طائفية الحشد الشعبى تشوه ملامح قرى الموصل
فصائل الحشد الشعبي الطائفية عكفت على تغيير ملامح القرى التي حررتها جنوب غربي الموصل، وتحويلها إلى قواعد عسكرية.
خلال أكثر من شهر، أعقبت بداية معركة استعادة الموصل من تنظيم "داعش"، قامت فصائل الحشد الشعبي الطائفية بتطهير منطقة كبيرة جنوب غربي المدينة، عكف فيها على تغيير ملامح القرى التي كان يعيش بها أعداد قليلة من السنة، واستقرار قواته هناك.
وتمر المناطق التي استعادها الحشد الشعبي من "داعش" ومساحتها نحو 200 كيلو متر مربع، عبر معقل قاحل ذي كثافة سكانية منخفضة.
وتكسو تلك الطبيعة القاحلة الآن ملصقات للأئمتهم وقادة فصائلهم، كما ترفرف رايات الجماعات المختلفة التابعة للحشد الشعبي على جانب الطريق.
ويقطع الطريق الذي شقته الفصائل الطائفية قرى سنية مهجورة تحولت إلى قواعد للحشد الشعبي، الذي كتب أسماء كتائبه على جدران المباني ويخزن الدبابات والمدفعية وسيارات الهمفي هناك.
ثم يقطع الطريق الصحراء المفتوحة، حيث تضيء السيارات أنوارها الأمامية في وضح النهار حتى تظهر وسط الرمال وصولا إلى القاعدة الجوية التي تقع على بعد نحو 100 كيلو متر غربي الحدود السورية.
والقاعدة الجوية معروفة باسم مطار تلعفر، والذي قامت فصائل الحشد الشعبي بتطهيره من مقاتلي "داعش" منذ أيام قليلة، لتظهر فيه صور رموزهم ولآية الله علي خامنئي، وآية الله الخميني.
وشيد مطار تلعفر إبان عصر صدام حسين، واستخدمته القوات بقيادة الولايات المتحدة بعد الإطاحة به في 2003، ولم يتبق الكثير من المطار بعد سيطرة "داعش" عليه، فلا يزال هناك عدد من حظائر الطائرات ومدرج طائرات معطل.
ودمر كل ما هو دون ذلك إما خلال معركة السيطرة على القاعدة في 2014، أو قبل طرد الإرهابيين الذين دمروا كل ما تبقى لحرمان أعدائهم من استخدامه منذ أيام، وفقا لما قاله مقاتلو الحشد الشعبي.
لكن القاعدة الجوية تظل موطئ قدم استراتيجيا للحشد الشعبي التابع رسميا للحكومة العراقية، لكنه يضم إلى حد كبير فصائل تدعمها إيران وموالية لآية الله علي خامنئي.
وعلى أحد المباني القليلة التي لا تزال قائمة طمس المسيطرون الجدد على القاعدة الجوية، رسوما على الجدران تابعة لداعش، بوضع ملصق تكريما لشهدائهم وصور لخامنئي والخميني.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA==
جزيرة ام اند امز