قاسم سليماني.. رأس الإرهاب الإيراني بالخارج
قاسم سليماني قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، ورأس الإرهاب الإيراني بالخارج.
بعد أيام من ظهوره مع ميليشيا الحشد الشعبي العراقي على مقربة من الحدود السورية، ها هو قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، يظهر أمس إلى جانب عناصر مسلحة في فصيل طائفي أفغاني يٌدعي "فاطميون" في موقع يُفترض أنه يقع شمال معبر التنف في البادية السورية على الحدود مع العراق في تحدٍ واضح لكل التحذيرات الأمريكية للاقتراب من تلك المنطقة.
ظهوره مرة في العراق وثانية في سوريا أمر ليس مألوفاً من شخص مثله.. فقاسم، الذي هو بمثابة رأس الإرهاب الإيراني بالخارج، نادر الظهور الإعلامي.
إيران تفتح مسارا بريا يربطها بدمشق وحزب الله والمتوسط
اقتصاديون لـ"العين": تركيا وإيران لن تنجحا في إنهاء عزلة قطر التجارية
يتولى الرجل الستيني منذ ما يقترب على العقدين قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو الفيلق العسكري المسؤول عن نشر العنف والإرهاب الإيراني بالخارج.
تمتلئ حياته بكثير من المنحنيات وكثير من الصعود، ومن بين المصنفين على لائحة الإرهاب الأمريكية، بعد اتساع مشاركاته الميدانية بتدخله عسكريا في دول مجاورة مثل العراق وسوريا.
ولد قاسم سليماني في 11 مارس/ اّذار 1957 في بلدة رابور بمحافظة كرمان الإيرانية لعائلة فقيرة وأب يشتغل بالفلاحة.
ومع اندلاع الثورة الإيرانية العام 1979، كان قاسم من أوائل الذين انضموا للحرس الثوري الإيراني، الذي أمر الخميني بإنشائه للحيلولة دون وجود أي تهديدات للثورة الجديدة.
كانت أولي المهام التي تولاها قاسم في ظل الحرس الثوري هي إخماد تمرد الأكراد، المطالبين بحوقهم السياسية والاقتصادية التي سُلبت في ظل حكم الشاه، غرب إيران، ونجح سليماني مع أعضاء الحرس الثوري في قمع التمرد وارتكاب مجازر بحق المعارضين.
ومع اندلاع الحرب بين العراق وإيران، تطوع سليماني وشارك في الحرب التي امتدت ثماني سنوات، وكان قائدا لفيلق "41 ثأر الله"، فيلق مقاطعة كرمان، رغم كونه في العشرينات من عمره.
وبعد انتهاء الحرب، تم ترقية قاسم سليماني لرتبة عميد، وعاد هو وفيلقه إلى كرمان. وبعد ذلك، أُوكلت إليه مهمة محاربة تهريب المخدرات عبر الحدود الإيرانية- الأفغانية.
وفي عام 1998، تولي قاسم قيادة فيلق القدس، الذي تولي تنفيذ حيز كبير من السياسة الإيرانية سواء بالداخل أو بالخارج.
وساهم فيلق القدس بشكل كبير في قمع حركة الطلاب المناهضة لنظام إيران والمطالبة بالإصلاح عام 1999.
ويُعد فيلق القدس أداة الإرهاب الإيراني بالخارج، ومن أهم وظائفه غير المعلنة استئصال من تعتبرهم إيران أعداء لها، وتقديم الدعم والتدريب للكتائب والفرق المسلحة ذات الولاء المطلق لإيران، وهي ميليشيات طائفية.
لم تنته العداوة الإيرانية مع العراق بانتهاء الحرب بينهما، بل ركزت طهران على اختراق النظام العراقي من الداخل، وهو الأمر الذي بدا جليا باستغلال قاسم سليماني لأحداث 11 سبتمبر/ أيلول لدعم الجماعات الطائفية المعارضة لنظام صدام حسين، حتى اتضح أن سقوط نظام صدام هو فقط مسألة وقت ليس إلا.
ومع الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، استغل قاسم تلك الجماعات الطائفية العراقية التي تدين بالولاء لبلاده حتى تكون خاصرة في ظهر القوات الأمريكية ما يحول دون إنشاء قاعدة عسكرية للأمريكان تُهدد مصالح إيران بالمنطقة.
وطول فترة الغزو الأمريكي للعراق، كان قاسم هو الحاكم الفعلي للعراق، وهو محرك مجريات الأمور سياسيا وعسكريا، ولعل أبرز مثال علي ذلك اجتماع القوي السياسية العراقية بإيران 2010 تحت رعاية قاسم سليماني الذي نجح في إقناع مقتدي الصدر بدعم نوري المالكي لرئاسة الحكومة العراقية.
وبشأن الأزمة السورية، فقد أمدت إيران الرئيس السوري بشار الأسد بالدعم العسكري والسياسي؛ حيث سلحت الجيش النظامي السوري، وأرسلت فيلق القدس بقيادة سليماني؛ لمساعدة النظام السوري في استعادة المناطق التي خسرها.
وكان لقائد فيلق القدس دور رئيسي في دخول الميليشيات الطائفية لدعم الأسد مثل "حزب الله" اللبناني وجلب آلاف المقاتلين من العراق، ولبنان، وأفغانستان.
وبناء عليه استطاع الأسد استعادة العديد من المدن والمناطق السورية، خاصةً باللاذقية وحمص، وأخيرًا حلب، التي شهدت قصفًا وحشيًا أدى لقتل المئات من السوريين.
وبعد انتصار قوات الروس وفيلق القدس في معركة حلب، شُوهد سليماني يتجول بحرية بشوارع حلب مع جنوده ومقاتليه متفاخرًا بما حققته قواته، رغم أنه جاء على حساب آلاف المدنيين.
ونتيجةً لدوره في نشر العنف والإرهاب بكلٍ من العراق وسوريا على الخصوص، تم وضع سليماني، مع مجموعة من قادة الحرس الثوري الإيراني، على قائمة الأشخاص المحظور التعامل معهم، وتم فرض عقوبات عليهم.
كما صنَّفته أمريكا واحدًا من أهم داعمي الإرهاب على مستوى العالم، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه عام 2011.