البعاج.. لماذا هي الهدف المقبل لميليشيا الحشد الشعبي؟
ميليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران تقترب أكثر من الحدود مع سوريا ما يتماشى مع خطة الممر الاستراتيجي الإيراني
كشفت ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران عن هدفها المقبل بعد إتمام سيطرتها على بلدة القيروان غرب الموصل بشمال العراق.
وفي تصريحات أبو مهدي المهندس، قائد ميليشيا الحشد، نشرها موقع الحشد الإلكتروني، الثلاثاء، قال إن الوجهة المقبلة لعمليات "محمد رسول الله الثانية" ستكون ما تبقى من الجبهة الغربية باتجاه بلدة البعاج والحدود السورية.
والبعاج تقع مباشرة على الحدود بين العراق وسوريا.
وتابع أنه "خلال الساعات القادمة ستشرع قواتنا بالصفحة الثانية من عمليات (محمد رسول الله الثانية) لتحقيق أهدافها المرسومة غرب الموصل".
وتتماشى هذه التصريحات مع تصريحات المهندس التي أدلى بها أواخر إبريل/نيسان الماضي، وقال فيها صراحة، إن "الحدود السورية متاحة للحشد قد يذهب إليها اليوم أو غداً وفقاً لمجريات المعركة".
وبدأت ميليشيات الحشد العملية التي أسمتها "محمد رسول الله الثانية " في 12 مايو/أيار الجاري بهدف السيطرة على بلدة القيروان ذات الموقع الاستراتيجي في الطريق ما بين غرب العراق والحدود السورية.
وتصف ميليشيا الحشد القيروان بأنها مركز قيادات النخبة لداعش، وأحد معاقله التي احتضنت زعيمه أبو بكر البغدادي لفترة طويلة، وتقول إن التنظيم حصنها لتكون المنطقة الأعقد بالجبهة الغربية لمدينة الموصل.
كما تصف ميليشيات الحشد عملية السيطرة على القيروان والتي تصفها بـ"تحرير القيروان" بأنها "رهان أكبر" للحشد في خوض مواجهات من نوع جديد مع داعش في جوف الليل.
ويأتي هذا في إطار خطة لميليشا الحشد الشعبي المدعومة من إيران للسيطرة على كافة المدن والقرى الممتدة ناحية الحدود السورية، وذلك لفتح جبهة أو منطقة مفتوحة بين العراق وسوريا تسهل حركة تلك الميليشيات ومن ورائها إيران.
ومن أهم هذه المناطق بلدة الحضر (سيطر عليها الحشد بالفعل) والقيروان (تم السيطرة عليها) وتلعفر (جاري تطويقها والسيطرة على القرى المحيطة).
وفي ذلك قال الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، في وقت سابق، في حوار مع قناة الميادين اللبنانية إنه "تم وضع خطط استراتيجية لتحرير المناطق مع الحدود السورية".
كما أشار إلى أن هذه الخطط بالتنسيق بين الجيش السوري والقوات العراقية، وأن تحرك الجانبين صوب الحدود من الناحيتين سيكون بتخطيط مسبق.
وتوضح هذه التصريحات والتحركات أن اقتحام ميليشيا الحشد الشعبي لمعركة الموصل لم يكن الهدف منه تنظيم داعش الإرهابي بحد ذاته، ولكنه محطة من محطات فتح الطريق أمام الميليشيات المدعومة من إيران للتوسع في شمال العراق وفرض وجودها، والزحف نحو الحدود السورية.
ويعني هذا فتح جبهة مفتوحة بين العراق وسوريا تحت سيطرة إيران، تسهل حركة القوات الإيرانية أو المليشيات العراقية المدعومة منها، وهو ما يؤكد خطة "الممر الإيراني الاستراتيجي" بين البلدين الذي كشفته تقارير إعلامية واستخباراتية عدة في الأشهر القليلة الماضية.
وهذا الممر يمتد من بعقوبة في شرق العراق (على الحدود مع إيران) مروراً بالموصل ونينوى شمال العراق وعلى الحدود مع سوريا، وصولاً إلى اللاذقية في غرب سوريا.
وتشكلت ميليشيا الحشد الشعبي بشكل مفاجئ عقب السيطرة السريعة والمفاجئة أيضا لتنظيم داعش على عدة مدن شمال العراق، أهمها الموصل، في 2014.
وجاء تشكيل الميليشيا بناء على فتوى "الجهاد الكفائي" التي أخرجها المرجعية الشيعية السيستاني ودعا فيها العراقيين للكفاح المسلح ضد داعش، وانضمت ميليشيا الحشد لمعركة تحرير الموصل تحت دعوى دعم الجيش العراقي، ولكنها مع مرور الوقت باتت تعمل بشكل يوازي الجيش العراقي، وتم اعتبارها من القوات التابعة للجيش وسط انتقادات من عدة مكونات عراقية لهذا الأمر، خاصة وأنها تعمل تحت إمرة وتوجيهات قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وسبق أن قال أبو مهدي المهندس، قائد ميليشيا الحشد الشعبي، في مقابلة مع تلفزيون أفق الإيراني في أبريل/نيسان الماضي إنه يفخر بأنه جندي لدى سليماني داعيا لدفنه في إيران وليس العراق .
وقال إن الجهاد بالنسبة له ترفيها وإن "جهاده" امتد من العمل ضد النظام العراقي (في عهد صدام حسين) والقتال مع إيران ضد العراق (في حرب الخليج الأولى) إلى التفجيرات في الكويت وحتى العمليات مع إيران ضد منظمة مجاهدي خلق المعارضة.
وهو يتقن اللغة الفارسية التي كان يتحدث بها للقناة الإيرانية. ويقول إنه اتقنها لأنها لغة "الثورة "، في إشارة إلى ثورة الخميني 1979 والتي تهدف إلى بسط النفوذ الإيراني على المنطقة.