4 مؤشرت لتورط داعش في دعم الممر البري الإيراني
ما ظهر داعش في مكان إلا وظهرت المليشيات الطائفية المدعومة من إيران بحجة محاربته، فيما أظهرت الأحداث التوافق بين الجانبين
"إن الحدود السورية متاحة للحشد قد يذهب إليها اليوم أو غدًا وفقًا لمجريات المعركة".. بهذا التصريح أعلن نائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران أبو مهدي المهندس، بشكل صريح، خطة النظام الإيراني لفرض سيطرته على الحدود العراقية والسورية.
وهذه الخطة لبسط النفوذ على المنطقة بوجود كيانات طائفية مثل حزب الله بسوريا والحشد الشعبي بالعراق تهدف في الأصل إلى السيطرة على طرق وممرات كحلقة وصل تمتد من إيران وحتى سوريا مرورا بالعراق.
وجاء تصريح الأمين العام لمليشيات عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، متوافقًا تمامًا مع تصريحات نائب الحشد الشعبي، بشأن مشروع إيراني التوسعي، قائلًا "عمليات المليشيات في كل من العراق وسوريا تأتي ضمن إطار الخطة لاكتمال تكوين القوات لتمهيد الطريق أمام الحرس الثوري الإيراني بالمنطقة".
ومنذ 1979 تخطط مليشيات الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ ممر بري يصبح طريق استراتيجي مفتوح يربط بين مليشيات النظام الإيراني في طهران وعناصره الداعمة له في العراق وسوريا.
ولكن باتت الفرصة سانحة لنظام الملالي لتنفيذ خطته التوسعية ونظرية الهيمنة على دول الشرق الأوسط، في ظل وجود مليشيات الحشد الشعبي ببعض المدن العراقية وتمددها مع ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي في يونيو/ حزيران 2014.
وعند تأمل المشهد بالعراق وسوريا، يلاحظ توافق عناصر الحشد الشعبي مع الفكر الإرهابي المتطرف الذي يتباه داعش وتحركاته، ليشير الأمر لأكثر من دليل يؤكد تورط داعش في فتح الطريق أمام إيران وتسهيل بناء الممر الإيراني الواصل بين طهران والعراق وسوريا.
داعش.. مبرر لوجود الحشد الشعبي
وبالرغم من أن تاريخ تأسيس المليشيات الطائفية المدعومة في إيران بالعراق يعود إلى عام 2003، حين سقطت العراق في يد الاحتلال الأمريكي، إلا أن ظهور داعش دعم هذه المليشيات بإعطائها "شرعية" وأسهم في تكوين مليشيات جديدة تحت شعار مساعدة الجيش العراقي في محاربة داعش.
واندمجت تحت اسم "الحشد الشعبي" بمباركة من فتوى "الجهاد الكفائي" للمرجع الشيعي علي السيستاني.
وظهر التوافق بين الحشد الشعبي وداعش في فتح الحشد الشعبي الطرق والممرات أمام عناصر ومقاتلي التنظيم الإرهابي ليبسط سيطرته بشكل سريع ومفاجئ على المدن الكبرى كـ الموصل، والأنبار، وتكريت، 2014 وهي مساحة تشكل ثلث العراق، بالرغم من قلة العدة والعتاد لداعش مقارنة بالجيش العراقي.
وبالرغم من اجيتاح عناصر الحشد الشعبي لنفس المدن التي اجتاحها داعش تحت ستار "تحريرها"، ورغم إعلانه المستمر عن "تحرير" معظم هذه المدن، إلا أنه لا ينشر صورا أو فيديوها تدل على وجود قتلى أو أسرى من داعش، أو تُظهر اشتباكا مباشرا بين الحشد الشعبي وداعش إلا نادرا، ما يؤكد أكاذيب حرب الحشد ضد ما يسمى بداعش، ويثير علامات استفهام حول ماهية داعش من الأساس.
ويعد تبادل المصالح والتوافق هو الدليل الأول لتورط داعش في فتح الطريق أمام الممر الإيراني، عن طريق منح الحشد الشعبي الموالي للحرس الثوري الإيراني مبررا أمام كافة القيادات العراقية للتواجد بالمنطقة، ووسيلتهم لتنفيذ الخطة التوسعية لنظام الملالي.
