"روية المملكة 2030م.. أجزم شخصياً بأنها ستُدرس للعالم أجمع؛
لم تكن الأوامر الملكية الكريمة الأخيرة -وما سبقها في هذا العهد المبارك- نمطية اعتيادية، بل كانت أوامر نوعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أوامر ملكية كريمة تحمل طبيعة عهد نماء ورخاء، لا ينظر فقط لجيل اليوم دون الأخذ في الاعتبار مستقبل أجيال قادمة ستنعم بحول الله بخير التخطيط السليم نهجاً وتطبيقاً ومبدأً.
اليوم وبعد الأوامر الملكية المباركة، التي صدرت من لدن مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين يوم الإثنين 26 فبراير 2018م، يستطيع المراقب البسيط قبل المتطلع الحصيف أن يلمس أثر قرب تاريخ التحول الوطني عملياً قبيل التفعيل الكامل لتحديث أجهزة الدولة وتقوية مفاصلها قبل الأول من يناير 2020 م.. التاريخ الذي بات عملياً على الأبواب من عُمر الزمن، وهو الأساس الذي سننطلق معه إلى مشارف "رؤية وطن" في عام 2030م، رؤية وطن ومستقبل أجيال بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أتت حزمة الأوامر الملكية الكريمة مُبشرة بكل ما يُجلي حقيقة تقول إن المملكة العربية السعودية قادرة بإذن الله على الاستمرار في التقدم والتطوير في جميع مفاصل قوتها، بشكل متوازن مع حضورها الدولي ودفاعها عن الحرمين الشريفين، ووصولها إلى عالمية مميزة في كل نواحي الحياة.
وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً للمتلقي الكريم وتحديدا للمواطن السعودي الأبي، سأوضح في القادم من هذه المساحة من مقال هذا الأسبوع، المحاور الأساسية الأربعة التي حملتها مضامين ومعالم الأوامر الملكية الكريمة مؤخراً، وهي أحفاد المؤسس المغفور له -بإذن الله تعالى- والمستقبل القيادي الهام، تطوير وزارة الدفاع، الشباب والمرأة، وأخيرا أفريقيا استثمار ومستقبل.
فقد أتت حزمة الأوامر الملكية الكريمة مُبشرة بكل ما يُجلي حقيقة تقول إن المملكة العربية السعودية قادرة بإذن الله على الاستمرار في التقدم والتطوير في جميع مفاصل قوتها بشكل متوازن، مع حضورها الدولي ودفاعها عن الحرمين الشريفين، ووصولها إلى عالمية مميزة في كل نواحي الحياة، بتحديث أنظمتها الإدارية والقضائية جنباً إلى جنب في مسيرتها لتعزيز اقتصادها، بما أقرته خطوات الرؤية المباركة المتزنة والمتوازنة كما أسلفنا بإذن الله تعالى.
رؤية المملكة 2030م.. أجزم شخصياً بأنها ستُدَرس للعالم أجمع؛ وستغدو نهجاً يُقتدى ونبراساً يُهتدى حين يلمس العالم قاطبة مدى نجاح السعودية الحديثة في رؤيتها، بدءاً بنجاح خطة التحول الوطني في الأشهر القليلة المقبلة وصولا لعقد من الزمان سيثبت تحدي مملكة السلام والطموح والمستقبل لكل العوامل المحيطة، المادية العالمية الصعبة واللوجستية الجيوسياسية الملتهبة والديموغرافية المتغيرة بشكل مضطرد.
ولأن الحزمة المباركة للأوامر الملكية الكريمة كانت نوعيّة بالحد المُفرح لأجيال قادمة، فنحدد أربع محاور رئيسية شكلت معالم الأوامر الملكية الكريمة مؤخرا.
* المحور الأول: أحفاد المؤسس والمستقبل القيادي الهام
لعل ما زفته حزمة الأوامر الملكية الكريمة من تمكين العقول الشابة الطموحة من أحفاد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في خدمة الوطن الغالي جاء تعيين الأمير بدر بن سلطان أميرا لمنطقة الجوف، والأمير سلطان بن أحمد مستشارا بالديوان الملكي، والأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائبا لأمير منطقة حائل، والأمير تركي بن طلال نائبا لمنطقة عسير؛ وهي دون أدنى شك أوامر تبعث الأمل وتجدده في قيادة شابة طموحة تسعى جاهدة إلى تحقيق أهداف رؤية الوطن المباركة 2030م، وهي في الوقت ذاته تبعث رسالة للمغرضين تقول: موتوا بغيظكم.. هؤلاء أحفاد المؤسس يلتفون حول القيادة لخدمة دينهم ومليكهم، كما فعل آباؤهم من قبل وجميعنا يدا واحدة، لنا الأفعال وللمشككين في وحدتنا وترابطنا الشائعات التي لا وجود لها إلا في عقول وقلوب من تسوؤه وحدتنا.. إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
* المحور الثاني: تطوير وزارة الدفاع
لا يخفى على المتابع الدور الكبير الذي أُلقي على عاتق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- منذ أن كلّفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله بتولي مسؤولية الإشراف على مكتب سمو وزير الدفاع، إضافة إلى رئاسة ديوان سمو ولي العهد حينها.
