قاسم سليماني يستعرض مكاسبه في تخريب سوريا والعراق
قائد فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري يتحدث عما حققته مليشياته بإنشاء كيانات موالية لها بسوريا والعراق تحت غطاء محاربة داعش
أدلى قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيرانية بتصريحات كشفت بشكل أكثر وضوحا أهداف إيران من رعاية مليشيات في سوريا والعراق.
ففي كلمة ألقاها في حشد من المقاتلين السابقين في الحرب الإيرانية العراقية (1980- 1988) بمدينة كرمان جنوب شرق إيران، ونشرتها وكالة فارس الإيرانية، الثلاثاء، تحدث سليماني عن قيام إيران بصناعة ما وصفه بـ "جيش إسلامي" في العراق وباستغلال داعش في مضاعفة ما وصفها بقوة إيران وقدرتها على التحكم في سوريا.
وقال سليماني إن التصدي لتنظيم داعش "ضاعف عزة وقدرة إيران عشرات المرات".
وزعم أن ظهور داعش وتمدده في سوريا والعراق كان هدفه "شل قدرات إيران بهذه المؤامرات وأن تركع أمام هذه الفتنة المذهبية".
وقال سليماني هذا الأمر بالرغم من أن داعش لم يستهدف إيران بأي شكل من الأشكال طوال السنوات الثلاثة الماضية من ظهوره، إلا مؤخرا في عملية مزعومة استهدفت البرلمان الإيراني ومرقد الخميني بطهران، وهي العملية التي تثور شكوك كثيرة حول أن إيران افتعلتها لتقدم نفسها أمام العالم على أنها أيضا مستهدفة من الإرهاب وليست من الدول الراعية له.
وكاشفا عن الهدف الحقيقي لتدخل إيران في سوريا والعراق تحت زعم "محاربة" داعش قال قائد فيلق القدس إن "الجيش العراقي اليوم يطرح كجيش وطني وإسلامي قوي، والفضل في ذلك يعود إلى القوى الشبابية والتعبئة العامة".
وكلمة جيش إسلامي تشير بها إيران دائما إلى الجيوش التي تتبنى فكر ثورة الخميني الطائفية الاحتلالية.
وبموجب قانون مثير للجدل تم تمريره في البرلمان العراقي 2016 تم اعتبار مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق ضمن "مكونات" الجيش العراقي، وذلك بالرغم من أنه يقوم على تدريبها بشكل مباشر قاسم سليماني، وتعمل بشكل شبه مستقل.
وفيلق القدس الذي يقوده قاسم سليماني منذ 20 عاما مهمته الإشراف على تشكيل تيارات وجماعات موالية لإيران في الدول المستهدفة، سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا وآسيا وغيرها لتكون أذرع إيران التي تنفذ مشروعها التوسعي الاحتلالي لإحياء الإمبراطورية الفارسية.
ويبدأ هذا التشكيل بإغراء أبناء تلك الدول بالتشيع تحت زعم نصرة آل البيت والمظلومين في العالم، وبعد جمع عدد مناسب من المتشيعين يتم شحنهم ضد حكوماتهم بزعم أنها ديكتاتورية وخارجة عن الإسلام الصحيح، ثم تسليحهم وتدريبهم على حمل السلاح ضد دولهم تحت زعم تحريرها وضمها إلى "الصحوة الإسلامية" التي دعا لها الخميني.
ولإعطاء شرعية لتلك المنظمات أحيانا يتم تقديمها على أنها تحارب التنظيمات الإرهابية والتكفيرية مثلما تفعل مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق وسوريا.
وفيما يخص سوريا كشف سليماني عن النتائج التي حصدتها إيران من تدخلها في سوريا تحت زعم محاربة الإرهاب قائلا إنه "قبل أعوام لم تكن لنا صلات في سوريا سوى على عدد أصابع اليد من الأفراد والتيارات، في حين أن لنا اليوم صلات مع مئات الآلاف من الأفراد".
كما قال إن بعض الدول كانت تقول لإيران أن تكف عن التدخل في شئون سوريا، ولكنها الآن باتت ترحب بالوجود الإيراني، دون أن يسمى تلك الدول.
وتحدث سليماني عن أهداف إيران من استعراض القوة بالهجوم الصاروخي الذي شنته مليشيا الحرس الثوري الإيراني على مواقع في دير الزور بوسط سوريا، زعمت أنها مواقع لداعش.
وقال إن هذا الهجوم الصاروخي أثبت أن لإيران إرادة، وأظهر قدرة الحرس الثوري في إنتاج الصواريخ وتصويبها على خصوم إيران.
وإلى جانب الادعاء بمحاربة الإرهاب، فإن القضية الفلسطينية أداة أخرى من أدوات تجارة إيران بالدين، وأحد مبرراتها للتدخل في شؤون دول عربية بزعم مناصرة الإسلام وفلسطين.
وفي هذا الاتجاه قال سليماني إن القضية الفلسطينية "مهمة جدا"؛ لأن إحدى المبادرات "المهمة والقيمة" للخميني هي "جعل القضية الفلسطينية قضية مركزية في سياسات النظام".
وضمن الأنشطة التي تقوم بها إيران سنويًا لتنصيب نفسها المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، وتصويب سهام الهجوم على الدول العربية بزعم أنها تفرض في هذه القضية تنظيم ما سماه الخميني بيوم القدس العالمي.
وهذا اليوم لا تحبذ الكثير من دول المنطقة المشاركة فيه لعلمها بالأهداف الحقيقية لإيران من وراء تنظيمه؛ حيث تحوله إلى يوم مبايعة لمرشد إيران وثورتها.
وفي هذا قال سليماني إن بعض الدول العربية لم تكن تريد إحياء يوم القدس، واتهم دولا عربية وإسلامية بأنها "تحاصر" الشعب الفلسطيني وبأن البعض يسعى لسحب "راية فلسطين من يد إيران".