داعش داعم للحرس الثوري الإيراني
والرجوع بالزمن لـ 6 سنوات، نجد أن كل المحاولات الإيرانية باتت بالفشل لتنفيذ خطتها التوسعية، ولكن تمكن إيران اليوم من فتح الممر الاستراتيجي في خطوات سريعة بالتزامن مع الوجود السريع والسهل أيضا لداعش في شمال العراق وشمال سوريا يؤشر لوجود علاقة عضوية بين وجود داعش وبين مشروع الممر.
وتفصيلا يمتد الممر من طهران، ليمر في العراق شمالًا بداية من بعقوبة بمحافظة ديالي، ويمتد طريقه عبر محافظة نينوي التي تعد الموصل مركزها، ثم يخترق الحدود السورية ويشق طريقه في الشمال حتى يصل للبحر المتوسط عند مدينة اللاذقية السورية،
تغيير مسار الممر.. السر في داعش
ولكن المسار الحالي المقرر أن يتخذه الممر الإيراني لم يكن هو الطريق المحدد منذ بداية خطة الخميني لبسط نفوذه بالمنطقة.
فقد بدأت إيران في تغير مسار الممر البري الذي تستخدمه للوصول لساحل البحر المتوسط، ونقل الممر الجديد لمسافة 140 ميلا جنوبًا مقارنة مع المسار القديم، لتبتعد عن مناطق مناطق تواجد الأكراد شمال شرق سوريا، وتلجأ لمدن لا تزال تحت سيطرة التنظيم الإرهابي كبلدة الميادين بريف دير الزور بسوريا، كدليل ومؤشر ثالث لدعم داعش الممر الإيراني.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الشهر الحالي، أوضحت أن التغييرات بالمسار بناءً على تعليمات من الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وقيادات بالحشد الشعبي، التي اختارت بعناية المدن والطرق المضمونة في يد حليفها الإرهابي داعش.
كما أشارت إلى أن مسار الممر الحالي يبدأ من مدينة جلولاء التابعة لقضاء خانقين ضمن محافظة ديالي، والاتجاه لمناطق جنوبي الموصل للشرقاط، والتحول شمالًا لتلعفر المحور الغربي الحدودي مع سوريا، دون العودة والمرور بسنجار، وهي مناطق قريبة من سيطرة داعش، ليسهل تشغيل الممر البري، ويمنح الحشد الشعبي حق التواجد في حربه المزيفة ضد الإرهاب.
التفجيرات والتركيبة السكانية.. خطة داعش والحشد
وتعد التفجيرات الإرهابية التي يعلن داعش مسؤوليته عنها مبرر قوي لوجود الحشد الشعبي الذراع العسكري لإيران بالعراق.
واعتمدت إيران على سلاح التفجيرات الإرهابية التي تشهدها العراق مؤخرًا بشكل مستمر، كمبرر لبناء الممر الاستراتيجي، وتأمين الطريق ما يمكنها من تقديم الدعم المباشر لحلفائها بسوريا والعراق، ونشر فكرها الإرهابي بالمنطقة والمليشيات المسلحة عن طريق البر الوسيلة الأسهل والأرخص مقارنة بطريق النقل الجوي، كمؤشر رابع لدعم داعش للممر.
ويمثل المسار للممر البري مسافات طويلة وأراضيَ شاسعة، ومناطق كانت تحت سيطرة داعش، وبعد طرد عناصره منها، سمح للحشد الشعبي أن يستوطنها لتمهيد الطريق أمام الممر، وتسهيل دخول الإيرانيين لهذه المدن، من خلال تغيير التركيبة السكانية للمناطق.
ويجري هذا التغيير عبْر منع عودة النازحين الفارين من خطر داعش إلى منازلهم مرة أخري، ليتضح أن تغيير التركيبة السكانية هي سياسية دنيئة بدأها داعش وسلم رايتها إلى حلفاء الحرس الثوري الإيراني بالمنطقة، لنشر النفوذ الإيراني عن طريق الممر الاستراتيجي.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA==
جزيرة ام اند امز