الحشد الشعبي يتقدم سريعا نحو البعاج العراقية.. فأين داعش؟
ميليشيات الحشد أعلنت السيطرة على قريتين وطريق رئيسي في الساعات الأولى من بدء عملية البعاج في سرعة تثير التساؤل حول حقيقة قوة داعش
بوتيرة متسارعة أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران، الخميس، عن سيطرتها على عدد من القرى والطرق قرب بلدة البعاج بشمال غرب العراق في طريقها إلى اقتحام الحدود السورية.
وتقع بلدة البعاج غرب الموصل وكذلك غرب بلدة القيروان التي أتم الحشد السيطرة عليها.
فعلى موقعها الإلكتروني قالت ميليشيا الحشد إنها "حررت" قرية قبة الوهي شمال شرق القيروان من سيطرة تنظيم داعش على يد اللواء 11.
وأضافت أن هذا التقدم لميليشيا الحشد يأتي "وفق الخطط الأمنية لتحقيق أهدافها المرسومة غرب الموصل".
كما أعلنت عن "تحرير" قرية أرفيع شمال شرق البعاج من سيطرة داعش أيضا.
وقطعت كذلك في ذات الوقت الطريق العام الرابط بين قرية الحاتمية وقرية كوجو شمال القيروان والذي وصفته بأنه أهم خطوط إمداد داعش في تلك المنطقة.
ويأتي هذا بعد ساعات قليلة من إطلاق ميليشيا الحشد ما أسمتها بالصفحة الثانية من عملية "محمد رسول الله الثانية" تحت شعار "شهداء سنجار" لما وصفته بتحرير ما تبقى من مناطق غربي القيروان والبعاج وصولا إلى الحدود مع سوريا.
وكانت ميليشيا الحشد أعلنت الثلاثاء إتمام سيطرتها على بلدة القيروان، وأن هدفها المقبل هو السيطرة على بلدة البعاج المحازية مباشرة للحدود مع سوريا.
وبدأت ميليشيات الحشد العملية التي أسمتها "محمد رسول الله الثانية " في 12 مايو/أيار الجاري بهدف السيطرة على بلدة القيروان ذات الموقع الاستراتيجي في الطريق ما بين غرب العراق والحدود السورية.
وتصف ميليشيا الحشد القيروان بأنها مركز قيادات النخبة لداعش، وأحد معاقله التي احتضنت زعيمه أبو بكر البغدادي لفترة طويلة، وتقول إن التنظيم حصنها لتكون المنطقة الأعقد بالجبهة الغربية لمدينة الموصل.
ويأتي هذا في إطار خطة لميليشا الحشد الشعبي المدعومة من إيران للسيطرة على كافة المدن والقرى الممتدة ناحية الحدود السورية، وذلك لفتح جبهة أو منطقة مفتوحة بين العراق وسوريا تسهل حركة تلك الميليشيات ومن ورائها إيران.
ومن أهم هذه المناطق بلدة الحضر (سيطر عليها الحشد بالفعل) والقيروان (تم السيطرة عليها) وتلعفر (جاري تطويقها والسيطرة على القرى المحيطة).
وفي ذلك قال الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، في وقت سابق، في حوار مع قناة الميادين اللبنانية إنه "تم وضع خطط استراتيجية لتحرير المناطق مع الحدود السورية".
ويأتي سهولة وسرعة سيطرة ميليشيا الحشد على بلدات ومناطق وصفتها سابقا بأنها "مواقع استراتيجية" لداعش ليثير التساؤل مجددا حول حقيقة قوة داعش المعلن عنها إعلاميا، بل وحقيقة عددها أو حتى وجودها من الأصل في بعض المناطق.
وفي وقت سابق ظهرت علامات استفهام كبرى حين راقب العالم السهولة والسرعة التي قيل إن تنظيم داعش اقتحم بها الموصل ومدنا أخرى بشمال العراق في 2014، والعلاقة بين هذا وبين الإعلان عن تشكيل الحشد الشعبي بحجة مساعدة الجيش العراقي ضد داعش.
ومن اللافت كذلك أن ميليشيات الحشد الشعبي قليلا ما تنشر صورا أو فيديو يخص وجود عناصر لداعش خلال معاركها التي تعلن عنها في الموصل وتلعفر والقيروان وغيرها، في حين تنتشر صور احتفالات عناصر تلك الميليشيات في المناطق بالسيطرة عليها.
وهذه الصور القليلة لعدد قتلى داعش تتناقض مع سرعة سيطرة داعش على مدن كبرى في العراق مثل الموصل، وتمكنها من السيطرة عليها لأكثر من عامين رغم وجود قوات عراقية ودولية حولها، ما كان يوحي بأن أعدادهم لابد وأن تكون ضخمة.
وتوضح هذه التصريحات أن اقتحام ميليشيا الحشد الشعبي لمعركة الموصل لم يكن الهدف منه تنظيم داعش الإرهابي بحد ذاته، ولكنه محطة من محطات فتح الطريق أمام الميليشيات المدعومة من إيران للتوسع في شمال العراق وفرض وجودها، والزحف نحو الحدود السورية.
ويعني هذا فتح جبهة مفتوحة بين العراق وسوريا تحت سيطرة إيران، تسهل حركة القوات الإيرانية أو المليشيات العراقية المدعومة منها، وهو ما يؤكد خطة "الممر الإيراني الاستراتيجي" بين البلدين الذي كشفته تقارير إعلامية واستخباراتية عدة في الأشهر القليلة الماضية.
وهذا الممر يمتد من بعقوبة في شرق العراق (على الحدود مع إيران) مروراً بالموصل ونينوى شمال العراق وعلى الحدود مع سوريا، وصولاً إلى اللاذقية في غرب سوريا.