من هم "فاطميون" الذين صلى بهم قاسم سليماني؟
"فاطميون" يجسد متاجرة إيران باللاجئين بإغراءات مالية وشحن صدورهم بشعارات الثأر للحسين ليخربوا بلادا أخرى ويحوّلوا أهلها للاجئين
في إشارة إلى تحقيق ما يعتبرونه "نصرا استراتيجيا" نشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورًا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري الإيراني وهو يصلي مع مليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية على الحدود السورية- العراقية.
وصور سليماني في أماكن الصراع التي تنشط فيها مليشيا الحرس الثوري لا تظهر إلا للإعلان "إتمام" أحد الأهداف الإيراني في احتلال مناطق معينة، كما فعل وظهر في صور له يتجول وسط المليشيا في حلب السورية ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي مدن عراقية أخرى سيطرت عليها قوات الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران.
وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية، إن قوات "لواء فاطميون" الأفغانية رافقت سليماني من البادية السورية وحتى الحدود مع العراق، ونشرت صور ذلك الاثنين الماضي.
وجاء هذا النبأ بصوره بعد أيام قليلة من إعلان مليشيا الحشد الشعبي الطائفية العاملة في العراق أنها سيطرت تقريبا على كل الحدود العراقية- السورية؛ ما يجعل الحدود بين العراق وسوريا مفتوحة أمام تحركات إيران بلا قيود وفقًا لمخطط الممر الاستراتيجي الإيراني الذي يمتد من طهران مرورا ببعقوبة والموصل في العراق وصولا إلى شمال سوريا ثم اللاذقية على البحر المتوسط.
فما هو "لواء فاطميون" ودوره في مشروع إيران للسيطرة على سوريا والعراق؟
"لواء فاطميون" مليشيا من اللاجئين الأفغان الشيعة أسسها القيادي في مليشيا الحرس الثوري الإيراني علي رضا توسلي ما بين عامي 2012 و2014 للقتال إلى جانب الجيش السوري في سوريا، وهو مخصص- حتى الآن- للقتال في سوريا لصالح الأهداف الإيرانية.
وتوسلي المعروف بأنه رجل قاسم سليماني في سوريا، قتل خلال معارك في مدينة درعا السورية 2015.
والأفغان الذين يشكلون "فاطميون- حزب الله الأفغاني" هم من اللاجئين الذين فتحت لهم إيران أبوابها، وذلك بالرغم من أن إيران معروف عنها أنها لا تستقبل لاجئين بسهولة على أراضيها، ولكن يبدو أنها تستقبل اللاجئين إن كانوا من نفس مذهبها ويقبلون استغلالهم في تشكيل المليشيات لتحقيق أهدافها التوسعية في سوريا والعراق واليمن وغيرهم.
ووفقا لموقع "دفاع برس" التابع للقوات المسلحة الإيرانية، فإن إيران أرسلت أعدادا من الأفغان المقيمين على أراضيها للقتال في سوريا.
وبرزت مشاركة "فاطميون" الأفغان بشكل خاص في مدينة تدمر في محافظة حمص بوسط سوريا، وهي مدينة تحتوي على آبار للغاز والنفط.
ونشرت وكالات الأنباء الإيرانية، ومنها تسنيم، صورا لهذه المليشيا وهي تنتشر في تدمر في مارس/آذار 2017، وقالت إنه كان لها دورا بارزا في "تحريرها" من سيطرة تنظيم داعش، وفي ديسمبر/كانون الأول من نفس العام قالت إن "فاطميون" يتولون حراسة المدينة بعد طرد داعش.
كما تقدم الحكومة الإيرانية الدعم المادي والمعنوي الكبير لهؤلاء اللاجئين الأفغان المشاركين في "فاطميون" لتشجيعهم على بيع أرواحهم ودمائهم لمشروع التوسع الإيراني.
ففي فبراير/أيار 2017 احتفت وكالة "تسنيم" بصور "فاطميون" وهم يشاركون في ذكرى ثورة الخميني، وتخصيص مسيرات لهم يرفعون فيها صور قتلاهم الذين سقطوا في معارك القتال بسوريا.
وقالت إن "فاطميون" خلال المسيرات رفعوا شعارات تقول إن "الإسلام لا يعرف حدودا وإنهم سيواصلون الوقوف إلى جانب الأهداف المقدسة للإمام الخميني الراحل ماداموا أحياء".
كما استقبل الخميني عوائل القتلى الأفغان أكثر من مرة عامي 2016 و 2017 كتشجيع لهم.
ووسائل الإعلام الإيرانية لا تتحدث عن استغلال إيران لظروف اللاجئين الأفغان في إغرائهم بإقامة عائلاتهم في إيران وبالمال للزج بهم في صفوف المليشيات، ولكن تركز فقط على الجانب الديني.
فتقول وكالة تسنيم إن "فاطميون" هو اسم أطلقه "الشجعان" الأفغان على أنفسهم عند سماعهم بنبأ تهديد الجماعات التكفيرية لحرم أهل البيت في سوريا، ليتركوا ما وراءهم ودونهم ويلتحقوا بجبهة الدفاع عن الحرم، ويدافعوا "بدمائهم الجياشة" التي أريقت على أرض الشام.
ولكن تقريرا لتلفزيون (RTE) الأفغاني الحكومي في نهاية 2017 كشف زيف هذا الكلام؛ حيث قال إن أكثر من ألف مسلح أفغاني قتلوا في سوريا حتى ذلك التوقيت.
وقالت إن إيران ترسل اللاجئين الأفغان لديها للقتال في سوريا وتغريهم بالمال والإقامة، ويتلقى الشخص 500 دولار شهريا.
كما أشار التقرير التلفزيوني إلى أن إيران تستغل كذلك الدافع الديني في تحفيز اللاجئين على القبول بهذه المغامرة في سوريا؛ حيث تحدثهم عن فكرة "الثأر للحسين" بالدفاع عن مراقد آل البيت بالشام.
ويطارد "لواء فاطميون" اتهامات بانتهاكات ضد السكان، مثلما تطارد مليشيات شيعية أخرى تغلي بفكرة الانتقام والثأر.
ومن تلك الانتهاكات ما ورد في أغسطس/آب 2016 عن إقدام عناصر من "لواء فاطميون" على حرق منازل بأحد أحياء مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ما أدى لحرق امرأة سورية مسنّة تدعى فوزية محمود الدرويش في منزلها.
وهكذا يكون اللاجئون الأفغان هربوا من بلادهم تحت ستار تردي الأوضاع الأمنية فيها وقتْل المدنيين لتتلقفهم إيران وتحولهم إلى مليشيات تقتل وتذبح وتحرق مدنيين في بلاد أخرى، ويكونون هم سببًا لتحول شعوب هذه البلاد إلى لاجئين في دائرة مفرغة من القتل والتخريب تقودها قوى إرهابية على رأسها إيران.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg
جزيرة ام اند امز