القوات العراقية تسيطر على معبر الوليد الحدودي مع سوريا
بيان القوات العراقية لم يُشِر إلى مليشيا الحشد الشعبي في السيطرة على الحدود، فيما سبق وأعلنت المليشيا سيطرتها عليها
أعلنت القوات العراقية، السبت، تحرير الشريط الحدودي مع سوريا والأردن بالكامل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد أيام من إعلان مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران سيطرتها على الحدود أيضا.
وقالت قيادة قوات الحدود إنها بتخطيط وإشراف قيادة العمليات المشتركة انطلقت بعملية واسعة باسم "الفجر الجديد"، لتحرير مناطق الشريط الحدودي في المنطقة الغربية، من 3 محاور، بحسب بيان أصدرته قيادة العمليات المشتركة، اليوم السبت.
كما أشارت القيادة إلى أن السيطرة على الحدود تضمنت السيطرة على معبر الوليد على الحدود مع سوريا والأردن.
ومعبر الوليد هو الاسم العراقي للمعبر المشهور باسم التنف في سوريا، وهو يقع على زاوية الحدود بين العراق وسوريا والأردن وأعلن تنظيم داعش السيطرة عليه 2015.
وعلى الناحية السورية من الحدود يشهد المعبر صراعا كبيرا للسيطرة عليه من جانب الجيش السوري الحكومي وفصائل المعارضة المسلحة.
وعن الجهات المشاركة في هذه العملية قالت القيادة، في بيانها، إنها بمشاركة قوات الحدود، والحشد العشائري، وإسناد طيران الجيش، وطيران التحالف الدولي.
ولم يشر البيان إلى مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران.
ولكن سبق أن أعلنت مليشيا الحشد الشعبي في أوائل يونيو/حزيران الجاري سيطرته على معظم الحدود العراقية مع سوريا وصولا إلى جنوب معبر الوليد (التنف)، ونشرت صورا لعناصرها بجوار المعبر يلوحون بعلامات "النصر".
ومليشيا الحشد تخضع لإشراف قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذي يدربها على أن تكون بديلا للجيش العراقي في الأماكن التي تسيطر عليها في العراق.
وتعد هذه خطوة مهمة فيما سبق وأسماها القيادي في مليشيا الحشد، هادي العامري، بـ"معركة الحدود"، التي تتضمن فتح الطريق أمام مشروع إيران التوسعي الذي يتضمن منطقة جغرافية مفتوحة تمتد من إيران حتى غرب سوريا.
وعن مدى سيطرة مليشياته على الحدود الطويلة مع سوريا قال نائب مليشيا الحشد، أبو مهدي المهندس، إن "قوات الحشد الشعبي تمسك جميع الحدود العراقية حتى جنوب معبر الوليد بنحو 50 كم".
ويعد هذا تطورا خطيرا؛ نظرا لأهمية هذه الحدود في الصراع الدولي الدائر على مناطق النفوذ في العراق وسوريا.
وفي محاولة لدرء المخاوف من مستقبل هذه الحدود في ظل سيطرة المليشيا عليها قال المهندس: "من المفترض أن توجد شرطة الحدود والجيش العراقي في هذه المنطقة".
غير أن هذا الأمر مشكوك فيه، فيما يخص من ستكون له الكلمة العليا في الحدود، خاصة أن مليشيا الحشد تقدم نفسها على أنها صاحبة النصر، وأنه دونها لكان تمكن تنظيم داعش من العراق.
ويأتي هذا التقدم بعد تصعيد في التوتر بين الولايات المتحدة والحكومة السورية وداعميها، بشأن السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية مع العراق.
وللمنطقة أهمية كبيرة للمليشيات الإيرانية المتحالفة مع الأسد، وتفتح الطريق أمام إمدادات برية من طهران إلى العراق وسوريا ولبنان فيما يعرف باسم الممر البري الإيراني الاستراتيجي الذي يربط جغرافيا هذه الدول الأربع ويجعل كل هذه المساحة تحت سيطرة إيران، وهذا مبعث قلق كبير لحلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة.
وتأتي تحركات مليشيا الحشد الشعبي في عملية "الفجر الكبرى" أو "الفجر الجديد" بالتنسيق مع الجيش السوري الحكومي والمليشيا التي تدعمه ومدعومة كذلك من إيران للسيطرة المشتركة على الحدود.
وسبق أن أوضح العميد هيثم حسون، القيادي السابق في الجيش السوري الحكومي، أن الجيش ينسق مع مليشيا الحشد الشعبي للسيطرة على مدينة دير الزور على الحدود بين سوريا والعراق.
وأضاف في تصريحات لوكالة "تسنيم" الإيرانية أن "أمر التقدم إلى دير الزور محسوم بالنسبة للجيش السوري، ويتم بالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي المتقدمة من الأراضي العراقية التي وصلت إلى مشارف الحدود السورية، خاصة بعد تحرير حي القيروان والتوجه غربا".
كما لفت إلى أن التكامل بين القوات السورية والعراقية سيقطع الطريق على أي تقدّم للقوات الأمريكية باتجاه دير الزور (وهي مدينة غنية بالنفط).