فنانة تشكيلية سعودية تحتفي بقيادة المرأة للسيارة بريشتها
"بوابة العين" تحاور الفنانة التشكيلية السعودية الشابة سكنة آل طرموخ٬ التي جعلت الريشة صديقتها لتعبر عن واقع محيطها ومجتمعها.
سكنة آل طرموخ٬ فنانة سعودية شابة، جعلت الريشة صديقتها لتعبر عن واقع محيطها ومجتمعها، وتنقل رسائلها للأجيال القادمة، ومع قرار المملكة التاريخي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، انتشرت لوحة فريدة لها تمثل فتاة تحضن سيارة بيدها.
الرسامة التشكيلية السعودية الصاعدة سكنة تحكي في لقاء خاص لـ"بوابة العين" عن تجربتها..
تذكر سكنة أن لوحاتها التي انتشرت مؤخراً كانت رسمتها قبل عام منتظرة لحظة عرضها٬ وفي ليلة إعلان القرار التاريخي لقيادة المرأة السعودية، تصف سكنة شعورها قائلة: "كنت مندهشة جدا بالقرار وغمرتني السعادة بهذا الخبر"، موضحة أنها قررت في تلك الليلة أن تنشر بمواقع التواصل لوحتها السابقة عن قيادة المرأة.
لاقت اللوحة صدى واسعا وتناقلتها الكثير من الحسابات والمواقع، إذ كانت تمثل واقع المرأة السعودية قبل القرار، فالفتاة التي تحضن سيارة وتلبس تاجاً هي كناية عن واقع المرأة بين من يقول إن المرأة ملكة فلا ينبغي لها أن تسوق، وبين رغبة المرأة الحقيقة في القيادة.
وتشرح سكنة أنه بعد انتشار لوحتها في أيام قليلة، أتاها فورا طلب شرائها ولكنها رفضته وقالت: "هذه اللوحة عزيزة جدا عليّ، ولا أعتقد أني سأبيعها يوما".
ومن لوحاتها التي انتشرت مع خبر قيادة المرأة هي لوحة "البطل" التي تمثل فيها امرأة بانتظار البطل "المتمثل في السائق أو الزوج أو الأخ"، حيث تعكس واقع أي فتاة سعودية قبل صدور القرار.
وأكدت سكنة أهمية الفن وكيف يمكن للرسامين أن ينقلوا رسائلهم في أعمالهم، "كما الإعلامي أو الكاتب يحاول أن يوصل ثقافة أو رسالة معينة، أنا أيضاً أهدف لإيصال رسالة ولكن بطريقة بصرية".
كما شددت أن "الرسالة البصرية تصل أسرع للمتلقي من قراءة النصوص، وتصل لجميع الطبقات، وهنا تكمن جمالية الفن التشكيلي".
وتذكر سكنة أهمية أن تصل الرسائل الغامضة لأي فنان للمتلقي، وكون هذه الرسائل بصرية فمن السهل على الملتقي أن يستنتج مقصد الفنان لما هو صحيح أو خاطئ.
وتتمنى الفنانة أن يكون انتشار لوحاتها عن قضية القيادة مؤخرًا "خطوة ليرى الناس ماذا أرسم".
تسلتهم سكنة أفكار لوحاتها من المجتمع والقضايا من حولها، فتقول: "الشخصيات التي أرسمها أستلهمها من ناس حقيقيين، وسبق من قبل في عدة مرات أن أرى فتاة وتعجبني قصتها أو ما تمثله فأقترب منها وأسالها بكل صراحة: "ممكن أرسمك؟".
وتسعى لتؤرخ بأعمالها الفترة التي تعيش فيها، وأن تنقل الواقع الاعتيادي لكثير من الناس. فالفن كما تقول هو "جزء من تاريخ وإرث الأوطان، فبدون أعمال الفنانين، الجيل الذي يلينا لن يعرف كيف عشنا، فنحن بأعمالنا الفنية لا نخاطب الجيل الحالي فقط، نحن نخاطب الأجيال القادمة لنخبرهم كيف عشنا، ولكي يستطيعوا رؤية مستقبلهم والتغيير الحاصل فيه، ويروا كيف للمجتمعات أن تتغير".
شاركت الفنانة سكنة آل طرموخ في عدة مسابقات ومعارض في السعودية، من ضمنها معرض شخصي لأعمالها الذي نالت على أثره دعوة من جامعة مدينة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)؛ لتكون أول فنانة تُعرض أعمالها في هذا الصرح الكبير، وتذكر أن أعمالها التي عرضتها حينها، خصوصا لوحة "البطل"، حيث نالت لوحاتها استحسان الكثيرين وخصوصاً الطلبة والزوار الأجانب بالجامعة، مبينةً أنه "دائما ما يكون هناك اهتمام أجنبي بالأعمال التي تنقل واقع المرأة السعودية".
وتضيف الفنانة أنها تلقت دعوة لتقيم معرضا خاصا بها خارج المملكة في العام المقبل، وأنها بصدد التجهيز للرسومات التي ستشارك بها، موضحةً: "سأحاول أن أنقل في هذا المعرض صورة السعودية الحالية، وكيف أن مجتمعنا يتغير.
وعلقت على سر اختيارها لهذا الموضوع للرسم عنه بقولها: "أنا سعيدة جداً بالتغيرات الحاصلة في المملكة، وأن مملكتنا الغالية تلقي بالا لمتطلبات جيلنا، وهذه التغيرات ليست من مصلحة جيلنا فحسب بل حتى الأجيال القادمة".