مليشيات ومعسكرات إيرانية بالموصل.. طائفية تهدد وحدة العراق
مع اقتراب حسم معركة تحرير غرب الموصل، تظهر مخاوف عديدة لدي العراقيين من استغلال إيران مشاركة الحشد الشعبي والتدخل بالعراق.
مع اقتراب القوات العراقية المدعومة بقوات التحالف الدولي من مهمة حسم معركة تحرير غرب الموصل، وطرد عناصر داعش الإرهابية خارج المدينة العراقية آخر معاقلهم وسيطرتهم في العراق، تظهر مخاوف عديدة لدي العراقيين من استغلال إيران مشاركة الحشد الشعبي ضمن القوات المتحالفة ضد داعش، وبسط سيطرتها على الموصل، وجعلها الطريق المؤدي إلى مناطق تواجدهم بالأراضي السورية.
ورغم نفي الحكومة العراقية المستمر لوجود قوات للحرس الثوري الإيراني بالعراق بشكل عام والموصل تحديدًا، ظهرت تقارير إعلامية خلال الفترة الماضية تشير إلى استغلال الحرس الثوري الإيراني لكيان الحشد الشعبي والدخول إلى غرب الموصل واتخاذ مقار عديدة لها، كمحاولة لبسط النفوذ والسيطرة على المدينة العراقية لأهمية موقعها الاستراتيجي وتاريخها السياسي.
وأشارت التقارير نفسها إلى متابعة نشاط وتحرك لكتيبة " فيلق القدس" التابعة لمجموعة الحرس الثوري الإيراني في الجانب الغربي من الموصل عبر مقرات ومواقع اتخذها الحرس بالموصل، لمد طريق بري مشترك بين المدينة العراقية والمدن السورية كجزء من التدخل الإيراني في العراق واستكمال دورها في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسوريا.
مقرات سياسية وعسكرية لمليشيات الحشد الشعبي كانت هي الثغرة التي لجأت لها إيران لإثبات الوجود بالعراق، فضلًا عن وجود عناصر مسلحة إيرانية تابعة للحرس الثوري بشكل دائم داخل هذه المكاتب، لتقديم الدعم المادي والعسكري من أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة لعناصر الحشد وكتائب الأسد عبر الحدود العراقية السورية.
وتزداد المخاوف لدي العراقيين مع استمرار نفي الحكومة العرقية لتوغل نفوذ إيران بالموصل، خاصة مع اقتراب موعد تحرير غبر الموصل من أيدي داعش التي أعلنت عنه الحكومة بنهاية شهر مايو/ آيار الجاري، والانتقال لمرحلة رسم شكل الحكومة وتوزيع المقاعد البرلمانية عن دوائر الموصل.
إيران تهدد وحدة العراق
وتعددت أشكال التدخل الإيراني المهددة لوحدة وتماسك المجتمع العراقي، ففي بداية العام الجاري وتحديدًا في 5 فبراير/ شباط الماضي، ظهرت تقارير من داخل إيران تفيد بانخفاض أعداد قوات الحرس الثوري الإيراني المشارك بالحرب بالعراق إلى 5 آلاف مقاتل من كتيبة " دافعي الحرم"، وهي نفس الكتيبة التي نسبت لها تقارير أخري ارتكاب عدة جرائم طائفية بحق العراقيين خلال معركة شرق الموصل.
وخلال هذه الفترة لقي أكثر من 70 مقاتل إيراني مصرعهم، ما بين مقاتلين في مناصب قيادات عسكرية ومستشارين لأمور لوجستية ومقربين من قادة بالحرس الإيراني، ما يؤكد على تواجد الحرس الإيراني داخل العراق بقيادات وأسلحة، الأمر الذي حرص رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي على نفيه تكراره مرددًا عبارة " لا وجود لأي قوات غير عراقية بالمعركة".
وقبل بدء معركة تحرير شرق الموصل في الـ 19 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دعم الحرس الثوري الإيراني دخول قوات وميلشيات تابعه له كبداية لدخول قيادات عسكرية وسياسية من الحرش الثوري إلى قلب معركة تحرير الموصل، من أجل بسط نفوذ المليشيات المتطرفة بنشر قوات وكتائب مليشيات الحشد الشعبي بشكل أكبر في الحرب، كتمهيد للسيطرة على المدينة العراقية سياسيًا وعسكريًا بعد تراجع داعش الإرهابي.
معركة تلعفر.. النفوذ الإيراني ممتد
وفي الوقت نغسه، تستعد القوات العراقية وبالأخص الحشد الشعبي المدعومة من إيران لمعركة تحرير مدينة تلعفر، التي تعد منطقة صراع قوية بين إيران وتركيا لبسط السيطرة والنفوذ بالعراق.
وتعد تلعفر ذات أهمية استراتيجية لقوات الحرس الثوري الإيراني لكون أغلبية سكانها من الشيعة، ولموقعها الهام مع الحدود التركية والحدود السورية، فهي تعد نافذة وبوابة لانطلاق واندلاع الحروب وتأمين طريق الإمدادات والمعدات والأسلحة لعناصر إيران الطائفية.
وتمتد مخاوف العراقيين بشأن معركة تلعفر، وحدوث انقسام بين صفوف أبناء العراق، وممارسات الحرس الثوري الإيراني من الانتقام من سنة العراق، مستهدفين السيطرة على المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية، وكسب المعركة لصالحهم ضد تركيا التي تحاول هي الأخرى من ناحية لبسط نفوذها على الحدود العراقية التركية من خلال المدينة.
كما ذكرت بعض المصادر العراقية إلى تنفيذ الحشد الشعبي تعليمات إيرانية بالانفراد بالمعركة، وطرد عناصر لداعش وإجلاء السكان المدنيين لمناطق بالمدينة العراقية، وتسكين سكان شيعة بدلًا من السكان الأصليين بهدف تغيير الطبيعة الديموغرافية للعراق.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA== جزيرة ام اند امز