الاتجاه الذي يقود هذا التحالف الاستراتيجي بين السعودية والإمارات يتميز بالوعي السياسي الحاد، وبالقدرة على الالتزام المشترك.
القواعد التاريخية التي يقوم عليها التحالف السعودي الإماراتي ليس من السهل اختراقها، لكونها لا تعاني من هشاشة المشتركات والمنطلقات بين هاتين الدولتين، حيث عملت السعودية والإمارات على التقارب السياسي بينهما خلال العقود الماضية، وقد توج هذا التقارب بشكل أكبر خلال السنوات الثلاث الماضية.
طبيعة الدولتين وتماثلهما في البنية السياسية والتقارب الاجتماعي يجعل من السعودية والإمارات تحققان تفاعلا استراتيجيا يمكنه أن يسهم في بناء خط للتحالف الدائم عبر التأثير على سلوك الدولتين السياسي باتجاه بعضهما، والمتابع للعلاقات السعودية الإماراتية سوف يكتشف أن هناك الكثير من الإنجازات المتحققة، وبنظرة فاحصة إلى مهندسي هذا الاتفاق سمو الشيخ محمد بن زايد وسمو الأمير محمد بن سلمان نجد أنهما يحملان ذات الأفكار في ترسيخ العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وهذا ما يطرح سؤالا مهما يقول: إلى أين يتجه هذا التحالف الاستراتيجي ولماذا وكيف سيكون المستقبل في ظل وجوده؟
الاتجاه الذي يقود هذا التحالف الاستراتيجي بين السعودية والإمارات يتميز بالوعي السياسي الحاد، وبالقدرة على الالتزام المشترك تجاه القضايا المصيرية بين البلدين، خاصة في قضايا الأمن القومي للمنطقة الذي استوجب هذا العناق الاستراتيجي بين قيادة البلدين وشعبيهما
هذا السؤال مهم جدا لفهم العلاقة التي تربط السعودية بالإمارات، وخاصة تفكيك الادعاءات التي تعتقد أن التحالف الاستراتيجي بين السعودية والإمارات مؤقت أو يستهدف دولة بعينها أو قضية بعينها تقتضي التشارك المؤقت، وهذا التحليل غير دقيق فما يحدث بين السعودية والإمارات لم يصغ وفقا لمصالح مؤقتة أو استهداف محدد، القضية أعمق مما يتصورها الكثير فهي تسير في مجال ينبئ عن فهم دقيق لتحولات إقليمية ودولية تتطلب منهجيات سياسية تستطيع من خلالها الدول العمل بشكل متحد في سبيل مواجهة تحديات قائمة أو متوقعة.
المشتركات الاقتصادية والقوة في التأثير السياسي إقليميا ودوليا جمعت السعودية بالإمارات في خط مشترك، حيث متطلبات دولية جديدة أثبتت أن التحالفات الثنائية تمثل متطلبات سياسية مهمة، فالتجربة الخليجية ناجحة في إنشاء مجلس التعاون، ولكن انحراف إحدى دول المجلس عن الخط المرسوم وضع بعض دول المجلس في إطار مختلف، حيث توجد متطلبات العمل المشترك لمواجهة كل التوقعات الممكن حدوثها.
سيكون من المستحيل على تلك المحاولات تفكيك الحلف السعودي الإماراتي لمجرد الرغبة في ذلك، ولعل السبب يمكن الحصول عليه من خلال مشتركات يصعب حتى إحصائها بين هاتين الدولتين، لذلك على الجميع تقبل هذا الحلف مهما كان ذلك صعبا على كثيرين سواء في المنطقة الخليجية أو خارجها، الحلف السعودي الإماراتي حلف استحق الاحترام إقليميا ودوليا ومنتجاته المستقبلية قادرة على ترسيخ أكبر لهذا الحلف.
الاتجاه الذي يقود هذا التحالف الاستراتيجي بين السعودية والإمارات يتميز بالوعي السياسي الحاد، وبالقدرة على الالتزام المشترك تجاه القضايا المصيرية بين البلدين، خاصة في قضايا الأمن القومي للمنطقة الذي استوجب هذا العناق الاستراتيجي بين قيادة البلدين وشعبيهما، المستقبل بين السعودية والإمارات يشكل نموذجا فريدا سوف يؤتي ثماره خلال سنوات قليلة وسوف يكون النموذج السعودي الإماراتي مثالا يمكن تطبيقه في مواقع أخرى من عالمنا العربي ومع أكثر من دولة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة