"الحشد الشعبي" يحكم الحدود مع سوريا ويكشف وجهته المقبلة
مليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران تعلن سيطرتها الكاملة على الحدود العراقية مع سوريا؛ ما يفتح الطريق أمام الممر الإيراني
بعد ساعات قليلة من إعلانها السيطرة على قضاء البعاج الحدودية، قالت مليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران، الأحد، إنها باتت تسيطر على كامل الحدود العراقية مع سوريا تقريبا، خاصة بعد سيطرته على معبر الوليد "التنف".
وتعد هذه خطوة مهمة فيما سبق وأسماها القيادي في مليشيا الحشد، هادي العامري، بـ"معركة الحدود"، والتي تتضمن فتح الطريق أمام مشروع إيران التوسعي الذي يتضمن منطقة جغرافية مفتوحة تمتد من إيران حتى غرب سوريا.
وفي تصريحات صحفية نشرها موقع "سومرية نيوز"، قال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، الأحد، إن الحشد الشعبي سيتابع الإرهاب خارج العراق إذا كان يهدد الأراضي العراقية والأمن القومي العراقي.
وعن مدى سيطرة مليشياته على الحدود الطويلة مع سوريا قال إن "قوات الحشد الشعبي تمسك جميع الحدود العراقية حتى جنوب معبر الوليد بنحو 50 كم".
ومعبر الوليد هو الاسم العراقي للمعبر المشهور باسم التنف في سوريا، وهو يقع على زاوية الحدود بين العراق وسوريا والأردن، وُعلن أ،ه سيطر عليه تنظيم داعش 2015.
ويعد هذا تطورا خطيرا؛ نظرًا لأهمية هذه الحدود في الصراع الدولي الدائر على مناطق النفوذ في العراق وسوريا.
وفي محاولة لدرء المخاوف من مستقبل هذه الحدود في ظل سيطرة المليشيا عليها قال المهندس: "من المفترض أن تتواجد شرطة الحدود والجيش العراقي في هذه المنطقة".
غير أن هذا الأمر مشكوك فيه، فيما يخص من ستكون له الكلمة العليا في الحدود، خاصة أن مليشيا الحشد تقدم نفسها على أنها صاحبة النصر، وأنه دونها لكان تمكن تنظيم داعش من العراق.
وعن وجهة المليشيا بعد السيطرة على البعاج، قال المهندس: "ستتوجه إلى المناطق غير المطهرة مثل غرب نينوى في محيط قضاء البعاج لتطهير طريق الموصل تكريت، وشرق الشرقاط، وبعض مناطق بيجي وبعض المناطق التي يتواجد بها داعش في الأنبار".
واعتبر أن مهمة الحشد الشعبي كانت "قطع تلعفر عن الموصل وسوريا والأنبار، والاشتراك مع الشرطة العراقية والجيش في حصار غربي الموصل بمنطقة بادوش".
أما الآن "جئنا إلى الحدود لمحاصرته وتطويقه باتجاه تنظيف الحدود كاملة حتى تطهير ما تبقى بداخل العراق".
كما لفت إلى أنه في مرحلة لاحقة قد يتوجه الحشد إلى خارج العراق بقوله: "إننا سنتابع الإرهاب إذا كان خارج العراق (...) سنتابعه حتما إذا كان يهدد الأراضي العراقية والأمن القومي العراقي".
وسبق وأن قال المهندس في إبريل/نيسان الماضي إن "الحدود السورية متاحة للحشد قد يذهب إليها اليوم أو غداً وفقاً لمجريات المعركة".
وكانت قيادة الحشد الشعبي أعلنت، في وقت سابق اليوم الأحد، سيطرتها على قضاء البعاج غربي محافظة نينوى، وهو محاذٍ للحدود السورية، واصفة ذلك بأنه "إنجاز نوعي كبير".
وتوضح هذه التحركات والتصريحات أن اقتحام مليشيا الحشد الشعبي لمعركة الموصل وشمال العراق لم يكن الهدف منه تنظيم داعش بحد ذاته، ولكنه محطة من محطات فتح الطريق أمام المليشيات المدعومة من إيران للتوسع في شمال العراق وفرض وجودها، والزحف نحو الحدود السورية.
ويعني هذا فتح جبهة مفتوحة بين العراق وسوريا تحت سيطرة إيران، تسهل حركة القوات الإيرانية أو المليشيات العراقية المدعومة منها، وهو ما يؤكد خطة "الممر الإيراني الاستراتيجي" بين البلدين الذي كشفته تقارير إعلامية واستخباراتية عدة في الأشهر القليلة الماضية.
وهذا الممر يمتد من بعقوبة في شرق العراق (على الحدود مع إيران) مروراً بالموصل ونينوى شمال العراق وعلى الحدود مع سوريا ليخترقها ويعبرها وصولاً إلى اللاذقية في غرب سوريا؛ كي تكون كل تلك المساحة منطقة جغرافية مفتوحة تتحرك فيها إيران بحرية، وتحقق مشروعها للتوسع في المنطقة.
وتأسست مليشيا الحشد الشعبي 2014 بشكل مفاجئ عقب اجتياح مفاجئ أيضا من داعش لعدة مدن كبرى بالعراق، من بينها الموصل، بسهولة وسرعة أثارتا علامات استفهام كبيرة حينها، وما إن كان داعش مفتعلا ليكون مبررا لعمليات المليشيات المدعومة إيرانية في شمال البلاد.
ويقوم بتدريب هذه المليشيات المئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس، وذلك بشكل علني.