مليشيا الحشد الشعبي تعلن حجم "مكاسبها" من أرض العراق
مليشيا الحشد أعلنت أرقاما تخص عدد المدن والقرى والأقضية والمطارات والقواعد العسكرية التي استولت عليها، إضافة إلى مساحة الحدود مع سوريا.
كشفت مليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران عن الأراضي والبلدات التي استولت عليها في العراق منذ تأسيسها عام 2014 وحتى الآن.
وقال أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للمليشيا، الأربعاء، إن الحشد "حرر" 983 قرية و16 ناحية، و8 أقضية، و7 مطارات، و7 قواعد ومعسكرات، فضلاً عن مدن مهمة مثل الحضر الأثرية".
كما تحدث عن سيطرة مليشيا الحشد على الحدود بين العراق وسوريا، قائلاً إن الحشد متواجد في خطوط تمتد لـ1500 كم طولي، وأنه "حرر" ما لا يقل عن 25 ألف كم مربع.
واحتفلت مليشيا الحشد بوصولها قبل أيام إلى قرب معبر الوليد (الشهير باسم التنف من الناحية السورية) عند زاوية الحدود السورية.
وعن رواتب الحشد، قال إن ثلاث أرباعها يأتي من مستقطعات الموظفين في الدولة والربع الآخر من الحكومة.
وتأسست مليشيا الحشد من مليشيات معظمها شيعية في يونيو/حزيران 2014 بناء على فتوى من المرجع الشيعي على السيستاني باسم "الجهاد الكفائي" دعت كل قادر على حمل السلاح إلى محاربة تنظيم داعش عقب ما تردد عن اجتياحه المثير للتساؤلات لشمال العراق.
وجاءت فكرة الحشد الشعبي (حشد المدنيين لحمل السلاح وليكونوا قوة عسكرية رديفة للقوات الحكومية) من فكرة الباسيج في إيران، التي أسسها مرشد ثورة إيران الخميني.
وفي العراق تشكلت هذه المليشيات "التطوعية" من المدنيين بعيداً عن سلطة الجيش عند سقوط العراق في يد الاحتلال الأمريكي 2003، حيث رفعت مكونات عراقية سنية وشيعية شعارات محاربة الاحتلال كحجة لتشكيل المليشيات، ومن وقتها ظهرت وتفشت ظاهرة التفجيرات في أسواق ومساجد وأحياء العراق.
وعند اجتياح داعش للعراق يونيو/حزيران 2014 وسيطرته على ثلثه في قت قياسي مثير للتساؤل، ومع انسحاب غامض للقوات العراقية من شمال ووسط العراق وقت اجتياح داعش له، ظهرت دعوات لحشد الناس لحمل السلاح تحت ستارة محاربة داعش، فالتئمت عدة مليشيات قديمة مع مليشيات جديدة تشكلت تحت اسم "الحشد الشعبي" يدربها بشكل علني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بمليشيات الحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن المشروع التوسعي الإيراني المسلح بالخارج.
وبسرعة مثيرة للتساؤلات أيضاً استطاعت هذه المليشيا السيطرة على القرى والبلدات التي قيل إن داعش استولى عليها، وسط اتهامات لها بأنها تقوم بتغيير التركيبة السكانية لصالح الشيعة ووافدين من الخارج.
كما ارتبط هذا الأمر بالحديث عن أن المليشيا تنفذ خطة إيران لعمل ممر بري يمتد من طهران ويمر بشمال العراق ويشق طريقه في شمال سوريا حتى اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط، لتسهيل التحركات الإيرانية والعسكرية بين الدول الثلاث بأرخص التكاليف وبعيداً عن الرصد الدولي.
والبلدات والقرى والمناطق التي أعلن أبو مهدي المهندس عن سيطرة مليشيا الحشد عليها، تقع على طول هذا الممر في العراق وحتى الحدود مع سوريا.
وهذا الأسبوع تم الإعلان عن البدء في تشغيل هذا الممر فعلياً ومرور الحافلات عليه عبوراً من إيران والعراق إلى سوريا، وذلك بعد وصول مليشيا الحشد إلى قرب معبر الوليد (التنف)، في الوقت الذي أعلنت مليشيا "لواء فاطميون" بقيادة قاسم سليماني وصولها إلى الحدود من الناحية الأخرى من داخل سوريا، لتلتقي بمليشيا الحشد الشعبي، وأقام سليماني الصلاة بـ"فاطميون" عند الحدود، كعلامة على تحقيق تقدم في مشروع إيران التوسعي الاحتلالي.