بالحصار واستطلاع الرأي.. ميليشيا الحشد تستعد للانقضاض على تلعفر
ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا تهيأ الرأي العام لاقتحامها تلعفر دون تنسيق كاف مع قوات التحالف المكلفة بمعركة الموصل
نشر موقع ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران استطلاعًا للرأي يطلب فيه رأي القراء حول ما إن كانوا يؤيدون "تحرير" بلدة تلعفر أولًا أم الانتظار لما بعد "تحرير" غرب الموصل العراقية.
وجاءت نتيجة الاستطلاع بتأييد إطلاق عملية اقتحام تلعفر، شمال غرب الموصل، بنسبة 82%، والرفض بنسبة 14%، وغير مهتم بنسبة 4%، وذلك حتى ظهر اليوم الأربعاء، وكان عدد المصوتين 152.
وإن كانت استطلاعات الرأي على المواقع الإخبارية والحزبية لا يعول عليها كثيرًا من الناحية العلمية، إلا أنها تكشف عن توجه من ميليشيات الحشد الشعبي إطلاقه ميليشياته نحو البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية في شمال العراق.
ويأتي هذا فيما أعلنت الميليشيات، الأربعاء، أنها أحبطت محاولة من داعش للتسلل إلى قرية عين الحصان في قضاء تلعفر.
وتحاصر ميليشيات الحشد الشعبي تلعفر في انتظار إطلاق صافرة الاقتحام.
وينبأ هذا بأنه مع اقتراب استكمال طرد القوات العراقية لداعش من غرب مدينة الموصل تستعد بلدة تلعفر لمعركة "إقليمية" حامية في إطار الصراع الإيراني التركي حول مناطق النفوذ في العراق.
ففي إبريل/نيسان الماضي أعلن نائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، أنه على أتم الاستعداد لاقتحام قضاء تلعفر، لطرد داعش منها "رغم الحساسية التي يبديها البعض تجاهنا"، لكن "يبقى القرار للقيادة العامة للقوات المسلحة وماذا تريد في هذا الجانب".
ويشير المهندس بـ"الحساسية التي يبديها البعض" إلى الرفض التركي لتوغل ميليشيات الحشد في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا، وخاصة تلك التي بها سكان تركمان تربطهم بتركيا روابط تاريخية.
وتلعفر ذات أهمية استراتيجية لتركيا كون أن بها غالبية من السكان التركمان، وذات أهمية استراتيجية لإيران لوجود سكان شيعة بها، كما أنها ذات أهمية استراتيجية للبلدين كونها قريبة من الحدود مع تركيا وسوريا؛ مما يجعلها نقطة انطلاق استراتيجية لأي عمليات حربية عبر الحدود.
كما يعود النزاع على تلك المناطق إلى النزاع التاريخي بين تركيا وإيران حول مناطق النفوذ في العراق عموما وشماله خصوصا.
والمعركة السياسية الإقليمية حول تلعفر تلفت النظر إلى أن الصراع مع "داعش" يعيد تشكيل العراق؛ إذ يمنح القوى ذات المطامع التاريخية في العراق فرصة لتوسيع نفوذها بداخله تحت غطاء محاربة تنظيم داعش.
ومن المناطق الهامة التي وقعت في يد ميليشيات الحشد الشعبي في البلدة القاعدة الجوية المعروفة باسم مطار تلعفر، والتي تقع على بعد نحو 100 كيلو متر غربي الحدود السورية.
وقال قادة الحشد من قبل إن قاعدة تلعفر ستصبح بمثابة موقع انطلاق لقتال الإرهابيين في سوريا، رغم أن قوات الحشد لا تخوض القتال في سوريا رسميا، لكن عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة بعضهم عراقيون وآخرون من باكستان وأفغانستان ولبنان، يحاربون هناك في صف الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من إيران.
وفي الجزء الثاني من معركة تحرير الموصل، والمتعلقة بتحرير الجانب الغربي منها والتي بدأت 19 فبراير/شباط الماضي، ظهرت ميليشيات الحشد الشعبي بقوة، ولكن بشكل منفرد عن العمل المباشر في مناطق محددة مع القوات العراقية.
وتتبع مليشيات الحشد الشعبي التي تشكلت في عام 2014 رسميا الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي وكانت ذريعة تشكيلها هي تحرير الموصل من يد تنظيم داعش الإرهابي.
وقوبل اعتراف الحكومة بهذه الميليشيات بغضب من بعض العراقيين، تخوفاً من أن تكون صورة للحرس الثوري الإيراني وصورة لحزب الله الشيعي، أي تحل محل الجيش الرسمي وتكون أداة في يد مرشد إيران.
وتشارك ميلشيات الحشد الشعبي مع القوات العراقية في عمليات طرد تنظيم داعش من الموصل، وسط اتهامات لها بأنها تقوم بكثير من العمليات بشكل منفرد دون تنسيق مع الحلفاء، وبأنها تقوم بإحلال سكان شيعة محل سكان سنة في المناطق التي يتم طرد داعش منها.
وفي عام 2016 تبرّأ الميجر جنرال جاري فوليسكاي، قائد القوات البرية التابعة للتحالف الدولي المشارك في المعركة ضد مقاتلي داعش، من ميليشيات الحشد الشعبي، قائلاً إن التحالف لا يدعمها.