ليأتي الأمر الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله باختيار صاحب السمو الملكي أميناً عاما للجنة دراسة أوضاع وزارة الدفاع واحتياجاتها، وينطلق سموه منذ ذلك التوقيت في الإعداد بكل أناة وجد ومثابرة في البدء بخطوات تطوير وتحديث وزارة الدفاع، التي قال عنها سمو ولي العهد الأمين في لقائه مع وكالة "بلومبيرغ " في الحادي والعشرين من شهر أبريل لعام 2016م: "ما من شيء ناقشته مع المغفور له بإذن الله الملك عبدالله إلا وأمر بتطبيقه".
اليوم باتت الأهداف الخمسة الرئيسية التي تعتمدها استراتيجية الدفاع الوطني أساساً في حزمة الأوامر الملكية الكريمة الأخيرة، وسمو ولي العهد الأمين أضحى وزيرا لوزارة الدفاع وملما بمفاتيح تطويرها وتحديثها؛ لتبرز أهداف واضحة المعالم لتطوير وزارة الدفاع نلخصها في:
١- تحقيق التفوق والتميز العملياتي المشترك
٢- تطوير الأداء التنظيمي
٣- تطوير الأداء الفردي ورفع المعنويات
٤- تحسين كفاءة الإنفاق وتوطين الصناعات العسكرية
٥- تحديث منظومة الأسلحة
وكل تلك الأهداف الكبيرة تقوم في الأساس على هيكلة الوزارة وحوكمة آليات وبرامج العمل فيها، ومنها نقرأ اهتمام سيدي ولي العهد الأمين وزير الدفاع في جعل المملكة العربية السعودية الأكثر تفوقا في المنطقة، بما يكفي ليس فقط في تقنين نوعي للإنفاق العسكري، بل بتوطين التصنيع العسكري بكل ما يحمله ذلك من فتح مجالات اقتصادية رائدة تصب في مصلحة الوطن.. وشبابه عماد مستقبله الحقيقي.
وعليه فقد جاءت حزمة من الأوامر الملكية بترقية وإعفاء عدد من القادة بوزارة الدفاع، لتؤكد للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية زاخرة بالقيادات المتجددة القادرة على إكمال مسيرة العطاء بتفوق في كل زمان ومكان، ولعل المشروع الأكبر بتطوير وزارة الدفاع وتحسين الأداء، ورفع مستوى المجهود الحربي والعمل العسكري بشكل يخدم رؤية الوطن في جانب مهم جدا هو الدفاع والذود عن حياضه وثراه الغالي.. كانت جملة الأوامر الملكية الكريمة في هذا الشأن.
وللإيمان الراسخ الذي يحمله فكر الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بأهمية التقنية والإدارة فقد كان اختيار د.بياري، اختير رئيسا تنفيذيا في stc، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة جنوب كاليفورنيا USC بمدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٩٠م.
ليأتي استحداث منصب مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية، ليكون ثاني مساعد لوزير الدفاع بعد معالي الفريق أول طيار محمد بن عبدالله العايش.
• المحور الثالث: الشباب والمرأة
لعل المُضي قُدماً بتحفيز القيادات الشابة من الجنسين كان العنوان الأبرز لجل الأوامر الملكية الكريمة التي حفل بها هذا العهد الميمون.. عهد سلمان القيادة والريادة، فبعد ضخ الدماء الشابة الطموحة من الرجال الثقات كان محور تمكين الشباب والمرأة بشكل متوازن ومدروس إلى حد بعيد.
فمن تأصيل ضخ الدماء النسائية الشابة في مراكز إدارية قيادية مهمة، مثل مجلس الشورى ومركز الملك عبدالله للحوار الوطني، حين كانت الأم الوطنية القدوة كوثر الأربش مثالا رائعا، أثبت نجاحه وشاهدا على ما حملته الأوامر الملكية الأخيرة تحديداً من اهتمام فعلي لدور المرأة وتعزيزه في مواقع قيادية لم لتكن لتصل إليها من قبل، ولعل تعيين الدكتورة تماضر بنت يوسف الرماح في منصب نائب وزير بعد أن حصلت الدكتورة نورة الفايز ذات المنصب سابقاً، يأتي للتأكيد -الذي لا يقبل التأويل- في جعل المرأة تتبوأ المكانة التي تستحقها، والتي لا أستبعد شخصيا وصولها لمنصب وزير قريبا.. وهي بالطبع أهل لذلك.
• المحور الرابع: أفريقيا استثمار ومستقبل
لا أحد يشك في القيمة المهمة للقارة الأفريقية من حيث الاستثمار لتوافر نوافذها المهمة، فمن الجوار الجغرافي إلى الموارد الطبيعية وصولا للإنسان الذي عُرف بالجلد والإنتاجية، يأتي تعيين الخبير السفير أحمد عبدالعزيز القطان لدى جمهورية مصر العربية سابقاً، وزيرا للشؤون الأفريقية، بادرة للاهتمام بالقارة الأفريقية سياسيا واقتصاديا، وبجميع ما يخدم التعاون المستقبلي، ويخدم الرؤية السعودية الثاقبة 2030م.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة