادتها أن معركة الموصل جزء من مشروع الممر الإيراني بين سوريا والعراق
قالت ميليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية الطائفية المدعومة من إيران إن معركة الموصل هي جزء من مشروع تشكيل ما وصفه بـ"البدر الشيعي" وليس فقط الهلال الشيعي.
وفي كلمة ألقاها قيس الخزعلي، الأمين العام لميليشيا عصائب أهل الحق، وانتشرت مساء الأربعاء على الإنترنت أوضح أن تحركات الميليشيات الطائفية في كل من العراق وسوريا يأتي في إطار اكتمال تكوين القوات التي تمهد لعودة من وصفه بالمهدي المنتظر.
وقال في ذلك: "نحن في طريقنا، الموصل تكمل.. تلعفر تتحرر، وراوا وآنا وقائم تتحرر، ونصل إلى الحدود (يقصد حدود سوريا) وإخواننا من هناك من سوريا يصلون للحدود.. وإن كانوا يقولون هلال شيعي لا بل بدر شيعي".
وأشار الخزعلي بشكل خاص إلى ميليشيات الحرس الثوري في إيران وحزب الله في إيران وأنصار الله (الحوثي) والحشد المقدس وإخوة زينب وإخوانهم في العراق، مشيدًا بدورهم في تحقيق التوسع الإيراني.
وتوضح هذه التصريحات أن اقتحام ميليشيا الحشد الشعبي لمعركة الموصل لم يكن الهدف منه تنظيم داعش الإرهابي بحد ذاته، ولكنه محطة من محطات فتح الطريق أمام الميليشيات المدعومة من إيران للتوسع في شمال العراق وفرض وجودها، والزحف نحو الحدود السورية.
كما أن هذه التصريحات تعيد علامات استفهام كبرى ظهرت حين راقب العالم السهولة والسرعة التي اقتحم بها تنظيم داعش الموصل ومدنا أخرى بشمال العراق في 2014، والعلاقة بين هذا وبين الإعلان عن تشكيل الحشد الشعبي بحجة مساعدة الجيش العراقي ضد داعش.
ومن اللافت كذلك أن ميليشيات الحشد الشعبي نادرا ما تنشر صورا أو فيديو يخص وجود عناصر لداعش خلال معاركها التي تعلن عنها في الموصل وتلعفر وغيرها، في حين تنتشر صور احتفالات عناصر تلك الميليشيات في المناطق بالسيطرة عليها.
وأمس الأربعاء ظهر مؤشر لاقتراب اقتحام مليشيا الحشد الشعبي الحدود السورية، حين قال عبد الرحمن اللويزي، النائب عن محافظة نينوى، بشمال العراق، إن إحكام "الحشد" على الحدود العراقية السورية سيعمل على حسْم المعركة في غرب الموصل وكسر شوكة داعش فيها.
وجاءت تصريحات اللويزي متماشية مع تصريحات سابقة لنائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، أواخر إبريل/نيسان الماضي، قال فيها صراحة، إن "الحدود السورية متاحة للحشد قد يذهب إليها اليوم أو غداً وفقاً لمجريات المعركة".
ويعني هذا فتح جبهة مفتوحة بين العراق وسوريا تحت سيطرة إيران، تسهل حركة القوات الإيرانية أو المليشيات العراقية المدعومة منها، وهو ما يؤكد خطة "الممر الإيراني الاستراتيجي" بين البلدين الذي كشفته تقارير إعلامية واستخباراتية عدة في الأشهر القليلة الماضية.
وهذا الممر يمتد من بعقوبة في شرق العراق (على الحدود مع إيران) مروراً بالموصل ونينوى شمال العراق وعلى الحدود مع سوريا، وصولاً إلى اللاذقية في غرب سوريا.
وفي ذات اليوم الأربعاء أعلنت مليشيا الحشد الشعبي انطلاق عملياتها بشمال بعقوبة، بالاشتراك مع قوات الجيش والشرطة العراقيين، تحت ذريعة استهداف الخلايا النائمة لداعش.
وميليشيا عصائب أهل الحق فصيل منشق عن تيار مقتدى الصدر عام 2004، وانضوت تحت راية إيران، وأعلن جابر الرجبي ممثل تلك الميليشيا في إيران بالفعل مبايعته لمرشد إيران علي خامنئي خلال كلمة له في مدينة قم الإيرانية في 2014.
وتعمل تلك الميليشيا مثل كافة فصائل تحالف الحشد الشعبي تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني، وبالذات قاسم سليماني قائد فيلق القدس في هذا الحرس.
وسبق أن صرح نائب رئيس هيئة ميليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بأن سليماني يقود تقدم الميليشيات في غرب الموصل بطلب رسمي من الحكومة العراقية.
ويهدف الحشد الشعبي من السيطرة على الموصل فتح الطريق للسيطرة على تلعفر القريبة من الحدود مع سوريا، لتكون هذه المنطقة معبرا مفتوحا للقوات الإيرانية بين العراق وسوريا.