الأمير محمد بن سلمان عندما قال على الملأ، وبكل شفافية، إن قيمة الشركة لا تقل عن تريليوني دولار، كان يتحدث من منطلق وقائع ودراسات
بأسلوب فريد، يعكس خبرات متراكمة، وعزيمة لا تلين، حققت شركة أرامكو السعودية كل ما طمحت فيه وسعت إليه، من مشروع الاكتتاب الخاص بها. هذا المشروع أقدمت عليه الشركة عن اقتناع تام، وأنجزته بحرفية عالية، ومهارة "استثنائية"، تؤكد نجاح توجهات رؤية المملكة 2030، التي وعدت بطرح جزء من الشركة للاكتتاب العام، وقد أوفت بوعدها.
لعله من الجهل، بل من المؤسف، أن يُخطئ المشككون في تقييم قيمة أرامكو السعودية بهذه الصورة المعلنة وبهذه الفجوة المخيفة، خصوصا أن بعضهم ينتسب لبيوت المال المعروفة عالمياً، فخرجت تقييماتهم لحجم أرامكو، بعيدة كل البعد الواقع، وخسفوا بقيمتها إلى 1.36 تريليون دولار فقط
وإذا كان نجاح اكتتاب أرامكو وإدراج أسهمها في سوق المال السعودي، خطوة نوعية، يسجلها التاريخ الاقتصادي الحديث للمملكة، فإن التأكيد والإعلان أن القيمة الحقيقية لأرامكو تبلغ تريليوني دولار، أكبر ضربة تلقاها من شككوا في التقييم، الذي أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قبل نحو 14 شهراً من الآن.
الأمير محمد بن سلمان عندما قال على الملأ، وبكل شفافية، إن قيمة الشركة لا تقل عن تريليوني دولار، كان يتحدث من منطلق وقائع ودراسات ميدانية، أكدت هذه المعلومة، فكان سموّه يراهن على دور الشركة المحوري في دعم الاقتصاد الوطني، وقدرتها على النهوض بالبلاد، ولأن أعداء المملكة كثيرون، ومن بينهم فئة حاقدة، أزعجها أن تكون المملكة صاحبة أكبر اكتتاب على وجه الكرة الأرضية، رأت هذه الفئة أن تقلل وتشكك في تقييم ولي العهد، وتحدثت بلغة خادعة، تُوهم كل من يسمع أو يقرأ أنها تمتلك علوم التقييم وأسرار التثمين.
وكعادتها، رأت المملكة أن تتريث في الأمر، ولا ترد على المشككين في تقييم أرامكو، وفضلت أن تنتظر حتى لحظة الصفر الحاسمة، بإدراج أسهم الشركة في سوق المال، فبعد 24 ساعة فقط من الإدراج، ارتفع سعر السهم بالنسبة القصوى (10%)، وفي اليوم التالي تكرر المشهد نفسه، ليقفز السعر من 32 ريالاً للسهم عند بداية التداول، إلى 38.7 ريال اليوم، وكان هذا كفيلا بتقييم الشركة بتريليوني دولار.
ولعله من الجهل، بل من المؤسف، أن يُخطئ المشككون في تقييم قيمة أرامكو السعودية بهذه الصورة المعلنة وبهذه الفجوة المخيفة، خصوصا أن بعضهم ينتسب لبيوت المال المعروفة عالمياً، فخرجت تقييماتهم لحجم أرامكو، بعيدة كل البعد الواقع، وخسفوا بقيمتها إلى 1.36 تريليون دولار فقط، ما يعني أنهم أخطأوا في 640 مليار دولار، عن القيمة التي حددها ولي العهد، ما جعل سمعتهم محل تشكيك وسخرية من دول العالم.
لغة الأرقام التي يتحدث بها الأمير محمد بن سلمان في كل المحافل، ترفع من درجة مصداقيته وشفافيته، وتؤكد للعالم أن سموّه لا ينطق إلا بما يعلمه فقط، وما هو محل تأكيد، من واقع المعلومات والتقارير التي تحت يديه، هذه اللغة كانت حاضرة في أحاديثه عن مشاريع رؤية 2030، وفي حواراته التلفزيونية في الداخل والخارج.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة