"الحشد الشعبي" يسيطر على "الحضر" الأثرية بالموصل
مليشيات الحشد المدعومة من إيران تعلن السيطرة الكاملة على المدينة ذات الأهمية التاريخية والاستراتيجية والقريبة من الحدود مع سوريا
أعلنت القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران السيطرة الكاملة على قضاء الحضر، جنوب غرب الموصل بالعراق بعد 3 سنوات من احتلال تنظيم داعش الإرهابي له.
ويأتي هذا في اليوم الثالث لعملية "محمد رسول الله" التي شنتها مليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران لبسط سيطرتها على المدينة الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو.
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله: إن "قوات الحشد الشعبي حررت قضاء الحضر بالكامل وبوقت قياسي وخلال 48 ساعة، ورفعت العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
ونشرت مليشيات الحشد الشعبي صورا للقوات أثناء تجولها داخل الأحياء السكنية على موقعها الإلكتروني، مؤكدة في بيان مقتضب السيطرة "الكاملة" على المدينة، وبدء عمليات إزالة العبوات الناسفة وتفكيك الألغام من البيوت.
كما أعلنت المليشيات إجلاء أكثر من 5500 مدني من قضاء الحضر.
ولم تتضح أسباب الإجلاء أو الجهة التي ذهبوا إليها.
وكانت مليشيات الحشد الشعبي قد أعلنت، الأربعاء، استعادة موقع الحضر الأثري الواقع في منطقة صحراوية جنوب غرب الموصل.
واحتل داعش الحضر ضمن احتلال مدينة الموصل 2014، ثم تعرضت المدينة لتخريب متعمد على يد التنظيم في مارس/آذار عام 2015، حين قام بتجريف المدينة؛ ما يعني تحطيم أو نهب الكثير من آثارها، دمر بعض أكبر المباني فيها بالجرافات.
وقوبلj السهولة التي واجهها داعش في السيطرة على الموصل في فترة وجيزة بعلامات استفهام كثيرة، خاصة وأنه أعقبها على الفور الإعلان عن تشكيل ميليشيات الحشد الشعبي بدعم إيراني تحت ذريعة تحرير الموصل من داعش.
وسيطرة مليشيات الحشد الشعبي على الحضر تأتي ضمن تركيزها على منطقة جنوب غرب الموصل بهدف الوصول إلى بلدة تلعفر؛ باعتبارها بابا مفتوحا عبر مناطقها الصحراوية تسهل اقتحام هذه المليشيات للحدود السورية.
وإلى جانب الأهمية الاستراتيجية لمدينة الحضر لقربها من الحدود مع سوريا، فإن لها أهمية أثرية تثير شهية دول وتنظيمات عدة، ومن بينها إيران.
وظهر ذلك بوضوح حين سارعت إيران لعرض "استضافة" الآثار العراقية المهددة عقب نشر تنظيم داعش فيديوهات لقيام بتحطيم ما قال إنها آثار الموصل.
وقال محمد حسن طالبيان، المسؤول البارز في منظمة التراث الثقافي الإيرانية وقتها، إن طهران بعثت رسائل إلى اليونسكو ومسؤولين عراقيين، أعربت فيها عن استعدادها لاستضافة آثار عراقية قديمة معرضة للخطر.
وتذرعت إيران بأنها "تشعر بأنها ملزمة بحماية الآثار التاريخية العراقية"؛ كون العراق جارا تتقاسم معه تاريخا مشتركا" بحسب ما نشرته وكالة "فارس" الإيرانية.
وأبدت بعض التقارير الإعلامية مخاوفها من أن تكون آثار مدينة الموصل قد تم نقلها إلى الخارج بطريقة سرية، خاصة أن بعض التماثيل التي ظهر في الفيديوهات أن داعش يحطمها تبدو غير أصلية.
والحضر يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهي مركز للقبائل العربية التي هاجرت إليها من الجزيرة العربية، وأقامت بها معابد وتماثيل ومقابر.
وازدهرت الحياة الحضارية في المدينة خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين، وعرفت باسم مملكة الحضر.
وعبر تاريخها كان لمدينة الحضر أهمية استراتيجية في السيطرة على الطرق المسالك البرية التجارية والعسكرية المحاذية لنهري دجلة والفرات، والتي تؤثر على حركة التجارة القادمة من الهند والجزيرة العربية إلى الأسواق الغربية.
وشهدت الحضر جولات من الحروب بين الإخمينيين الفرس وبين السلوقيين اليونانيين، وكذلك بين الفرس والرومان.